الدكتور سليمان بلدو-راديو دبنقا

أمستردام 8 سبتمبر 2025 : راديو دبنقا

وصف الدكتور سليمان بلدو المدير التنفيذي للمرصد السوداني للشفافية والسياسات الوضع الان في السودان بعد مرور اكثر من عامين من الحرب بانه مأساوي دمر قتاله كل مناحي الحياة وحول شعب كامل الى نازحين ولاجئين وجوعي يصارعون من اجل البقاء على قيد الحياه ، وسط إصرار طرفي الحرب على المواصلة والانتصار بهزيمة او استسلام الطرف الاخر مع غياب كامل لتحرك المجتمع الدولي تجاه ما يحدث في السودان الذي تحول رغم كل هذه الفظاعات والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان الى دولة فاشلة منسية ومهملة.

ورغم مرور اكثر من عامين على الحرب المدمرة التي شنها الجيش والدعم السريع على المدنيين السودانيين ، لم يحقق أي من الطرفين ، تقدما حاسما في المعارك التي بدأت في 15 ابريل 2023 باستثناء الانتصارات السريعة والحاسمة التي حققها الدعم السريع في السنه الاولي للحرب ، بسيطرته على العاصمة الخرطوم وولايات الجزيرة وسنار وسط السودان، لكن كل ذلك تراجع باستعادة الجيش السوداني بدءا من منتصف 2024 ، مرة اخري ، لولايات الجزيرة وسنار والعاصمة الخرطوم من الدعم السريع واخراجه منها ، لتنتقل بعدها المعارك، الى غرب السودان ، جيت يدور القتال اليوم في شمال كردفان وحول عاصمتها الأبيض ومدينة الفاشر المحاصرة من قبل الدعم السريع بشمال دارفور لأكثر من 500 يوم .

لا منتصر في الحرب والكل خاسر

وقال الدكتور سليمان بلدو المدير التنفيذي للمرصد السوداني للشفافية والسياسات في مقابلة شاملة مع راديو دبنقا عبر برنامج بصراحة بث السبت (لا يوجد تقدم عسكري في الحرب التي انتقلت الان لغرب السودان لكن هناك خسائر عالية وسط المقاتلين ووسط المدنيين كذلك بسبب لجوء طرفي الحرب بالهجوم على المدنيين بالطيران من قبل الجيش السوداني ، والقصف المدفعي والأسلحة الثقيلة الأخرى من قبل الدعم السريع ضد المواطنين وأماكن تجمعاتهم ( بعقلية ضيقة واجرامية بمفهوم العقاب الجماعي على المدنيين في مناطق سيطرة الطرف الاخر .) .

واستشهد بلدو في ذلك بالفظائع التي ارتكبها الدعم السريع ضد المدنيين في القري الواقعة حول بارا ، وحول الأبيض وحصارها للمدينة التي بها اكبر بورصة للمحاصيل التقليدية و السوق الرئيسي والعاصمة لشمال كردفان . وأوضح ان الجيش السوداني قام في المقابل بشن هجمات بالطيران العسكري على الأسواق في دارفور وكردفان والمدن مثل الكومة وكتم ومليط ونيالا والضعين بهدف متع عودة الحياة الاقتصادية ومعايش المواطنين الى طبيعتها في تلك المناطق .

تكية الفاشر-يوليو 2025
تكية الفاشر-يوليو 2025-وسائل التواصل

الفاشر مدينة جوع

واكد بلدو في المقابلة مع راديو دبنقا ان الهجوم على الأهداف المدنية تعني ان كل سبل كسب العيش أصبحت هدف عسكري لطرفي القتال وهو أمر مؤسف وكارثي . ووصف بلدو الحصار المضروب من قبل الدعم السريع على مدينة الفاشر لأكثر من 500 يوم (بالمأساة جيت تحولت الفاشر الى مدينة مجاعة ووفيات يومية للأطفال بسوء التغذية ،ومن لم يمت بالجوع مات بالدانات التي تمطر بها المدينة ومعسكرات النازحين يوميا .) وأوضح ان الخروج من الفاشر اصبح (صعبا وخطرا اليوم ومن يحاول الخروج في عمر الشباب يخضع للتصفية بتهمة الانتماء للجيش او القوات المشتركة المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية .)

