زيادة المساحات المزورعة في النيل الأزرق إلى 4 مليون فدان رغم عقبات التمويل

الدمازين: 23 سبتمبر2025م: راديو دبنقا
أكد آدم علي محمد البخاري، عضو اللجنة التسييرية لمزارعي النيل الأزرق، أن المزارعين بالولاية تمكنوا هذا العام من زراعة مساحات واسعة مقارنة بالعام الماضي، الذي شهد حالة من عدم الاستقرار نتيجة للحرب في بعض محليات الولاية. مشيراً إلى أن وزارة الزراعة تستهدف وفق خطتها زراعة 4 ملايين فدان هذا الموسم.
وقال البخاري في حديث لـ”راديو دبنقا” إن الموسم الزراعي الماضي بدأ بصورة جيدة، إلا أن ظروف الحرب أدت إلى فشله بشكل كبير. وأضاف أن الموسم الحالي شهد توسعاً في الرقعة الزراعية بنسبة تصل إلى 95% من المساحات المزروعة، شارك فيها صغار وكبار المزارعين إضافة إلى عدد من المستثمرين.
وبحسب منصة “الناطق الرسمي بإسم الحكومة” فقد بلغت المساحة المستهدفة بزراعة الذرة مليون و650 ألف فدان.و تبلغ المساحة المستهدفة بزراعة السمسم 450 ألف فدان، والدخن 200 ألف فدان. وزهرة الشمس 400 ألف فدان. والقطن 800 ألف فدان. بالاضافة لزراعة التسالي 300 ألف فدان.
توقعات بانتاجية عالية:
وأوضح البخاري أن التمويل كان من أبرز التحديات التي واجهت المزارعين هذا الموسم، مبيناً أن عدد محدود من المزارعين الذين تمكنوا من الحصول على تمويل من البنك الزراعي، بينما زرع آخرون مساحات مقدرة من دون الحصول على تمويل. وأشار إلى أن شركة “الجود” ساعدت في تمكين العديد من المزارعين عبر تقديم خدمات كبيرة أسهمت في استمرار العملية الزراعية.
وتوقع البخاري أن يشهد الموسم الحالي إنتاجية عالية، مشيراً إلى أنه لم تُسجَّل حتى الآن أي مشاكل كبيرة تتعلق بانتشار الآفات أو حدوث السيول. وتابع قائلاً: “حتى تاريخ 22 سبتمبر لم نرصد أي سيول أو أضرار، والزراعة تسير بصورة جيدة، ونتمنى أن يكون الإنتاج وفيراً هذا العام”.
وقال إن اللجنة التسييرية بالتنسيق مع وزارة الزراعة وحكومة الإقليم اتخذت عدة قرارات مهمة لدعم المزارعين، من بينها تخفيض أسعار الوقود المخصص للزراعة وتأمين الموسم الزراعي. كما أشار إلى اجتماعات متواصلة بين رئيس اللجنة التسييرية والجهات الأمنية لضمان حماية الموسم وترتيبه وفق الخطة الموضوعة.
وأبان البخاري أن المرحلة الأولى من الزراعة قد تم تجاوزها بنجاح، وأن التركيز الآن منصب على متابعة المحاصيل التي تشهد نشاطاً واسعاً مثل محصول التسالي الذي قال بأنه “محصول كبير ورائد يشهد حراكاً واسعاً في الأسواق”، إضافة إلى محاصيل أخرى مثل الذرة الرفيعة و”طابت” وأنواع الذرة الخفيفة التي تنمو بشكل جيد.
قسوة الظروف
وقال رغم الظروف الصعبة غير المسبوقة التي مرت بها الولاية بسبب الحرب، خاصة في المنطقة الغربية التي تُعد من أكبر المناطق الزراعية وتضررت بشكل كبير، مؤكداً أن وقفة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمجتمع المحلي ساعدت في تهيئة الأجواء لإنجاح الموسم.
وأضاف “برغم قسوة الظروف، إلا أن المزارعين ما زالوا يعملون بجد واجتهاد، ونأمل أن يكون هذا الموسم الكبير بداية لانطلاقة جديدة تحقق الأمن الغذائي لأهل النيل الأزرق والسودان كافة. ونسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والنجاح والسداد”.
وحول تحديد المساحات المزروعة من المحاصيل قال آدم البخاري، عضو اللجنة التسييرية لمزارعي النيل الأزرق، إن تحديد المساحات المزروعة بصورة دقيقة لا يزال قيد الحصر من قِبل الفرق المختصة بوزارة الزراعة، مشيراً إلى أن الوزارة تستهدف وفق خطتها زراعة 4 ملايين فدان هذا الموسم.
عقبات التمويل
وأوضح البخاري أن بعض العقبات ما زالت قائمة، أبرزها التمويل والسماد، حيث لم يكتمل تمويل جميع المزارعين من البنك الزراعي بالصورة المطلوبة، بينما تظل أسعار الأسمدة مرتفعة نسبياً، وإن كانت في حدود مقبولة مقارنة بالسنوات الماضية. وأضاف أن الوقود متوفر في السوق ولا توجد أزمة في الإمداد، موضحاً أن وزارة الزراعة اتخذت خطوات لمعالجة بعض التحديات.
وأشار إلى أن مشكلة المزارعين المعسرين ما زالت قائمة، لافتاً إلى وجود توجيهات من مجلس الإدارة برئاسة الدكتورة أبكر بتمديد فترة السداد للمزارعين المتعثرين لثلاث سنوات. وقال إن المزارعين في الإقليم ليست لديهم التزامات مع البنوك التجارية، وأن العلاقة الأساسية تظل مع البنك الزراعي الذي ما زال يسعى إلى معالجة أوضاع المزارعين وتوفير التسهيلات.
وأكد البخاري أن الموسم الحالي، برغم ما يواجهه من تحديات، يُقيَّم بأنه جيد حتى الآن من جانب وزارة الزراعة واللجنة التسييرية. وأضاف: “نسعى إلى تحسين الموسم أكثر، ونأمل أن يخرج بصورة جيدة تساهم في تحقيق الأمن الغذائي وتخفيف أعباء المواطنين”.