جانب من قمة الايقاد بالعاصمة الاثيوبية أديس ابابا - المصدر الخارجية الأثيوبية


أبلغت وزارة الخارجية السودانية رئيس جيبوتي، إسماعيل عمر جيلي بصفته رئيس لدورة الإيقاد الحالية بقرار حكومة السودان وقف الانخراط وتجميد التعامل مع المنظمة بشأن ملف الأزمة الراهنة في السودان نظرا للتجاوزات التي ارتكبتها عبر إقحام الوضع في السودان ضمن أعمال القمة الاستثنائية لرؤساء دول وحكومات الإيقاد المقرر عقدها في كمبالا في 18 يناير 2024 دون التشاور مع السودان. كما رفضت الخارجية السودانية الدعوة التي وجهتها سكرتارية الإيقاد لقائد قوات الدعم السريع للحضور في مكان انعقاد القمة الطارئة بكمبالا فيما اعتبرته سابقة خطيرة في تاريخ الإيقاد والمنظمات المحلية والدولية.
بيان الخارجية تعجل في الرفض
وفي تعليقه على بيان الخارجية، اعتبر السفير عبد الرحيم صديق أن الظروف التي دفعت الخارجية لإصدار هذا البيان قد تكون مناسبة للوزارة، لكني اعتقد أنه كان من الأوفق والأجدى طالما أن السودان عضو في منظمة الإيقاد ألا نقطع الخيوط معها وأن نستجلي أمر مشاركة حميدتي وعلى أي مستوى سيشارك. فإذا كان سيشارك على مستوى القمة، فمن حق الحكومة أن ترفض ذلك باعتباره لا يمثل الحكومة ولا يتمتع بصفة رسمية تتيح له المشاركة. أما إذا كان مشاركا في الجزء المتعلق بمناقشة موضوع السودان وفي إطار الإجراءات التي اتخذتها المنظمة في قمتها الأخيرة في الجمع بين بين الجنرال البرهان والجنرال حميدتي، فينبغي في مثل هذه الحالة أن نستوثق قبل أن نرفض لأن الانخراط بهذا المستوى مناسب جدا لحلحلة القضايا السودانية.
ونوه السفير عبد الرحيم صديق إلى أن الأمر كان يحتاج إلى عمل دبلوماسي تقوم به وزارة الخارجية وتقوم به الإيقاد نفسها لتوضيح موقفها من دعوة حميدتي وما إذا كان مدعوا للقمة أو أنه مدعو للمشاركة في الشق المتعلق بالسودان وبما يشمل لقائه مع قائد الجيش السوداني. وفي غياب كل هذه المعطيات وعدم الحديث عنها من جانب السودان ومن جانب منظمة الإيقاد، كان الأمر يتطلب عملا دبلوماسيا من كل طرف لاستجلاء المواقف حتى يتم تأمين اللقاءات المتفق عليها.
التنسيق بين منبر جدة ومبادرة الإيقاد
وحول ما وصفه بيان الخارجية بإقحام السودان في أجندة القمة، كل المنظمات الدولية والإقليمية لديها أحكام وقواعد لإجراءات عملها، أو إجراءات داخلية تحكم أعمالها. وإذا كانت هذه الإجراءات تؤهلها لدعوة أطراف الأزمة السودانية للانخراط في حل المسألة السودانية، فلا مجال إلا بالقبول بذلك وإذا لم يكن الرفض مستندا على قواعد وأسس المنظمة فيصبح دون أساس.
وحول ما إذا كان متاحا للإيقاد المضي قدما في مناقشة الشأن السودان الآن، شدد السفير عبد الرحيم صديق على أن هدف أي منظمة من اتخاذ خطوات وإجراءات واتصالات ليس فقط تناول الموضوع والوصول للإعلان عنه إعلاميا، وإنما مربوط بالنتائج وإلى أين ستصل. وإذا كان هناك طرف لا يرغب في التعاون، فإن محصلة الإجراءات والجهود لن تكون ذات جدوى. ولم يستبعد السفير عبد الرحيم صديق عودة ملف الحرب في السودان إلى منبر جدة باعتباره مازال قائما ولم يصدر ما يشير إلى أن منبر الإيقاد هو المنبر الوحيد. وكانت الدعوات الصادرة من قمة الإيقاد تتعلق بخلق رابط بين كل الجهود بما فيها منبر جدة ومبادرة الإيقاد وأن تتعاون كل الأطراف للوصل إلى حل للمشكل السوداني. وأضاف بأن منبر جدة مازال قائما وهو منبر قوي وممكن أن يقوم بالكثير.