د. عبدالله جلاب/جامعة ولاية اريزونا: يا أيها الإسلاميون كونوا مسلمين كونوا سودانيين ..

يا ايها الاسلامويون هذه لحظة فاصلة وانتم ترون جموع شعبكم الحاشدة وتسمعون اصواته العالية الهادرة التي تصدح بما يريد. وما يريد هو أنبل ما يوده…

د. عبدالله جلاب(وكالات)

بقلم: د. عبدالله جلاب/جامعة ولاية اريزونا

 

[email protected]

يا ايها الاسلامويون هذه لحظة فاصلة وانتم ترون جموع شعبكم الحاشدة وتسمعون اصواته العالية الهادرة التي تصدح بما يريد. وما يريد هو أنبل ما يوده ويحلم به المواطن الانسان لحاضر ومستقبل حياته ولموطنه وشعبه. وذلك حق مكفول له. لا منة من أحد. لم يكن ذلك الصوت العالي في مكان واحد أو حي بعينه أو قرية أو مدينة واحدة. لم يقف الأمر عند أو على جماعة بعينها أو حزب أو طريقة أو فصيل مهني أو ثقافي أو اثني محدد. وأنما عم البلاد من أقصاها الى أقصاها. ولا بد ان يكون فيكم من أحس بذالك الغضب العارم الذي حملته الصدور سنينا وهي تعبر عنه الآن. لابد وان بعضكم قد آفاق الى من تحولت شكواه الفردية وضعف حيلته وهوانه على دولة الانقاذ بأن دعى ربه رب المستضعفين بقوله : إلى من تكلني؟ فألهمه الذي بنور وجهة أضاءت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا الآخرة بانه قد وكله وأوكله الى الذي هو مصدر القوة والسلطة والحق:الشعب. فخرج الشعب كله ليستعيد حقه. ولم يجد من دولتكم الا تصعيد ما قامت عليه في الأساس من العنف والاعتقال وقتل المواطنين العزل.

لا شك ان بعضكم قد آفاق الى أن الدولة التي قمتم على تأسيس قواعدها على العنف طوال ثلث قرن من الزمان بإعتبار أنها دولة الدين قد فصلت الدين عن الدولة فصلا بشعا بأن جعلت من الدولة أداة للبطش الفردي والجماعي على النساء والرجال والمخالفين لكم في امر إدارة البلاد وغير المؤيدين لنظامكم ولكل من لم يتفق معكم في الرأي. لقد أردتم منها حكرا عليكم توزعون بها وعن طريقها المغانم لكم ولمن والاكم ومن طمعتم في موالاته والمظالم لمن كثر من أبناء وبنات هذا الشعب. فكان أن خرج الجنوب من دولتكم الظالمة ورفعت أطراف البلاد الأخرى غربها وشرقها وجنوبها الجديد السلاح في وجهكم. رغما عن كل ذلك لم تكتفوا انتم الا بان تخرجوا من السودان بتبنيكم الجماعي لمثلث حمدي البائس. وفي ظل ذلك الفصل بين الدين والدولة تحول الدين عندكم الى تطاول في البنيان وتكديس للأموال وتعدد في الزوجات حتى اطلق الشعب السوداني بسخريته النافذة من الأقوال ما طال سمعكم: مثل الهبروا ملو والكيزان دخولنا الجامع وجرو للسوق. ومن أمثال ذلك ما لا يسع المجال لحصره.

ان وقفة مع النفس الآن قد يلزمها ما يمكن أن يرجى مما تبقى من ضمير. فقد أعترض البعض منكم منذ اليوم الاول او من قبله أي منذ ايام التخطيط على مبدأ الانقلاب. ورن كانوا قلة. فإتهم في دينه وولائه للجماعة وجبنه وإن حفظ له شعبه ذلك. ومنكم من نائ بنفسه ولزم بيته او آثر الصمت. ولكن غالبيتكم العظمى سارت سير الإنقلاب ودولته التي قامت على العنف والبطش وبيوت الأشباح. وفي وقفة أخرى سميتموها المفاصلة اتهمتم أحدكم بانه هو السامري الذي أضل قوم موسى في غيابه وأتى لهم ولكم بعجل له خوار ولكن موساكم لم يعد كما عاد موسى وان العجل لا يزال يتصاعد خواره كلما هبت عليه ريح. لقد كان في ذلك قليل من الوعي بما جرى. وقد توالت بعض المراجعات الفردية ولكن لم يسمع منكم شعبكم وقفة مراجعة شاملة للفكر الذي جاء عن طريقه النهج الشمولي وتمكين دولة العنف والبطش والفساد وتوزيع المغانم والمظالم.

الأن وقد تأتي من بوابة الضمير والوعي الذي قد يأتي في تمام الساعة الحادية عشر او اللحظة الأخيرة أن تتحرروا بصدق عن الاسلاموية لتكونوا مسلمين. وان التحرر من الاسلاموية لا يقف في حدود المراجعات الفردية وإنما يتجاوز ذلك الى مراجعة نقدية شاملة وصادقة للفكر والمنهج الذى قامت الاسلاموية ومنهجها القائم على الإقصاء والعنف والعنصرية. و مراجعة دقيقة وأمينه لما أتت به هذه التجربة البائسة من ماسي ومظالم شملت البلاد في مواطنيها ومؤسساتها وثرواتها. ان التحرر من الاسلاموية يقوم في المقام الأول على أن تعودوا مسلمين لله في الاساس ومواطنين سودانيين أولاً وأخيراً وذلك بان تقيفوا بوضوح ودون تردد مع المعنى والمقصد والهدف الأسمى لثورة الشعب السوداني القائمة. ان الشعب يريد ليس اسقاط النظام فحسب وإنما يريد تغييره الى نظام يقوم على العدالة والسلام والحرية. لذلك فان الثورة ستظل خيار الشعب.

http://sudanvoices.com/?p=37130