دارفور ومحاولة الخروج من عزلة الطرق التي فرضتها حرب 15 ابريل

منظمة المجلس النرويجي والمسئولين بغرب دارفور يقفون على بدء العمل في طريق الجنينة ادري ـ المصدرـ صفحة حكومة غرب دارفور على فيسبوك.


كمبالا: 7 فبراير 2024: راديو دبنقا
تقرير: عبد المنعم مادبو
بعد اندلاع الحرب في الخامس عشر من ابريل العام الماضي، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في الخرطوم وانتقالها بعد أيام قلائل إلى دارفور اصبحت الحركة التجارية والسفر بين دارفور وبقية ولايات السودان فيها الكثير من المخاطر، حيث تنتشر مجموعات مسلحة معلومة ومجهولة الهوية في الطرقات وتفرض جبايات على المسافرين وتمارس ضدهم الكثير من الانتهاكات حتى باتت دارفور شبه منطقة مغلقة.
في ظل هذا الوضع تحركت حركات الكفاح المسلح وكونت قوة مشتركة لحماية القوافل التجارية القادمة من شرق السودان الى دارفور، واستمرت القوة المشتركة في ايصال القوافل التجارية والمساعدات الانسانية الى دارفور لعدة أشهر، لكنها توقفت بعد ان اعلنت بعض الحركات المكونة للقوة المشتركة خروجها عن الحياد ودعمها للقوات المسلحة والأمر الذي أدى الى توقف القوافل التجارية الى دارفور، وأصبح المواطنون يبحثون عن طرق أخرى للخروج من دارفور او العودة إليها عبر جنوب السودان وغرباً عبر دولة تشاد اضافة الى دولة ليبيا.


مخاطر وعقبات في الطرق


في الطرق الجديدة التي فرضتها الحرب لانتقال المواطنين ونقل البضائع والسلع والادوية الى دارفور من تشاد وليبيا وجنوب السودان اضافة الى المحاولات المستمرة لسائقي الشاحنات استجلاب بعض البضائع من الولاية الشمالية عبر طريق “الدبة- الفاشر” تواجه هي الأخرى بعض المخاطر والعقبات ابرزها انها طرق حديثه ومتأثرة بالواقع الأمني الذي خلفته الحرب في السودان بين الجيش الدعم السريع، حيث يواجه سائقو الشاحنات صعوبات بالغة في هذه الطرق بسبب انتشار البوابات وتعقيدات اجراءات العبور.


وقال احد السائقين لراديو دبنقا ان الطريق بين مدينة نيالا بجنوب دارفور ومدينة الابيض بشمال كردفان استغرق معه 11 يوماً بسبب التوقف المتواصل في البوابات والحواجز، وذكر ان الطريق توجد فيه مئات البوابات التي ينصبها مسلحو القبائل ويطلبون مبالغ مالية مقابل العبور، واضاف: كلفتني الرحلة من نيالا للابيض أكثر من 3 مليون جنيه واصفاً الرحلة بالخاسرة. وقال انه يريد ان يعود الى نيالا لكن ذلك غير ممكن الا عبر طريق “الدبة- الفاشر” واضاف “الآن انا مضطر اسافر الى مدينة الدبة بالولاية الشمالية ومن ثم أعود الى الفاشر بشمال دارفور في رحلة خاسرة تماماً”
وتشهد المنطقة ما بين دارفور وكردفان معارك مستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع وانفلات أمني الامر الذي اتاح لمجموعات مسلحة وضع حواجز في الطرقات وجباية الاموال من المركبات السفرية والشاحنات.


انتعاش طريق “مليط – الكفرة”:


يشكو المواطنون واصحاب شاحنات تحدثوا الى راديو دبنقا من شمال دارفور من كثرة الجبايات التي تفرضها القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح التي نصبت عدة بوابات في طريقي “مليط- الكفرة الليبية” وطريق “مليط- الدبة” الامر الذي ادى الى زيادة تكاليف ترحيل البضائع والوقود القادمة من ليبيا والولاية الشمالية.
وقال احد قيادات محلية مليط دكتور العجب ركزة لراديو دبنقا ان الطريق بين مليط ومدينة الكفرة الليبية انتعش مجدداً وظل يشهد حركة نقل كبيرة بين المدينتين بعد ان توقف بسبب الحرب التي شهدها اقليم دارور منذ العام 2003م، وذكرة ركزة ان السودانيين والليبيين يعبرون في الاتجاهين دون اي اجراءات جوازات او جمارك، خاصة بعد اندلاع حرب 15 ابريل حيث سمحت السلطات الليبية للأسر السودانية الدخول دون اي تعقيدات.

