رئيس المجلس المدني الانتقالي الأمين شنقراي: أبلغت فولكر بأن الطريقة التي تدار بها العملية السياسية ستؤدي إلى انفجار

الامين شنقراي

الأمين شنقراي- شرق السودان


واشنطن: راديو دبنقا
دعا رئيس المجلس المدني الانتقالي والامين العام السابق لمؤتمر البجا الامين شنقراي، جماهير الشعب السوداني بكل فئاته من النشطاء والسياسيين وشباب لجان المقاومة بالتفكير في آليات جديدة أخرى تستطيع أن تعبر عن مطالبهم بشكل أكثر شفافية وتشمل كل أطراف السودان.
محذرًا من انفجار الأوضاع في شرق السودان الذي قال بأنه في الأصل يعاني من هشاشة أمنية، مع استمرار عمليات التجييش وتسليح المدنيين، وتواجد عناصر النظام السابق بالولاية.
ودعا شنقراي في مقابلة مع “راديو دبنقا” جماهير الشعب السوداني من النشطاء والسياسيين وشباب لجان المقاومة بالتفكير في آليات جديدة مغايرة، للتي تتبناها تنسقية القوى المدنية والديمقراطية “تقدم”، حتى يتمكنوا من التعبير عن قضاياهم بشكل أفضل وتضم ممثلين من كل ولايات السودان المختلفة.
وأوصى بضرورة الاستفادة من ميراث الثورة التي قال بأنها جاءت بمفاهيم جديدة، متمثلة في تعزيز الشفافية والوضوح والتعامل الصادق مع الشعب السوداني، وقال موجهًا حديثه لقيادات “تقدم”، لايمكن أن تمارس عمل سياسي لفترة 3 ـ 4 سنة ويقود في نهايته إلى انفجار الأوضاع، الذي أدى بدوره إلى خروج 4 مليون سوداني ثم تأتي بنفس الوجوه ونفس الشخصيات ليبحثوا عن حل لهذه الأزمة، وتسائل أما كان من الاولى تجنب هذه الحرب وما كان من الأولى التصرف بمسؤولية.
وبرغم ترحيبه بمخرجات اجتماعات تنسيقية “تقدم” مع وفد قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، والذي قال برغم تحفظاته لكنه سيكون منصفًا في حكمه وقال إنَّ هنالك جانب إيجابي وآخر سلبي، وقال إنّ الإيجابي فيه يتعلق بالمقترحات التي دفعت بها “تقدم” والمتعلقة بوقف اطلاق النار وتوفير ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، ممتدحًا تلك المساعي قائلًا: “أننا كسودانيين نرحب باي خطوة تؤدي لوقف نزيف الدم السوداني ومن شأنها تحدث حالة من الانفراج”.
واعتبر في ذات الوقت أن الجانب السلبي يتعلق بمجموعة “تقدم” نفسها والتي وصفها بالنادي المغلق لمجموعة صغيرة قال بأنها ليست لها جذور داخل السودان في الوقت الحالي بالتحديد. واتهمها بالمشاركة في ما وصفه بالفشل التاريخي ورأى إنه كان يجب عليها أن تعتذر للشعب السوداني عن الأخطاء التي ارتكبتها خلال مشاركتها في السلطة في الفترة الانتقالية، وذكر أن الحرية والتغيير أعادت نفسها باسم جديد تحت لافتة تنسيقية القوى المدنية “تقدم”.
وأعاب على قيادات تنسيقية “تقدم” بأنها تعمل الآن داخل غرف مغلقة على إعادة صياغة السودان وبناء الدولة السودانية، وإعادة هيكلتها من جديد مع تفاصيل أخرى كثيرة مؤكدًا أن شكل الأزمة وحجمها كبير وفيها جهات كثيرة متداخلة، ورأى بأن هنالك غياب تام لبقية الأجسام وتسائل عن تمثيل لجان المقاومة وإنسان الشرق والشمال ودارفور، وقال أين أصوات الغاضبين في مروي وعطبرة وغيرها من أقاليم السودان داخل التنسيقية.مشيرًا إلى أن هنالك وجوه ظلت تسيطر على المشهد منذ أيام الثورة وإلى أيام حكومة حمدوك ومابعدها وحتى اندلاع الحرب باستمرار، قال بأنها محصورة في 5 إلى 6 وجوه ظلت تكرر دائمًا وذكر بأنها تريد أن تفرض نفس الرأي مرة أخرى على الشعب السوداني. واعتبر أن تلك الممارسات تتجافى مع قيم الثورة السودانية.
