عبد الباقي جبريل: الوضع الإنساني في السودان وصمة عار في جبين متخذي القرار

امستردام 3يونيو 2025م راديو دبنقا

حذّر عبد الباقي جبريل، المدافع عن حقوق الإنسان ومدير مركز دارفور للعون والتوثيق، من التدهور الخطير في الوضع الإنساني بالسودان، داعياً إلى تدخل عاجل وفعّال لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين ورفع الحصار عن مدينة الفاشر، وحماية العاملين في المجال الإغاثي.

وقال جبريل في تصريح لـ”راديو دبنقا” إن الأزمة الإنسانية في السودان تحظى باهتمام واسع من الأمم المتحدة والمؤسسات والمنظمات الدولية، التي طالما نادت بضرورة التدخل الفوري لإنقاذ الوضع المتأزم. وأكد أن انعدام الأمن الغذائي يشمل عشر ولايات من ولايات البلاد، بما فيها العاصمة الخرطوم، مشيراً إلى وجود حالات وفاة بسبب الجوع في عدد من المناطق.

وأضاف أن هذا الوضع يمثل “وصمة عار” في جبين متخذي القرار في السودان، الذين تقاعسوا عن أداء مسؤولياتهم الأخلاقية والدينية، ولم يتخذوا الخطوات المطلوبة لتخفيف المعاناة الإنسانية أو السماح بانسياب الإغاثة إلى مستحقيها.

وأوضح جبريل أن التحدي الأكبر اليوم يتمثل في السماح بإيصال الغذاء للمحتاجين دون عوائق، مؤكداً وجود كميات من الغذاء لدى الحكومة، لكنها توزّع في مناطق غير متأثرة بالحرب، مبينا إن إعاقة انسياب المساعدات يعد مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني، وبالأخص المادة الثالثة من اتفاقيات جنيف الأربعة، التي تنص على حماية المدنيين وتوفير الغذاء والأمن والدواء والمأوى أثناء النزاعات المسلحة.

وشدد على أن ما يحدث يعد انتهاكاً للضمير الإنساني ولكل القيم الدينية والأخلاقية، مشيراً إلى أن الإسلام لا يجيز تجويع الناس حتى الموت تحت أي ظرف.

الفاشر.. حصار مستمر

وفيما يتعلق بمدينة الفاشر، نبّه جبريل إلى استمرار الحصار المفروض عليها من قبل قوات الدعم السريع، والذي تطاول امده، وفاقم من معاناة المدنيين داخل المدينة. وطالب قوات الدعم السريع بالامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736 الصادر عام 2024، الذي يدعو إلى رفع الحصار فوراً وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

كما دعا إلى حماية العاملين في المجال الإنساني من الاعتداءات والقتل، مشيراً إلى أن عددًا من عمال الإغاثة كانوا ضحايا لهجمات، من بينها الهجوم الذي استهدف معسكر زمزم من قبل الدعم السريع وأودى بحياة 11 من عمال الإغاثة.

وختم جبريل حديثه بمناشدة الطرفين المتنازعين في السودان إلى العودة لاتفاق جدة والالتزام بوقف إطلاق النار، حفاظاً على أرواح المدنيين وتمكين الجهات الإنسانية من أداء واجباتها في إنقاذ الأرواح.