العاملات في الخطوط الأمامية في منظمة تقودها نساء تعمل على مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي وحماية الطفل في السودان (الصورة: اليونيسف / تيس إنغرام)

الخرطوم : 24 ديسمبر 2025 : راديو دبنقا

أعلنت شبكة أطباء السودان بأن قوة تتبع للدعم السريع احتجزت 29 طفلةً و73 امرأةً بمدينة المجلد، عقب اجتياح مدينة بابنوسة بتهمة انتماء ذويهم للقوات المسلحة.

وقالت الشبكة في بيان اطلع عليه “راديو دبنقا” الخميس إنَّ الأطفال والنساء تم ترحيلهن قسرياً واحتجازهن في ظروف إنسانية بالغة السوء تفتقر لأبسط مقومات الرعاية الصحية والغذائية والنفسية.

من جهته قال متحدث بإسم شبكة الأطباء محمد حسن لـ”راديو دبنقا” إنَّ احتجاز النساء والأطفال يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني ولكافة المواثيق التي تحظر استهداف المدنيين أو استخدامهم كوسيلة ضغط خلال النزاعات المسلحة.

وكشف في مقابلة مع راديو دبنقا عن تواصلهم ببعثة تقصي الحقائق الدولية المستقلة موضحاً أنهم سيدفعون للبعثة بكل الوثائق والمستندات ووسائل اتصال بالضحايا وذووهم.

من جهة أخرى وصف حسن الوضع الإنساني في جنوب كردفان بأنه بالغ السوء نتيجة لممارسة قوات الدعم السريع لسياسات الحصار والتجويع والترويع، محذرا من تكرار ماحدث في الفاشر.

وقال لراديو دبنقا إن ولاية جنوب كردفان يقطنها حوالي 2 مليون نسمة، 714 ألف طفل ومن بينهم 295 ألف دون سن الخامسة، مشيراً إلى أن 63 ألف طفل أصيبوا بدرجات متفاوتة بسوء التغذية، من بينهم 10 ألف وصلوا مراحل متقدمة شديدة الخطورة من سوء التغذية الحاد وحياتهم معرضة للخطر.

وأضاف بحسب تقديرات الأمم المتحدة أن حوالي 272 ألف نازح داخلي يتواجدون داخل ولاية جنوب كردفان، 96% من الأسر النازحة لاتستيطع توفير احتياجاتها من الغذاء والماء 75% لديها طفل واحد مصاب بسوء التغذية.

الرجال يبكون عجزا

الى ذلك وصفت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد المرأة والفتيات ريم السالم الوضع الإنساني في السودان بأنه “كارثي وأسوأ من التخيلات”، كاشفة عن استخدام العنف الجنسي والاغتصاب الممنهج كـ”سلاح حرب” لتدمير نسيج المجتمع السوداني.

وكشفت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد المرأة والفتيات ريم السالم عن قصص إنسانية بالغة القسوة لناجيات سمعتها من النساء والفتيات اللاتي تعرضن للاغتصاب جراء انتهاكات قوات الدعم السريع، وذلك خلال زيارتها -التي هدفت لرصد حال النساء والفتيات- في فترة لم تتجاوز 9 أيام لـ4 ولايات يخضعن للحكومة السودانية وهم (ولاية الجزيرة، الخرطوم، البحر الاحمر، الشمالية).

وأشارت المقررة الأممية إلى أن العنف الجنسي الممنهج لا يقتصر على حالات فردية بعينها، بل هو أداة حرب لتدمير المجتمع السوداني ككل، “فتلك الانتهاكات لا تفرض قسوتها على النساء فحسب، إذ هن الضحايا المباشرة لحالات الاغتصاب ولكنها تقهر الرجال من ذويهم الذين تجبرهم قوات الدعم السريع على مشاهدة تلك الانتهاكات، ويجدوا أنفسهم عاجزين عن كف الأذى عن نساء عائلاتهم وحماية بيوتهم.

وتحدثت سالم بلسان النساء من الفاشر وبقية الولايات، واللواتي عبرن لها عن خشيتهن من إبلاع المؤسسات الأممية عن ما تعرضن له خوفا من وصمة المجتمع التي تزيد وطأة المعاناة عليهن.

عنف اقتصادي

ولفتت المسؤولة الأممية إلى حالة “العنف الاقتصادي” الذي لا يقل خطورة عن بقية الأضرار التي تتلفها آلة الحرب، والتي تتمثل في نهب المنازل، وسرقة المحاصيل والذهب، وتدمير البنية التحتية، واصفة ما يجري بأنه تدمير ممنهج وليس مجرد حالات فردية.

كما انتقدت بشدة ضعف التمويل الدولي للخطة الإنسانية في السودان، مشيرة إلى أن التمويل لا يتجاوز 38% في وقت يحتاج فيه 30 مليون سوداني -أي نصف السكان- إلى مساعدات عاجلة، وسط انتشار الجوع والأمراض وسوء التغذية، وانعدام الرعاية الصحية اللازمة للناجيات من العنف الجنسي، بما في ذلك التعامل مع حالات الحمل غير المرغوب فيه.

وفي ختام حديثها، طالبت المقررة الأممية المجتمع الدولي بضرورة ممارسة ضغط حقيقي لوقف القتال فورا، ومحاسبة مرتكبي هذه “الجرائم الفظيعة” قانونيا.

كما دعت إلى السماح بمرور المساعدات الإنسانية بشكل مستقل، وتوفير ممرات آمنة للنازحين، مشددة على ضرورة إشراك النساء السودانيات في أي مفاوضات مستقبلية لحل النزاع.

وقد وثقت تقارير أممية أن النساء والفتيات في السودان هن الأكثر تضررا في الحرب، إذ تعرضت نحو 104 حالة للعنف الجنسي في مخيم زمزم من بينها 75 امرأة.

كما أفادت لجنة التحقيق الوطنية السودانية وجود نحو 1392 حالة اغتصاب جماعية وحمل وزواج قسريين في عدد من الولايات، موضحين أن تلك الأرقام لا تمثل سوى نحو 2% فقط من الحجم الحقيقي للضحايا الذين يخشون الإبلاغ عن مثل تلك الانتهاكات لمراكز الدعم.

وقد سجلت فرق من شبكة أطباء السودان 32 حالة اغتصاب في أسبوع واحد لفتيات نزحن من الفاشر ووصلن الطويلة

Welcome

Install
×