رضون نويصر- خبير الأمم المتحدة المستقل لحقوق الإنسان في السودان ( المصدر: موقع الأمم المتحدة)

وصف رضوان نويصر، خبير الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في السودان، مستوى معاناة المدنيين بسبب الحرب بالمهين والمأساوي .

وقال نويصر في تعميم صحفي يوم الثلاثاء إنه استمع إلى روايات وصفها بالمفزعة من أطباء يعانون من الجوع في المستشفيات مع عدم توفر الأدوية والوقود. كما استمع إلى شهادات عن تشريد المدنيين ونهب المنازل من قبل المقاتلين وتشتت العائلات وإطلاق النار على أشخاص أثناء محاولتهم الفرار وعن الفوضى على الحدود.  

وأشار إلى إبلاغه بتزايد مزاعم حالات الاغتصاب على أيدي رجال يرتدون الزي الرسمي، وعن جثث تُركت في الشوارع لعدة أيام يخشى أقاربها أن يتم إطلاق النار عليهم إذا حاولوا انتشالها. 

ودعا الأطراف للإلتزام بواجباتها في القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي تحتم حماية المدنيين من آثار أعمال القتال، وأشار إلى أن الأطراف فشلت حتى الآن فشلا ذريعا في هذا الأمر.  

وناشد الأطراف باحترام وقف اطلاق النار والالتزام به بشكل فعال ومُجد، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، والالتزام الكامل بالقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

حصار

وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك ما يحدث في السودان بأنه مفجع، ودعا طرفي الحرب إلى حماية المدنيين.

وأوضح تورك في تصريحات  صحفية في جنيف أن مكتبه تلقى تقارير عن استخدام طائرات مقاتلة واشتباكات في العاصمة الخرطوم الليلة الماضية رغم وقف إطلاق النار.

وقال تورك إن كثير من المدنيين محاصرون فعلياً في مناطق تشهد قتالاً بلا هوادة.

استعداد للمساعدات

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الوكالات الإنسانية، وبعد اتفاق وقف إطلاق النار في السودان، تستعد لإرسال نحو 168 شاحنة محملة بالمساعدات للوصول إلى أكثر من 4 ملايين شخص بمختلف أنحاء السودان.

وفي مؤتمره الصحفي اليومي، قال المتحدث ستيفان دوجاريك إن الظروف الحالية لا تسمح بالقيام بعمليات إنسانية واسعة النطاق.

وأضاف: “على الرغم من التحديات، توسع الأمم المتحدة وشركاؤها عمليات الإغاثة في بعض المواقع في السودان”.

و تمكن برنامج الأغذية العالمي من الوصول إلى 500 ألف شخص في عدة ولايات بالغذاء والمساعدات التغذوية منذ استئناف عملياته في الثالث من الشهر الحالي.

وتدعم منظمة اليونيسف وزارة الصحة السودانية في الحفاظ على خدمات التحصين بأنحاء البلاد. وبحلول السادس عشر من مايو تم إرسال إمدادات تحصين لنحو 244 ألف طفل من العاصمة الخرطوم إلى 7 ولايات.

كما وفرت اليونيسف نحو 1500 عبوة غذائية علاجية جاهزة للاستخدام لملجأ في الخرطوم يواجه فيه 200 طفل نقصا حادا في الغذاء .

إدانة

أدانت منظمة أطباء بلا حدود المضايقات التي يتعرّض لها طاقمها واحتلال مقراتها الطبية والمرافق التي تدعمها في السودان ونهبها بشكل عنيف.

 وقالت المنظمة ان المرضى والموظفين يواجهون صدمات متكررة إثر اقتحام المجموعات المسلحة مباني أطباء بلا حدود ونهبها الأدوية والإمدادات والمركبات.

ودعت المنظمة في بيان الجيش والدعم السريع لضمان سلامة العاملين في المجال الطبي والمرافق الصحية، وإتاحة المرور الآمن لسيارات الإسعاف والساعين إلى الحصول على الرعاية الصحية، وإلى تسهيل تنقل العاملين في المجال الإنساني والمنظمات والإمدادات ووصولهم بشكل سريع ومن دون عوائق.

وقالت أطباء بلا حدود إنها تحاول توسيع نطاق الأنشطة الطبية  التي تديرها في عشر ولايات في السودان، إلا أن هذه الجهود تواجه عراقيل جراء أعمال العنف والاقتحامات المسلحة العدوانية وأعمال النهب أو الاحتلال المسلح للمباني، بالإضافة إلى التحديات الإدارية واللوجستية.