صوت: احد قيادات محلية مليط دكتور العجب ركزة


لكن دكتور ركزة أشار الى أن هناك مضايقات من قبل الحركات المسلحة وقوات الدعم السريع ولجنة الطوارئ التابعة لمحلية مليط بفرض جبايات باهظة على الشاحنات والبضائع القادمة من ليبيا الى مليط، واضاف: السيارة الواحدة تدفع تقريباً 18 برميل وقود ما يعادل 9,4 مليون جنيه، وبالتالي يضطر التجار الى وضعها في اسعار البضائع الامر الذي أدى الى زيادة الاسعار ومن ثم دفع ثمنها المواطن.


وقال انه بفضل هذا الطريق صارت مدينة مليط منطقة تجارية توزع البضائع الى بقية ولايات دارفور وكردفان، مشيراً الى ان الحركة التجارية بين مليط والكفرة منسابة حيث يتم تصدير الابل والضان وقليل من الابقارالسمسم والفول السوداني وبعض المحاصيل النقدية الى الكفرة من هناك يأتي الوقود والدقيق والسكر والمكرونة وغيرها من السلع.


محاولات لاعادة القوة المشتركة:


الاسبوع الماضي برزت محاولات يقودها عضو مجلس السيادة المقال رئيس حركة تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر لعودة القوة المشتركة لحراسة القوافل التجارية التي توقفت لأكثر من شهرين بسبب سوء الاوضاع الأمنية في الطرقات، واعلن حجر في لقاء مع لجنة اهلية لمواطني مدينة الفاشر إن عودته للفاشر جاءت بغرض دفع القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح لمواصلة تأمينها للطرق والقوافل التجارية والإنسانية.


طريق “الجنينة- ادري”:


في ظل الاضطراب الأمني الذي فرضته الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وما نجم عنها من تعطل حركة النقل بين ولايات دارفور بقية ولايات السودان، ما كان على حكومة ولاية غرب دارفور الا التفكير في بديل لانقاذ الوضع، فجلست مع بعض المنظمات الدولية التي بدأت عملها في الولاية بعد الهدوء النسبي للاوضاع في مدينة الجنينة، يقول والي الولاية التجاني كرشوم ان منظمة المجلس النرويجي الكنسي وافقت- في ذاك الاجتماع- على اعادة تأهيل طريق “الجنينة- ادري” ومن ثم شرعت في الشهر الماضي في عمليات صيانة وتأهيل الطريق بطول 28 كيلو متر والآن أوشك العمل على الانتهاء.

حديث والي غرب غرب دارفور


كرشوم ذكر لراديو دبنقا ان الطريق اصبح شرياناً للحياة لبعض ولايات دارفور بعد أن توقف ترحيل السلع والبضائع عبر الطريق القومي الذي يربط دارفور ببقية ولايات السودان، واضاف بعد استقرار الأوضاع في مدينة الجنينة جلسنا مع عدد من المنظمات الدولية وطرحنا لهم فكرة تأهيل طريق “الجنينة- ادري” لأهميته في تسهيل الحركة التجارية ونقل المساعدات الانسانية التي ترغب المنظمات في تقديمها فاستجابت منظمة المجلس النرويجي وتعهدت بتأهيله.
واشار الى انه قبل صيانة الطريق كانت تستغرق المسافة بين الجنينة وأدري ما يقارب الساعة ونصف لقطع 28 كيلو متر فقط، ومنوها الى ان الطريق الان بات يستغرق أقل من نصف ساعة بين المدينتين، واصبح منفذاً لنقل السلع والبضائع لاقليمي دارفور وكردفان، واضاف بفضل هذا الطريق توفرت الان كل السلع الاساسية في كل اسواق عاصمة الولاية والمحليات.الطرقات الداخلية


في الطرقات التي تربط بين مدن دارفور كذلك يواجه المواطنين معاناة كبيرة في السفر حيث تنتشر مجموعات مسلحة وتفرض رسوماً على المسافرين في بعضها بينما اغلقت بعض الطرق في وجه المسافرين، ففي الطريق الذي يربط بين مدينتي الفاشر وشعيرية بشرق دارفور يقول الصحفي الفاضل ابراهيم ان الطريق آمناً لكن هناك مجموعات من الحركات المسلحة والدعم السريع يضعون حواجز وبوابات على امتداد الطريق ويأخذون مبالغ مالية من كل سيارة الأمر الذي يدفع سائقي السيارات الى جمعها من الركاب للسماح لهم بالعبور، عكس ما يحدث في طريق شعيرية نيالا فليست هناك عقبات في طريق تواجه المسافرين.


كان طريق “نيرتتي- زالنجي” شهد توترات وحوادث نهب في الاشهر الماضية اوقفت حركة السفر بين المدينتين قبل ان تتدخل لجنة مشتركة من الدعم السريع وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور واعادت الوضع الى الاستقرار، وقال احد قيادات مدينة زالنجي لراديو دبنقا ان الحركة عادت في الطريق وتوجد فقط بوابات للتفتيش بعضها تابع للدعم السريع والبعض الآخر للحركة.