(4) مناطق نفوذ لوحدات إدارية متنافسة

ويري الدكتور سليمان بلدو المدير التنفيذي للمرصد السوداني للشفافية والسياسات ان الحرب الجارية اليوم افرزت (4) مناطق نفوذ لوحدات إدارية متنافسة وهي : (بورتسودان البرهان ،نيالا حميدتي، جبل مرة عبدالواحد و جبال النوبة الحلو ) وذلك في سياق تعليقة على ظهور حكومتين رسميا في السودان ( تأسيس في نيالا برئاسة حميدتي ورئيس وزرائها التعايشي وحكومة الامر الواقع في بورتسودان برئاسة البرهان ورئيس وزرائها الدكتور كامل ادريس .وأضاف ( الملاحظ ان الحكومتين تأسيس في نيالا و الامل في بورتسودان كلاهما تحت الهيمنة العسكرية للدعم السريع والجيش السوداني و المدنيين فيهما بلا سلطة ، وهم عبارة عن وجهات لسلطات عسكرية متحاربة على الأرض .).
وأوضح ان هناك فارقا في هذا الخصوص يتمثل في ان حكومة بورتسودان ، يتعامل معها المجتمع الدولي ، كحكومة امر واقع ، لهيمنتها على الجهاز المركزي للدولة ، وينظر لها في هذا المجال بانها هي سلطة الدولة، وبالتالي كما يقول بلدو (هناك اعتراف ضمني بحكومة بورتسودان بانها حكومة امر واقع مشيرا في ذلك لدعوة الأمم المتحدة للفريق البرهان ورئيس وزرائه كامل ادريس الى نيويورك لمخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر .)

حكومة تأسيس وبورتسودان ومحاطر التقسيم

وقال ان اسراع حكومة تأسيس التي اختارت نيالا عاصمة لها بتعيين مندوب لها لدي الأمم المتحدة الأسبوع الماضي ، هدفه كسب الاعتراف الدولي بها ، ( لكن ذلك لن يحدث . ) وأضاف في المقابلة مع راديو دبنقا ان الأمم المتحدة ( لن تقبل بمندوب حكومة موازية ليس لها اعتراف من أي جهة في المجتمع الدولي حتي الان ، وستواجه حكومة تأسيس بقيادة حميدتي قائد الدعم السريع بعدم اعتراف الدول في المجتمع الدولي بها ) وتابع (غض النظر عن الاعتراف الدولي من عدمه ، فان تقسم السودان الى منطقتي نفوذ كل منطقة بإدارتها واقتصادها وبلا شرعية هو اضعاف للسودان وهيبته وسمعته دوليا. )

وردا على سؤال حول : هل ستدفع وجود حكومتين اليوم في السودان، للإسراع بالحل ووقف الحرب؟ ام الى مزيد من التعقيد وتقسيم السودان ؟؟؟ أجاب الدكتور سليمان بلدو بسيناريوين ، الأول : بفضي الى التعجيل بالحل ووقف الحرب وذلك من خلال ان الاحتمالات من وراء تكوين تحالف تأسيس لمجلسه الرئاسي وتعينه لرئيس وزراء ، هو ، الاستعداد للمفاوضات القادمة بمظهر حكومي مواز لحكومة الامر الواقع في بورتسودان وحلفائها . وأضاف ( في مثل هذه الحالة قد يعجل بالحل . )

وأوضح بلدو ان السيناريو الثاني هو تقسيم البلاد وهو في رأيه خطر حقيقي قائم بالنظر للخطابات التي يصدرها قادة الطرفين وحلفائهما بالمضي قدما في القتال والانتصار عسكريا على الطرف الاخر وتدميره بالكامل. وأضاف ( هذا الشيء غير واقعي .. ليس لدي أي طرف القدرة عسكريا على حسم الاخر في ميدان المعركة واخراجه من المفاوضات بالهزيمة .) وتابع قائلا : ( انعدام مقدرة طرف في الانتصار على الطرف الاخر يجعل عملية التقسيم مستمرة وتدريجيا سيؤدي ذلك الى تقسيم فعلي للبلاد ان لم يكن تقسيما قانونيا. )

السودان الدولة المنسية .. لا احد يذكرها

وحول المجتمع الدولي وما يجري في السودان اكد بلدو ان السودان (اصبح اليوم مهملا دوليا لا تذكره وسائل الاعلام ولا الحكومات في تفاعلها مع الاحداث الكبرى في العالم.) وقال في المقابلة مع راديو دبنقا ان المجتمع الدولي وللأسف لم يعط اسبقية للوضع في السودان ، (لقد أصيب بالإرهاق من حروبه المتصلة واوضاعه غير المستقرة لعقود. ) وأوضح ان هنالك انفراجا حدث في وقت سابق في صورة السودان لدي المجتمع الدولي ( بأسقاط حكم البشير بثورة ديسمبر وتفاعل العالم معه ، وبدء في التعافي ، لكن سرعان ما تبخر كل ذلك واختفي، بانقلاب ا2 أكتوبر ، وهبط الى درك سحق ويعامل الان ،معاملة الدول الفاشلة والمهملة دوليا .)

