سفير سوداني: اجتماعات كامل إدريس في نيويورك برتكولية ولن تمنحه الشرعية

نيويورك: السبت 27/ سبتمبر/2025م: راديو دبنقا
تقرير: سليمان سري
انخرط رئيس الوزراء د. كامل إدريس في سلسلة لقاءات هامة مع رؤساء وفود وحكومات الدول، ومسؤولي وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، بمقر بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وذلك على هامش الدورة الـ80 للجمعية العامة.
وشملت اللقاءات ممثلين رفيعي المستوى من الأمم المتحدة، أبرزها اجتماعه بوكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، المفوض السامي لشؤون اللاجئين، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، ومدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، إضافة إلى مسؤولة الاتحاد الأوروبي للقرن الإفريقي.

انتزاع اعتراف دولي:

وشكك السفير عادل شرفي في نجاح مساعي رئيس الوزراء د.كامل إدريس والوفد المرافق له من خلال اللقاءات التي أجراها في انتزاع اعتراف دولي بحكومته أو رفع تجميد عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي.

وأرجع شرفي في حديثه لـ”راديو دبنقا” ذلك إلى أن تعيينه جاء بقرار من قائد انقلاب عسكري، دون توافق وطني واسع كالذي تم في حكومة رئيس وزراء الفترة الانتقالية د.عبدالله حمدوك. مشيراً إلى أن المجتمعين الدولي والإقليمي يدركان غياب هذا التوافق، كما عزا رفض الاتحاد الإفريقي لفك التجميد لعدم وجود أساس دستوري أو قبول شعبي واسع.

لقاءات بروتوكولية وانتقادات

ووصف السفير عادل شرفي لقاءات إدريس مع بعض القادة – مثل رئيس الوزراء المصري، وإريتريا، وجيبوتي، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي – بأنها مجرد مجاملات بروتوكولية لا تعكس تأثيراً حقيقياً على ملف السودان.

واستنكر شرفي لقاء وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني السفير محي الدين سالم بنظيره الإيراني محمد عبد اللهيان ، معتبراً أن ذلك جرى في وقت تعاني فيه طهران من عزلة دبلوماسية وتخضع لعقوبات دولية من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الإوربي.

غير أنه رأى أن الاجتماع الأهم والمؤثر تمثل في لقاء إدريس ومسؤولي حكومته باعتباره مدخلاً عملياً لبحث الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان.

لكنه رأى أن المقابلة الوحيدة المؤثرة من بين تلك اللقاءات التي جمعت رئيس الوزراء ووزير خارجيته مع كبار قادة الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، في مقدمتهم لقائه وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر ، الذي أكد على مواصلة جهود الأمم المتحدة لدعم استقرار الأوضاع في السودان.

وأضاف أن اللقاءات هذه قد تكون مهمة في هذه المرحلة حيث شملت المفوض السامي لشؤون اللاجئين، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ومدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، وأنيتا ويبر ممثلة الاتحاد الأوروبي للقرن الإفريقي، التي تعهدت بدعم الاتحاد الأوروبي للحوار السوداني – السوداني، ومواصلة جهوده في دعم استقرار الأوضاع في السودان.

السودان في بيانات الرؤساء:

أشار السفير عادل شرفي إلى أن الأزمة السودانية تصدرت بيانات عدد من القادة في الجمعية العامة، وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا الأطراف السودانية للتفاوض ووقف معاناة المدنيين.

وقال إن غوتيرش طالب الجميع بما فيهم من هم داخل القاعة، ويقصد بالطبع، وفد الحكومة السودانية، بالجلوس للتفاوض للسلام ووقف المعاناة الإنسانية للشعب السوداني.

وأضاف أن أمير قطر دعا إلى حوار شامل يحقق السلام ويحفظ وحدة السودان، فيما طالب الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بجهد دولي أكبر لوقف الكارثة الإنسانية.
كما عقد وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو، أمس، اجتماعا بوزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات “الألية الرباعية” لبحث التطورات وخطط العمل التي أقرتها الألية بشأن السودان.

أوضح شرفي أن اجتماعاً موسعاً آخر ضم الآلية الرباعية وعدداً من دول الجوار، بجانب الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد” والجامعة العربية، أصدروا بياناً مشتركاً شددوا على ضرورة خفض التصعيد وحماية المدنيين.

وقال إنّ البيان أكد على استئناف المفاوضات المباشرة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، مع الاستعداد لاتخاذ إجراءات داعمة، وأدان التدخلات الأجنبية وتزويد أطراف النزاع بالسلاح. كما أعاد التأكيد على سيادة السودان ووحدته، وعلى أن مستقبل البلاد يجب أن يقرره شعبه.

واستبعد شرفي صدور قرارات فورية من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن السودان في الوقت الحالي، وقال: لكن بالطبع سيتم تناول الأوضاع الإنسانية في اللجنة السادسة وتوقع صدور قرار خاص بالمعونات الإنسانية الطارئة، مشيراً إلى اللقاءات التي أجراها رئيس الوزراء كامل إدريس ووزير الخارجية محي الدين سالم، مع المنظمات الإنسانية الخاصة بهذا الشأن.