فخ الانتخابات المبكرة

كلما أحكمت الأزمات خانقها بالبلاد يلوح بعض الفاعلين في المشهد السياسي بكرت الانتخابات المبكرة بوصفها الحل السحري لازمات البلاد العصية علي الحل لكن البعض وبحسب صحيفة الصيحة يري ذلك الخيار التفافاً مثلما حذر منه الحزب الشيوعي الذي أكد أن هنالك اتجاهاً حكومياً لإجراء انتخابات مبكرة وفقاً لبنود اتفاقية جوبا وبسرية تامة وبخطوات تفتقر للشفافية. حيث قال عضو المكتب السياسي، وسكرتير مكتب العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي صالح محمود عقب لقائه بعثة دولية ضمت البعثة الفنية المختصة بالانتخابات التابعة للأمم المتحدة في نيويورك، وأضاف صالح إن دعوة رئيس الوزراء للبعثة يتسق مع التخطيط لانتخابات مبكرة، وانتقد ربط الانتخابات ببنود باتفاق سلام جوبا ،وأوضح أن العديد من بنوده لا تصلح لتأسيس عمليات تمس مستقبل السودان خاصة الانتخابات العامة. وأكد أن اعتماد قانون الانتخابات بواسطة مجلسي السيادة والوزراء يتنافى مع مبدأ المشاورة الواسعة بين قطاعات الشعب السوداني.

حسين سعد

الخرطوم : حسين سعد

 

كلما أحكمت الأزمات خانقها بالبلاد  يلوح بعض الفاعلين في المشهد السياسي  بكرت الانتخابات المبكرة بوصفها الحل السحري لازمات البلاد العصية علي الحل لكن البعض وبحسب صحيفة الصيحة  يري ذلك الخيار التفافاً مثلما حذر منه الحزب الشيوعي الذي أكد أن هنالك اتجاهاً حكومياً لإجراء انتخابات مبكرة وفقاً لبنود اتفاقية جوبا وبسرية تامة وبخطوات تفتقر للشفافية. حيث قال عضو المكتب السياسي، وسكرتير مكتب العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي صالح محمود عقب لقائه بعثة دولية ضمت البعثة الفنية المختصة بالانتخابات التابعة للأمم المتحدة في نيويورك، وأضاف صالح إن دعوة رئيس الوزراء للبعثة يتسق مع التخطيط لانتخابات مبكرة، وانتقد ربط الانتخابات ببنود باتفاق سلام جوبا ،وأوضح أن العديد من بنوده لا تصلح لتأسيس عمليات تمس مستقبل السودان خاصة الانتخابات العامة. وأكد أن اعتماد قانون الانتخابات بواسطة مجلسي السيادة والوزراء يتنافى مع مبدأ المشاورة الواسعة بين قطاعات الشعب السوداني.

الصراع القبلي:

لكننا نري بأن التغيير الحقيقي لن يتحقق  إلا بقيام الدولة المدنية ووجود إرادة وطنية حرة وقادرة على لملمت ومعالجة جراحات البلاد ،واستعادة هيبة الدولة وسيادة القانون كدولة راعية لحقوق الإنسان والمواطنة وتحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة بين كافة أطياف ومكونات الشعب دون تمييز،وإقامة علاقات إستراتجية بين كافة دول العالم التي تحترم امن واستقرار وسيادة الدولة من اجل بناء السودان الجديد كما يهتف الثوار(حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي) بعد إن خطفت (الجبهة الاسلامية بإنقلابها) القرار الوطني وسيطرتها علي مفاصل الدولة وأجهزتها عبر سياسة التمكين ،وبالنظر للمعطيات الحالية فأنه من الصعب جدا قيام إنتخابات في ظل المصادمات الدامية التي حصدت العشرات بل من دارفور ثم تمددت الي ولايات غرب وجنوب كردفان ،السؤال الذي يطرح نفسه كيف تنظم انتخابات حرة ونزيهة، مع تصاعد وتيرة الاعتقالات وسط الثوار،فضلا عن افتعال الأزمات مثل التلاعب بأسعار السلع والعملات الأجنبية لتتفاقم الأزمة الاقتصادية لخنق البلاد فضلا عن تدهور الخدمات العامة في كل مؤسسات الدولة مع تراجع قفة الملاح والاوضاع المعيشية لعموم الشعب الكادح وارتفاع مستوى البطالة والفقر بين صفوف الشباب والخرجين وتدهور أوضاع التعليم والصحة والأمن،  وظلت هذه الأوضاع تتفاقم يوما بعد أخر ،أما تحقيق العدالة مازالت الحكومة حتي يومن الناس هذا عاجزة عن الكشف عن الجناة أو إعلان عن نتائج التحقيق في الجرائم التي وقعت بحق الثوار مثل فض اعتصام القيادة او اغتيال الثوار في مواكب 13 و17 نوفمبر 2021م،هذه الاوضاع التي سردناها أعلاه ستجعل الانتخابات المبكرة صورية وأشبه بإنتخابات الخج التي شهدناها في عهد النظام المدحور ،أما الذين يلوحون بكرت الانتخابات يريدونها (إنتخابات صورية) لضمان مصالحهم بنتائجها المضمونة أصلا، ليتم تكريس هيمنتهم على السلطة مهما كان الثمن، فالانتخابات التي تجري في ظل هكذا ظروف ودون إن يتم معالجة هذه الاختناقات وفق مطالب الشعب لا محال ستكون نتائجها محسومة سلفا، وان المشاركين في هذه الانتخابات هم يرتضون على أنفسهم الرقص فوق دماء الشهداء والأبرياء وأشلائهم.

إنتخابات القارة..

ولاعطاء نظرة لإنتخابات 2021 بالقارة السمراء حيث لم تختلف حملات تلك الانتخابات عن سابق عهدها،حيث سيطرت على معظم المنصات السياسية خطاباتٌ عِرقية ودينية بنكهة مختلفة حسب توجهات الأحزاب وزعمائها، ما بين تمظهر مجموعة عرقية معينة بالضحية والأخرى بالظالمة، أو نشر خوف من تهديدات مجموعة منافسة للتأثير في آراء الناخبين من إقليم أو منطقة معينة. وفي الدول التي يحكمها الرؤساء المهيمنون ، مثل: تشاد وجيبوتي وجمهورية الكونغو، فإن الحملات بها اتسمت بنبرة صوت المصالحة أو تقوية سلطة الدولة لمواجهة المسلحين والخارجين عن القانون أو إصلاح الاقتصاد وتشييد أعمدة التنمية والاهتمام بمطالب الشباب، وشملت وسائل التلاعب في الانتخابات تغييرَ قواعد اللعبة الرسمية من قبل الحكومات الحاكمة، كمحو أو تعديل المدة الرئاسية أو إعادة ترسيم الدوائر الانتخابية وهندستها كما لجأت بعض الأحزاب السياسية إلى مخططات تقاسم السلطة بسرية تامة، أو تبني تكتيكات تزوير كحشو صناديق الاقتراع. وقد أكدت التطورات السياسية الحالية في معظم الدول التي أجرت انتخاباتها بين 2020 و2021 أن العمليات الانتخابات أصبحت مجرد إجراءات شكلية،  ففي  دولة جيبوتي، أُعِيد انتخاب الرئيس إسماعيل عمر جيله، الذي يحكم البلاد منذ عام 1999، لفترة ولاية خامسة مدتها خمس سنوات في انتخابات 9 أبريل 2021 التي قاطعها معظم المعارضين. ولم ينافسه فيها سوى زكريا إسماعيل فرح، رجل الأعمال الذي تربطه علاقات وثيقة بالعشيرة الرئاسية والذي لم يعرف أغلب مواطني جيبوتي بوجوده في السباق إلا في يناير 2021 عندما أعلن ترشحه للرئاسة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أما في جمهورية بنين، التي تعتبر من أكثر الديمقراطيات استقرارًا في غرب إفريقيا؛ فقد اندلعت أعمال عنف يوم إجراء رئاسيات 11 أبريل 2021 والتي قاطعتها أحزاب معارضة وانخفضت نسبة الإقبال على التصويت بشكل ملحوظ مقارنة بالانتخابات السابقة بسبب اعتراضات على حكومة الرئيس باتريس تالون والسياسات الجديدة من هيئة الانتخابات حول دفع رسوم باهظة لتسجيل الترشح، وهي السياسة نفسها التي أسهمت في خفض عدد أحزاب المعارضة التي شاركت في الانتخابات التشريعية في أبريل 2019 وأدت إلى احتجاجات دموية في العام نفسه، وفي حالة كل من النيجر، التي شهدت محاولة انقلاب فاشلة في 31 مارس 2021، أي قبيل تنصيب الرئيس المنتخب محمد بازوم، وتشاد التي دخلها متمردون من ليبيا وشنُّوا هجماتٍ قيل إنها وراء مقتل الرئيس إدريس ديبي بعد يوم فقط من إعلان فوزه بشكل رسمي من قبل اللجنة الانتخابية؛ فإن الاستنتاج الأكثر وضوحًا أن الانتخابات في بعض المواقف المشحونة قد تكون بارودة أو "محفزة" لاندلاع الصراع والعنف السياسي