إدارة ترامب وسلام السودان

وأوضح ان مبادرة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة الأميركة والسعودية ومصر والامارات ـ هي محاولة من إدارة الرئيس الأمريكي ترامب للوصول الى وقف اطلاق نار في السودان مربوط بإيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين ، (لكن هذه المحاولة الرباعية اعترضتها صخرة صماء تتعلق بخلاقات مناصري طرفي الحرب في السودان مصر والامارات.) وقال ان أمريكا ( عندما رات ان مصر والامارات غير قادرين على التغلب على التطرف في مساندة طرفي الحرب ، حيث تدعم مصر بالكامل الجيش السوداني عسكريا ودبلوماسيا ، بينما تدعم الامارات بالكامل قوات الدعم السريع بالسلاح والمرتزقة ، قررت أمريكا تخطي مصر والامارات ، والتواصل المباشر بطرفي الحرب حيث التقي في هذا الخصوص مستشار الرئيس ترامب للشؤون الافريقية مسعد بولس بقائد الجيش الفريق البرهان في زيونخ بسويسرا مؤخرا .) وتوقع بلدو ان يكون بولس قد تواصل مباشرة مع الدعم السريع وقيادته (لكن لا علم لنا بالنتائج لوجود تكتم شديد على هذه الاتصالات .) وقال ان السودانيين يتمنون اليوم ان تنتج من هذه الجهود ، وقفا لإطلاق النار وايصال المعونات لملايين السودانيين الذين هم على حافة المجاعة حيث يوحد نحو 13 مليون يواجهون المجاعة .

المبادرات الإقليمية خارج المشهد

وحول المبادرات والجهود الإقليمية الجارية لوقف حرب السودان قدم بلدو خلال المقابلة شرحا شاملا للمصاعب التي جعلتها تتراجع وتموت على راسها الاتحاد الافريقي . وأوضح ان الاتحاد الافريقي للأسف اخرج نفسه من دور الوسيط المحايد بوقوفه واصطفافه مؤخرا مع حكومة الامر الواقع في بورتسودان .
واستشهد في ذلك بتصريحات مندوبه للسودان بتشجيع ونفوذ مصري للاصطفاف مع الحكومة في بورتسودان . وأوضح ان الأمم المتحدة في المقابل غائبة تماما من الساحة وهمشت نفسها لحد كبير ما جعلها غير موجودة ، بينما تجمد المجهود الأوروبي في مكانه ، بعد فشل مؤتمر لندن في شهر ابريل الماضي ، بمبادرة بريطانية، بسبب المواجهة والخلاف المباشر الذي حدث بين مصر والامارات ، الداعمين الرئيسيين لطرفي الحرب (الجيش والدعم السريع) . وأوضح ان الصراع بين دول الإقليم الذي افشل مؤتمر لندن ، (كاد ان يفشل المبادرة الرباعية لولا قيام أمريكا بالتصدي لها والاتصال منفردة بطرفي الحرب . )

جانب من اجتماعات القوي السياسية والمدنية مع وفد أوروبي – مصدر الصورة وسائل التواصل الاجتماعي : ارشيف

المطلوب الان : وقف فوري لإطلاق النار

واكد بلدو في المقابلة مع راديو دبنقا ان المطلوب والملح الان ، هو توفر إرادة حقيقة من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لوقف الحرب، ( رغم وضوح اصرارهما المرضي على الانتصار العسكري كحل وحيد للحرب، رغم ان الاثنين ، ليس لديهما القدرة على هزيمة الطرف الاخر تماما.) واكد ان هذا الإصرار ، (يؤكد ان الطرفين ليس لديهما إرادة سياسية وهو امر يفرض وضعا لازما للأطراف الدولية لقيادة عمليات التفاوض لوقف الحرب في السودان.)
وأوضح ان فشل الوساطات الإقليمية وفقدانها للمصداقية نتيجة للانحياز الواضح الذي تم مؤخرا من الاتحاد الافريقي ، يجعل من المبادرة الرباعية بقيادة أمريكا ، هي الوحيدة في الساحة والمعول عليها في التوصل لحل سريع لعملية وقف القتال في السودان . واكد ان وقف القتال او اطلاق النار المطلوب الان ليس هو انهاء للحرب . وأضاف ( وقف الاقتتال هو عملية حوار بين طرفي الحرب وفي حال عدم وجود إرادة من الطرفين لتحقيق ذلك يفرض عليهما وقف النار عبر تشديد كل العقوبات المفروضة حاليا والسارية المفعول على القيادات العسكرية وممالك الاعمال والشركات والشبكات المالية للطرفين) . وتابع (المطلوب الان تصعيد وسائل الضغط والعقوبات وتشديدها لإجبار الطرفين للذهاب الى طاولة المفاوضات ويوافقا على الفور بوقف اطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية لملايين المتضررين في السودان .) وأعرب بلدو عن امله في حدوث ذلك الأيام والاسابيع القادمة.

