دور مجلس الأمن خلال حرب السودان .. انتقادات وخيبة أمل

أمستردام:28 مارس 2024:راديو دبنقا

دعا الدبلوماسي السابق مهدي داؤود الخليفة لعدم التعويل على دور مجلس الأمن في معالجة الأوضاع في السودان نظراً للتباينات الدولية، وحالة الاستقطاب بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، وخضوع القضايا للتوازنات بين الأطراف. فيما وجه المحامي الصادق علي حسن، القيادي في هيئة محامي دارفور انتقادات حادة لمجلس الأمن واصفا إياه بعدم الجدية في متابعة إنفاذ القرارات.

وعاب  مهدي الخليفة ، خلال مخاطبته جلسات اليوم الثالث للملتقى التحضيري لمؤتمر القضايا الإنسانية في دارفور من واشنطن عبر الوسائط الإلكترونية، والتي رصدها راديو دبنقا ، عاب على القرار الأخير لمجلس الأمن، بشأن الهدنة في رمضان، عدم تضمنه  أي  نص الزامي، ولكنه أكد في الوقت ذاته إن القرار يضع جميع الأطراف في موقف حرج في حال استمرار الحرب ، حيث يمكن أن تندرج الأوضاع في السودان في إطار  تقويض الأمن والسلم بما يؤدي لفرض عقوبات على الأطراف المتحاربة.

وشدّد، خلال مخاطبته جلسات اليوم الثالث للملتقى يوم الأربعاء، على ضرورة التركيز على الدول التي بإمكانها الضغط على الجهات الداعمة للحرب، وتستطيع فرض عقوبات على الجهات المتقاتلة.

وعاب مهدي على العقوبات الأمريكية الأخيرة أنها لم تشمل شخصيات رئيسية.وقال إن حالة الإفلات من العقاب في السودان، وفشل المجتمع الدولي في معاقبة منتهكي حقوق الإنسان أدى لتزايد وتيرة العنف خلال الحرب الحالية وشجع الأطراف على التمادى في الانتهاكات.

صورة: الجلسة الافتتاحية للملتقى التحضيري لمؤتمر القضايا الإنسانية في دارفور بمعسكر كلمه ٢٥ مارس ٢٠٢٤-اللجنة الإعلامية للمؤتمر

ضرورة التواصل مع واشنطن 

وأكد ضرورة التواصل مع الكونغرس ومجلس النواب في الولايات المتحدة مع التركيز على قضايا المجاعة وأهمية وفتح الممرات، وشدّد على استغلال موسم الانتخابات الحالي بأمريكا خاصة لطرح القضايا الانسانية في السودان، وابتداع وسائل تأثير عاطفية من أجل إقناعهم على زيادة المساعدات الإنسانية والاغاثة. ونبه إلى المجاعة التي تعيشها  البلاد، وفشل الموسم الزراعي، مع ضعف الاستجابة الدولية التي لم تتجاوز ٤ في المائة من المساعدات المطلوبة لافتاً إلى تركيز العالم إلى قضايا مثل أوكرانيا و غزة.

وأعرب مهدي عن تفاؤله بنجاح مهمة المبعوث الأمريكي الحالي للسودان بسبب خلفيته السياسية مشيرا إلى فشل جهود المبعوثين ذوي  الخلفية الدبلوماسية.

انتقادات حادة

من جانبه، أشار المحامي الصادق علي حسن، القيادي في هيئة محامي دارفور، إلى اشكاليات في انفاذ قرارات مجلس الأمن في ظل التقاطعات الدولية.

وأوضح، خلال مخاطبته الملتقى التحضيري عبر الوسائط الإلكترونية، إن الآليات الأممية تراجعت فاعليتها كثيراً، وإن التعويل عليها غير مجدي بسبب عدم الجدية في متابعة القرارات مشيراً إلى تأثر مجلس الأمن بالتقاطعات الدولية والأدوار الخفية للجهات ذات المصلحة في استمرار الحرب. وتابع ” إن استمرار الحرب لوقت طويل يؤدي إلى تراجع الاهتمام الدولي”.

وقال إن عدم وجود آليات أو اتخاذ تدابير لانفاذ قرارات مجلس الأمن، يندرج في إطار عدم جدية  المجلس التي قال إنها تأتي في سياق مصالح الدول والخضوع للضغوط من خارج أروقة المجلس.

خيبة أمل

ونبه إلى الآثار السالبة لعدم تنفيذ القرارات التي حظيت بترحيب واسع وسط السودانيين، وأعرب عن استغرابه لعدم متابعة المجلس تنفيذ القرار، وعدم إصداره إدانات أو مساءلات معنوية للأطراف المتحاربة بشأن عدم الإلتزام به.

وأشار إلى خيبة أمل كبيرة وسط السودانيين مما سيرسخ في أذهانهم على المدى البعيد أن  مجلس الأمن  مؤسسة علاقات عامة دولية تهدف لخدمة أجندة لا تتعلق بمصالح الشعوب ، وقال إن عدم متابعة المجلس لتنفيذ القرار يرسخ للإفلات من العقاب،منبهاً إلى اتساع  نطاق القتال خلال شهر رمضان، وتصاعد حدته، واستخدام وسائل قتل أكثر بشاعة وفظاعة بعد إصدار قرار مجلس الأمن.

وأكد الحاجة الماسة للتركيز على الجهود الوطنية، واتخاذ تدابير داخلية من المجتمع السوداني،  مبيناً إن طرفي الحرب يستثمرون في الحرب وليسوا حريصون على تماسك الدولة، والحفاظ على أمن الشعب، أو توصيل الإغاثة إلى دارفور .

نتائج ايجابية

وبشأن الملتقى التحضيري، أشار الصادق إلى نتائج إيجابية لعقد المؤتمر في معسكر كلمه للنازحين بجنوب دارفور حيث سلط الأضواء على أوضاع النازحين ميدانياً.

وأكد إن الملتقى والمؤتمر وسائل في إطار حملة مستمرة مشدداً على وضع خارطة طريق للعمل مع المؤسسات الدولية.

وأكد ضرورة العمل الجاد في مجال الإعلام، والتواصل مع المؤثرين في دول الغرب خاصة وأن القضايا الإنسانية تجد صدى في الأروقة الدولية وتعيد قضية دارفور لمنصة المنابر الدولية.

ونبه إلى ضرورة الاستفادة من جهود السودانيين في الولايات المتحدة والتركيز على إعداد تقارير مبنية على إحصائيات حقيقية تتطابق مع الواقع .