 الخاتمة..

ما نستطيع قوله ومن خلال ما نشهده من حراك ثوري فأن الأيام القادمة ستحمل بين طياتها مفاجآت سنرى خيطوها تنفجر لا محال، لأن الشعب بات اليوم من أي وقت مضى متمسك على أحداث التغييرالقادم لا محالة، وصار الشعب السوداني يحمل قناعات راسخة، ويمتلك روح الإصرار والتحدي والثورة واصبح مستعدا استعدادا تام لدفع ثمن مهما كان في سبيل التغيير لاستعادة السيادة الوطنية واستقلال قراره لإعادة السودان إلى مساره الطبيعي كدولة لها سيادة واستقلال يمتلك قادته الثوريين القرار السياسي الوطني لتحقيق طموحات الشعب في الحرية والسيادة الوطنية وبناء دولة توفر لمواطنيها الأمن والأمان وتكفل لهم حق التعبير والحرية ليتم تحقيق العدل والعدالة الاجتماعية  وضرب الفاسدين بيد من الحديد؛ بعد إن عاثوا الفساد والخراب بموارد واستقرار وامن الدولة،التي عانت 30 عاما عجاف ذاق الشعب خلالها مرارة القتل و الاستهداف والتهجير،والخطف والنزوح، لذلك لم يعد للشعب سوى طريق الاحتجاجات والتظاهرات التي ما انكفئ يومنا إلا وقد خرج إلى الشوارع رغم الاستهداف المبرمج لإخماد ثورتهم، ورغم كل الاستهداف ظلت مسيرة الاحتجاجات قائمة وما تزال لحين إحداث التغيير الشامل، فالكفاح من اجل تحقيق العدل حق مشروع ، والشعب قادر على إحداث  التغيير لان تاريخ  السودان حافل بتجارب وطنية غيرت منظومة الإستبداد والفساد التي كانت أكثر قسوة ولهذا فان كل مؤشرات هذه المرحلة توحي بحدوث ثورة شعبية يقودها الثوار في كل الوطن من شماله إلى جنوب ومن شرقه إلى غربه ووسطه ومدنه واريافه لتكون ثورة وطنية شعبية شامله تشمل كل الوطن ولهذا فان الشعب أدرك حجم مسؤولياته التاريخية في وقت يمتلك فيه  روح الكفاح والنضال والتحدي والإصرار