الدول الداعمة للبرهان وحميدتي : الامارات ومصر

وحول الدول الداعمة لطرفي الحرب ودور المجتمع الدولي في تحيدها ولجمها عدد بلو في المقابلة مع دبنقا هذه الدول التي تقدم الدغم وتساند كل طرف. وقال ان حكومة الامر الواقع في بورتسودان تتلق دعما كاملا ومباشرا من مصر وفي فترة لاحقة انضمت لها دولة قطر وتركيا وروسيا وايران . وأوضح ان كل هذه الدولة الداخلة في الصراع العسكري في السودان من وجهة نظر مصالحها الذاتية ومصالح دولها .
وأضاف (ايران تريد لها مواقع على البحر الأحمر وروسيا مصره على تنفيذ الاتفاقية التي وقعتها مع نظام الرئيس المخلوع عمر البشير والتي منحت بموجبها قاعدة على البحر الأحمر لكنه لم ينفذ بعد .) وتابع ( الامارات تدعم الدعم السريع وتمده بالسلاح والمرتزقة بلا حدود . ) وزاد قائلا ( ونحن نتحدث الان هناك عشرات السفريات لا يصال المعونات العسكرية من الامارات للدعم السريع ليس عن طريق الصومال او تشاد وانما عن طرق ليبيا عبر المناطق التي يسيطر عليها خليفة حفتر في الجنوب الليبي .) وأضاف ( هناك طائرات تصل بالعشرات مباشرة من الامارات الى الكفرة في ليبيا ومنها الى الدعم السريع في دارفور. )

الدعم الداخلي .. الذهب والصمغ والثروة الحيوانية والبترول

ورغم تدمير الحرب للاقتصاد والتجارة والصناعة وموارد السودان الأخرى الا ان طرفي الحرب ظلا صامدين رغم افلاس الدولة بعكس ما كان متوقعا حيث ظلا يحشدا الجيوش والمليشيات ويدخلا كل يوم مزيد من الأسلحة الحديثة والمتنوعة والمسيرات وحتي الطائرات .
وارجع بلدو في المقابلة مع دبنقا السبب وراء ذلك لتوفر مورد الذهب بكميات كبيرة في السودان وأوضح ان هذا المورد يهمين عليه طرفي الحرب كما يهيمنان على انتاجه وتجارته ويسطران على قنوات تهريبه حيث يذهب انتاج الذهب للأمارات والعائد القادم منه يذهب للمجهود الحربي للطرفين .
وأشار بلدو أيضا للموارد السودان التقليدية الأخرى على راسها الصمغ العربي والثروة الحيوانية والحبوب الزيتية التي تستغل عائدات صادراتها أيضا في دعم المجهود الحربي للطرفين عن طريق التحكم في تجارته وطرق تصديره وعائداته عبر المناطق الخاضعة لسيطرة أي طرف .
وقال ان قوات الدعم السريع ومنذ أكتوبر 24 بدأت في تنظيم حركة هذه المنتجات الزراعية والحيوانية ومنع مرورها للمناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني حيث أصبحت في المقابل ، هناك تجارة غير رسمية بمفهوم التهريب بين مناطق الدعم السريع ودول الجوار .

