دبلوماسي : قرار البشير بتخفيض البعثات الدبلوماسية عشوائي وجهل بطبيعة عمل وزارة الخارجية

وصف السفير عادل شرفي القرار الرئاسي بتخفيض البعثات الدبلوماسية … وان عائد استمرار هذه البعثات أكبر بكثير من…

السفير عادل شرفي

وصف السفير عادل شرفي القرار الرئاسي بتخفيض البعثات الدبلوماسية بأنه قرارناتج عن غضب  من وزير الخارجية ابراهيم غندور. وقال في مقابلة مع راديو دبنقا أن القرار أتى دون دراسة متأنية  ودون معرفة فيما يتعلق بدور  هذه البعثات وطبيعة عمل وزارة الخارجية والمردود العائد للسودان نتيجة مجهود البعثات الدبلوماسية. واوضح أن القرار لم تشارك فيه وزراة الخارجية ولم تستشر، و لم يكتفي القرار بتقليص البعثات الدبلوماسية بل تعدى ذلك ليشمل إلغاء بعض القرارات التي اصدرها وزير الخارجية في وقت سابق. وأضاف السفير شرفي أن عائد استمرار هذه البعثات أكبر بكثير من مبلغ الـ 32 مليون التي قيل أن بنك السودان فشل في تحويلها لوزراة الخارجية. ولخص الأمر كله بأنه يعبر عن أزمة بنيوية في السياسية الخارجية السودانية  في المقام الأول، وقال أن أزمة تمويل الخارجية هي أزمة فساد وليس موارد، لأن موارد السودان تكفي لوزارة خارجية أكبر من الموجودة حاليا.

وفي نفس الموضوع أوضح السفير عادل شرفي أن وزراة الخارجية لها مشاكلها  وكثير من البعثات غير قادرة على أداء مهامها وهنالك الكثير من الكوادر غير المؤهلة التي أتت عن طريق سياسية التمكين وانشغال البعثات بأشياء لا علاقة لها بالعمل الدبوماسي. وأضاف السفير شرفي لراديو دبنقا أن الغاء مثل هذا العدد من البعثات له اثاره  وأن استمرارها مفتوحة سيعود بالفائدة اكثر من المبلغ اللازم لتشغيلها، مشيرا لما يعرف بدبلوماسية التنمية التي ينتج عنها الكثير من صيغ التعاون الفني والبروتوكولات الصحية والتعليمية والتدريب والمساعدات التنموية، إضافة لجذب الاستثمارات من الشركات الكبرى والمشروعات الكبيرة وهي جميعا ادوار غير منظورة بالنسبة للكثيرين. واستبعد السفير عادل شرفي أن يكون لهذه القرارت دور كبير أو رد فعل في مواجهة النظام  لأن وزارة الخارجية لوحدها لا تستطيع  احداث أي تغيير، ولكن قد يعمل كادر الوزارة على تخفيف اثار القرار برفع بعض التوصيات بمعطيات وحقائق كانت غائبة عن مراكز اتخاذ القرار.

وكان الرئيس عمر البشير اصدر قرارا الاسبوع الماضي بإغلاق 13 بعثة دبلوماسية واعتماد بعثة الرجل الواحد في (7 ) بعثات ترشيد ا للانفاق. وقالت مصادر إن ( 6 )  من البعثات التي تم إغلاقها في أوروبا هي (النمسا، إيرلندا، المجر، بلغاريا، رومانيا، التشيك)، بينما كان نصيب البعثات المغلقة في إفريقيا (3 ) هي (تنزانيا، أنغولا، بوركينافاسو)، واثنين في آسيا (فيتنام، أذربيجان)، بجانب سفارة السودان في أستراليا التي افتتحت في (19)  من فبراير الماضي. ونص القرار على إغلاق (4) قنصليات هي الإسكندرية في مصر ،  أربيل في العراق، بنغازي في ليبيا و قولو في أوغندا. وبشأن بعثة الرجل الواحد، أكدت المصادر اعتماد سفير واحد في (كندا، السويد، موزمبيق، غانا، زيمبابوي) وأيضاً في (اليمن) لحين انتهاء الحرب.