وقال شنقراي إن حديثه ينطلق من واقع تجربة شخصية عاشها في الخرطوم وتعامل من خلال مشاركته في الأيام التي سبقت التوقيع على الاتفاق الإطارئ، وقال إنَّه أبدى كثيرًا من الملاحظات مزجيًا لهم النصح، بلغ به الأمر أن اجتمع مع ممثلي الاتحاد الافريقي والهيئة الحكومية للتنمية “الايقاد”، ومبعوث الأمين العام للأمم فولكر بأن الطريقة التي تدار بها العملية السياسية ستؤدي إلى انفجار وأزمة، وقال إن كل توقعاته قد حدثت بالفعل والشاهد على ذلك اندلاع الحرب.
ووصف رئيس المجلس المدني الانتقالي الوضع الأمني في شرق السودان خاصة مدينة بورتسودان بأنه يعاني من هشاشة أمنية شديدة، ونبه إلى وجود تحرك من تحت “قاعدي” وحالة غليان شديد وسط مكونات شرق السودان من البجا وشمال وجنوب بورتسودان ومناطق طوكر وكسلا، ورأى بأنّ هنالك مهددات أمنية كثيرة تواجه الولاية تمثلت في الازدحام الكبير من النازحين، القادمين إلى شرق السودان، بجانب وجود جماعة النظام السابق في مدن الولاية بورتسودان وكسلا والقضارف وتحركاتهم بحرية، مع دعوات التجييش وتسليح وشكك في عمليات توزيع السلاح تحت ستار الاستنفار محذرًا من أن تلك الخطوات لديها خطورة على مستقبل المنطقة ومن شأنها تقوض الأمن في الظروف الحالية.
ووجه انتقادات شديدة لوزير المالية خاصة في أسلوب إدارته للميناء التي أًصبحت تحت تصرفه مباشرة، وطريقة تبديده للأموال التي تأتي من الإيرادات اليومية لهيئة الموانئ البحرية، وكيفية تصريفه وتوزيعه لها دون دفع مستحقات العاملين، مشيرًا إلى أن هيئة الموانئ أكبر مخدم في ولاية البحر الأحمر وترتبط بمعاش الناس، معتبرًا أن هذه المواقف تساهم في توليد الغبن والغضب وتلقي بظلال كثيفة وسط مواطني الولاية وتلعب دورًا في تهديد الوضع الأمني.
ولم يخفي شنقراي مخاوفه من نقاشات وحوارات تدور وسط المواطنين تتناول البحث عن مستقبل شرق السودان، وقال إنَّ اصطدم بتلك الأفكار أثناء طرحه لفكرة المجلس المدني الانتقالي، الذي قال بأنه مشروع لبناء الدولة السودانية على أساس الوحدة وليس الانقسام وتابع” هذا المشروع يضم كل المشتركات التي تجمع بيننا كلنا كسودانيين”. من مختلف الولايات والمكونات، لكنه فوجئ بدعوة البعض يطالب بطرح خيار تقرير مصير لإنسان شرق السودان، معتبرًا إنَّها إشارات مزعجة تتعارض مع مشروعه، مؤكدًا أن وحدة السودان هي الحل وقال إنَّ الانشقاقات والتقسيم لن يقود إلى خطوات متقدمة إلى الأمام. وتعهد بأنه سيعمل جاهدًا عبر الحوار لإقناعهم وإثنائهم عن تبني تلك الافكار، مبديًا تفهمًا واضحًا لأوضاعهم مشيرًا إلى أن تعرضوا لمظالم تاريخية أهملت فيها الدولة التنمية دون تقدير لتضحياتهم التي قدموها من أجل الوطن رغم معناتهم الطويلة، لكنه رفض أن تلك الأسباب دافعًا أو مبررًا للدعوة للمطالبة بخيار التقسيم.