خريطة توضح مناطق البترول المتأثرة بالحرب الدائرة – المصدر:حرائط قوقل

دزلة داخل دولة وجنوب السودان رهينة للحرب

وأوضح في المقابلة مع دبنقا ان هناك منتجات اخري مثل السمسم والصمغ العربي تذهب الى تشاد وليبيا وجنوب السودان ودول شرق افريقيا مثل كينيا ويوغندا حيث تتحكم في مدخلات عوائده قادة الدعم السريع .مشيرا الى وجود مصادر دخل اخري للدعم السريع تتمثل في الاتاوات التي يفرضها على الحركة التجارية عبر هيمنته على طرق الصادر الى دول الجوار بالإضافة لسيطرته على الوقود المهرب وتجارته في دارفور.
وأشار بلدو في المقابلة لدخول البترول مؤخرا في الحرب. واستشهد في ذلك بضرب قوات الدعم السريع مؤخرا لمناطق انتاج البترول في هجليج بولاية غرب كردفان ، بغرض منع تدفق انتاج بترول دولة جنوب السودان عبر الانابيب ، الى ميناء بشائر ، على البحر الأحمر لتصديره ، حتي لا تستفيد الحكومة في بورتسودان من عائدات التصدير ، احدي المصادر الرئيسية للدخل للسلطة في بورتسودان.
وأكد ان وقف تدفق بترول جنوب السودان عبر الانابيب لبورتسودان له عواقب وحيمة على جوبا ، باعتباره المصدر الرئيسي لاقتصاد جنوب السودان( وبهذا كما يقول بلدو ، اصبح جنوب السودان رهينة للحرب في السودان.)

توحيد صوت القوي المدنية

وحول عدم مقدرة القوي المدينة والسياسية ومنظمات المجتمع المدني السوداني على التوحد حول رؤية موحدة ، وتشرذمها وانقسامها في المقابل ، لمجموعات متنافسة متنافرة، و لا يجمعها اتفاق حد ادني، دعا الدكتور سليمان بلدو المدير التنفيذي للمرصد السوداني للشفافية والسياسات ، الى عدم اليأس من القوي المدنية التي قال بان لها وحودا فعليا اليوم ، وزخما غير عادي، مقارنة بمناطق النزاعات الأخرى ،مثل ليبيا واليمن وجنوب السودان وعيرها . واكد ان القوي المدنية السودانية ( ليس عليها ان تتوحد في كيان واحد ، وانما عليها ان تتوحد في رسائلها للمجتمع الدولي ، فيما يختص بتصوراتها واسبقياتها لتحقيق السلام في السودان.)

وأضاف بلدو في المقابلة مع دبنقا ان المطلوب اليوم وفي هذه اللحظة ، ان تعمل القوي المدنية على توحيد صوتها للمطالبة بالسلام وانهاء الحرب في السودان . وأشار في هذا الخصوص الى جهود قال بانها جارية ، لتوحيد صوت المدنيين ،ومبادرات للتنسيق لتوحيد المحتوي في الرسائل التي تطلقها .
واكد ان الأولوية القصوى الان للمدنيين (يجب ان تتوحد وتتصاعد في الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار ، وتوصيل الإغاثة لإنقاذ ملايين السودانيين، من الجوع.) وأضاف (وقف اطلاق النار يأتي كحاجة عاجلة ، وبتفاوض من قبل وسطاء اقليمين او دوليين ). وأشار في هذا الخصوص الى التحرك الأمريكي في هذا المجال بدرجة من التنسيق مع بريطانيا والاتحاد الأوروبي واخطار للاتحاد الافريقي حتي يكون في الصورة .

نازحون فارون من الفاشر إلى طويلة بشمال دارفور
نازحون فارون من الفاشر إلى طويلة بشمال دارفور -يولوليو 2025- برنامج الغذاء العالمي/محمد جمال

وقف فوري لإطلاق النار وتوصيل الإغاثة

ومع ذلك حذر بلدو في المقابلة مع راديو دبنقا من الركون للمبادرة الأميركة ، ووضع كل الآمال والتوقعات عليها. وقال ان أمريكا نفسها لها مشكلات تحت إدارة الرئيس ترامب، تتمثل في إضعافها لوزارة الخارجية ، وخروجها كليا من مجال العون الدولي ، و(شتت) كل الخبرات الإدارية المتراكمة فيما يحتص بالصراعات في العالم والسودان على وجه الخصوص. وأضاف (من المهم ان ندفع بوقف اطلاق النار والاقتتال كهدف رئيسي ، وجعله جزءا من الخطاب المشترك للقوي المدنية، كحطوه اولي ، لوقف اطلاق ،وتوصيل المساعدات.)
ودعا بلدو الى ضرورة وجود القوي المدنية في مرحلة وقف اطلاق . وقال (يجب ان يكون المدنيين حضورا في مرحلة وقف الاقتتال ، ولا يتركوا الامر للعسكريين فقط ، لنذكر عندما تركنا الأمور للعسكرين ، كانت النتيجة ، هذه الحرب المدمرة التي نشهدها اليوم .) وأضاف ( لا يمكن ان نثق بعد اليوم في العسكريين ، ولا في حكمتهم ، يجب على المدنيين ان يكونو، الصوت الأعلى ، والأقوى ، في هذا الامر .)

Welcome

Install
×