احتفالات في إحدى قرى دارفورـ أرشيف ـ المصدرـ مواقع التواصل الاجتماعي


كمبالا: 8مارس2024: راديو دبنقا
تقرير: عبد المنعم مادبو
تأتي ذكرى الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هذا العام ونساء السودان يواجهن اكبر ازمة انسانية ومخاطر ومهددات يتعرضن لها بسبب الحرب التي اندلعت بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، هذه الحرب التي شارفت على العام اذاقت نساء السودان معاناة كبيرة بسبب الانتهاكات اللائي يتعرضن لها من طرفي الحرب والمتفلتين الذين يستغلون السيولة الأمنية التي خلفتها الحرب.
شكاوى من انعدام الحماية
وتقول رئيس رابطة المرأة النازحة بمعسكر سكلي بولاية جنوب دارفور عواطف عبد الرحمن يوسف ان ذكرى اليوم العالمي للمرأة تمر على النساء السودانيات في المدن ومخيمات النزوح وهن يفتقدن للحماية والأمن، ويسيطر عليهن الخوف في كل مكان.
وقالت عواطف لراديو دبنقا ان بسبب الحرب التي تمر بها البلاد وسوء الأوضاع الأمنية ليس بمقدور المرأة ان تعيش بأمان كما جاء في نص قرار الامم المتحدة 1325، وأعربت عن شكرها للجمعية العامة للامم المتحدة التي أعلنت في العام 1977 احتفالاً رسمياً باليوم العالمي للمراة في كل بلدان العالم للوقوف على قضايا المرأة وعكسها.
وأكدت انه لن يكون هناك أمان وسلام للمرأة في ظل هذا الوضع الذي ينعدم فيه الامن الغذائي في السودان، وقالت بسبب هذه الحرب تفتقد المرأة اليوم كل شئ، وتعيش في اكبر امتحان لأجل الحياة.
ووجهت نداء لاطراف الصراع في السودان قالت فيه ان المرأة السوانية تريد ان تعيش في سلام وأمان، وأن تكون صانعة لقرار السلام في أي عملية تقود إليه، وأبدت- في الوقت نفسه- تفاؤلها بأن الغد سيكون افضل.
في معسكر كلمة للنازحين
في الاثناء يستقبل معسكر كلمة للنازحين شرقي مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور وفوداً من المنظمات الوطنية والنسوية للاحتفال باليوم العالمي للمرأة بالتنسيق مع بعض المنظمات العالمية. وقالت عضو اللجنة المنظمة للاحتفال آمنة ضيف الله لراديو دبنقا ان مجموعة من المنظمات الوطنية بالولاية قررت الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في موقعين- في معسكر كلمة ومقر وزارة التربية والتعليم- رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وذكرت ان الاحتفال في معسكر كلمة الغرض منه ايصال صوت المرأة في المعسكرات الى العالم خاصة في مجالات الأمن والغذاء والرعاية الصحية والحياة الكريمة.
واشارت آمنة الى ان النساء يواجهن معاناة كبيرة لدرجة ان الكثير منهن اضطررن الى بيع ما يمتلكن في منازلهن كي يوفرن به الغذاء، وذكرت ان ما زاد المعاناة ان خريف العام الماضي كان فاشلاً بسبب ان اغلب الشباب العاملين في الزراعة انخرطوا في الحرب سواء كانوا مع الجيش او الدعم السريع. وقالت ان النساء دائماً هن اكثر الشرائح المجتمعية تأثراً بالحرب والمجاعات.
وذكرت ان الاحتفال تشارك فيه المنظمات الوطنية والنسوية بمشاركات مالية شخصية وليس هناك أي جهة داعمة للاحتفال، وأبانت ان اختيار معسكر كلمة للاحتفال جاء بسبب انه الأكثر أمناً اضافة الى انه استقبل اعداداً كبيرة من النساء من مدينة نيالا وغيرها من المناطق بسبب هذه الحرب. وأبانت ان الاحتفال يشتمل على كلمات من المرأة النازحة وادارة المعسكر ومفوضية العون الانساني والمنظمات العالمية لايصال رسائل للعالم حول اوضاع المرأة في دارفور والسودان.
طوارئ وتضييق أمني يعيق الاحتفال
في مدينة بورتسودان التي اتخذتها الحكومة كعاصمة ادراية أبدت الناشطة النسوية زينب عثمان أسفها الى عدم قدرة المرأة في المدينة على الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هذا العام والذي يصادف اليوم الثامن من مارس. وعزت ذلك الى الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها النساء خاصة ان هذه المناسبة يحتفلن بها في كل عام بتمويل عبر المساهمات الذاتية للنساء والتجمعات النسوية.
وذكرت الناشطة النسوية لراديو دبنقا ان التضييق وأوامر الطوارئ التي فرضتها السلطات ومنعت بموجبها التجمعات اعاقت اي محاولات للاحتفال او القيام باي مظاهر بهذه المناسبة، وقالت ان الناس يتخوفون من اي تصنيفات لهم بناء على مخالفة اوامرالطوارئ.
واوضحت ان الاحتفال يمر والمرأة لم تحقق ما تصبوا اليه من نيل للحقوق خاصة في مجالات الرعاية الصحية الاساسية في مجالات المراة والطفل والصحة الانجابية والتعليم الذي توقف في كل البلاد، فضلا عن انعدام المشاركة السياسية للمرأة خاصة في مواقع اتخاذ القرار، اضافة الى ان ذكرى اليوم العالمي للمرأة تمر هذا العام ونساء السودان يواجهن معاناة كبيرة في مراكز الايواء والنزوح ومناطق القتال والنزاعات.
مشيرة الى ان احتفال النساء في البحر الاحمر باليوم العالمي للمرأة كان في السنوات الماضية تتخلله مجمموعة من الانشطة والبرامج الخاصة بالمرأة مثل المعارض والبازارات وتكريم الشخصيات النسائية البارزة التي لها اسهامات في المجالات المتعددة، اضافة الى مشاركات لقصص نجاح لنساء مناضلات في مجالات مختلفة.
الاوضاع غير مواتية للاحتفال
بينما ترى الناشطة في مجال المرأة جليلة خميس كوكو الاوضاع في السودان هذا العام غير مؤهلة للاحتفال باليوم العالمي للمرأة لجهة ان معظم النساء يعشن حالة حزن جراء ما تشهده البلاد من حروب.
وقالت جليلة- التي نزحت من الخرطوم الى ولاية كسلا- ان الحرب أجبرت 80% من نساء العاصمة السودانية الخرطوم على العيش في شتات النزوح واللجوء ومن بقين منهن الآن تحت طائلة نيران طرفي الحرب، وأضافت: للاسف تأتي هذه الذكرى والنساء الان فيهن من فقدت منزلها ومن فقدت عملها، ومصدر رزقها وهن الآن اكثر تأثراً بهذه الحرب.
مشيرة الى ان النساء في دارفور اغلبهن في المعسكرات بسبب الحرب 2003 ومن ثم جاءت حرب 15 ابريل زادت وتيرة نزوحهن ولجوئهن الى دول الجوار وصار الوضع اصعب، وقالت “نتضامن مع نساء دارفور، ونرفع صوتنا عالياً لمناداة كل الشعوب المحبة للسلام لايقاف هذه الحرب ليعود الامن والاستقرار لنساء السودان.
منبهة في ذات الوقت الى ان النساء في جنوب كردفان يواجهن معاناة مع الحصار والصراع المسلح بين المجموعات المسلحة وعدم وجود حرية في التنقل. واشارت الى ان شعار هذا العام لابد ان يُنظر له بأنه وسيلة لرفع وعي النساء في ظل هذه الحرب التي افقدتهن حقوقهن في الحياة والصحة والرعاية الصحية والصحة الانجابية.
بينما اشارت ناشطة نسوية من جنوب كردفان الى ان النساء في جنوب كردفان يعشن في وضع غير انساني لان عظم مناطق جبال النوبة لا تتمتع بالامن والاستقرار وان بعض النساء فقدن ارواحهن وتعرض بعضهن الى الاختطاف والتهجير القسري في مدينة الدلنج والمناطق المحيطة بها وبعض المناطق القريبة من مدينة كادوقلي، اضافة الى نساء مدينة بابنوسة يتعرضن للحصار يفتقدن لأبسط مقومات الحياة.
وذكرت لراديو دبنقا ان النساء في السودان فقدن كل شي بسبب هذه الحرب واصبحن يتنقلن من منطقة لمنطقة في ظروف قاسية بحثاً عن الأمن وهن يتعرضن لعصابات النهب والقتل والاغتصاب والاختطاف او النهب، لذلك هن يعشن ظروفاً نفسية قاسية جداً تحتاج الى الدعم المادي والنفسي وطالبت بوقف الحرب ونبذ خطاب الكراهية في السودان.

محاولات للمواكبة ودعوة للوحدة
في مدينة عطبرة عاصمة ولاية نهر النيل يبذل الاتحاد النسائي محاولات لمواكبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة من خلال تنظيم سواق خيري لتوفير بعض السلع الاستهكلاكية الضرورية في شهر رمضان لتخفيف معاناة النساء اللائي تأثرن بالحرب.
وقالت ندوى الشلالي ان الاتحاد النسائي بمدينة عطبرة يدين بمناسبة اليوم العالمي للمرأة كل انواع العنف الممنهج الذي يجري ضد النساء والاطفال جراء الحرب، وذكرت ان الاتحاد يرصد معاناة النساء العاملات في نهر النيل بشكل دقيق، فتأخر المرتبات يعيق النساء العاملات ويحد من قدرتهن على ادارة شئون بيوتهن، وادخل كثير من الاسر في دائرة الفقر. اما النساء غير العاملات والنازحات فيواجهن معاناة من ضيق المعيشة واشارت الى ولاية نهر النيل لا زالت تستقبل النازحين من مختلف الولايات، وهم بأوضاع انسانية وظروف صعبة
وأكدت ان الاتحاد يدين كل الذي تتعرض له النساء والأطفال من انتهاكات لحقوقهم وفقا القانوان الدولي والقوانين الانسانية وحماية المرأة والطفل في المناطق التي تشهد معارك ونزاعات بين الجيش والدعم السريع.
وقال ان الاتحاد يواصل في تصعيده السلمي رفضاً للحرب وسيتمسك برفع شعار “لا للحرب” ويجب ايقافها دون قيد او شرط- على حد تعبيرها-.
فيما قالت الناشطة النسوية بالولاية الشمالية اماني جعفر انه في الوقت الذي تحتفل فيه نساء العالم بيوم 8 مارس تفقد المرأة في السودان كل الحقوق بدءً من الحياة الآمنة وصولاً الى الحق في الحياة، واضافت: حتى لما قامت ثورة ديسمبر ما قدرنا نعمل مشروع وطني نرى فيه انفسنا كلنا كشعب سوداني ونساء على وجه الخصوص.
وذكرت انه في ظل الحروب دائما تجد النساء النصيب الأكبرمن المعاناة، وحتى عندما يتوقف صوت البندقية تكون مصالح النساء في زيل القائمة، وشددت على ضرورة ان تتوحد النساء السودانيات حول قضاياهن، وقالت ما لم تكن هناك حركة نسائية قوية لن نجد الواقع الذي نحلم به في السودان.