خالد دهب: الانقلاب العسكري واندلاع الحرب في السودان قوضا عمل بعثة “اليونيتامس”

عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو الصورة من مقطع فيديو قناة العربية

نيويورك، 5 ديسمبر 2023: راديو دبنقا

استبعد الخبير الإعلامي في الأمم المتحدة والمتحدث الرسمي السابق للبعثة في العراق د. خالد دهب أن يلجأ مجلس الأمن الدولي

للاستعانة بالفصل السابع والمعني باستخدام القوة العسكرية لحماية المدنيين، في أعقاب قراره بإنهاء بعثة “يونيتامس”.

وقال في اتصال مع “راديو دبنقا” إنَّ البعض يرى قرار إنهاء بعثة “يونيتامس” بداية لإرجاع السودان للفصل السابع مشيرًا إلى أن الأمر ليس صحيحًا، وأن صدور قرار باستخدام الفصل السابع يعني الدخول في إجراءات طويلة تتعلق بوقف إطلاق النار ووقف العدائيات، حتى يتم بعد ذلك التدخل وفقًا للفصل السابع ونشر قوات دولية لحفظ السلام في السودان، والفصل بين القوات بإبقاء الاطراف المتحاربة متباعدة، واعتبر أن الاستعانة بالفصل السابع أمر سابق لأوانه الآن وقال لا اعتقد أنه سيحصل في القريب العاجل ولكنه توقع أن يكون أحد الخيارات المتاحة، حال حدوث وقف لإطلاق النار ووقف للعدائيات.

وأرجع صدور قرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء عمل البعثة لأمرين تسببا في تقويض عمل البعثة هما حدوث الانقلاب العسكري في 21 أكتوبر 2021 بقيادة البرهان والذي أنهى فيه الانتقال الديمقراطي المدني، وأن السبب الآخر هو اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقال بالتالي أصبح عمل البعثة مستحيلا وتسائل كيف تساعد في الانتقال المدني، الديمقراطي وهنالك انقلاب عسكري أنهى الحكومة الانتقالية، مشيرًا إلى أن البعثة أصبحت غير قادرة على اداء عملها في تسهيل عملية الانتقال وتقديم المشورة والمساعدة لبلوغ الهدف النهائي، والمتعلق بإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة لتتولى السلطة حكومة منتخبة في البلاد.

واعتبر أن البعثة أصبحت غير قادرة على القيام بدورها الذي جاءت من أجله وأصبحت تحاول أن تتوسط بين الأطراف المختلفة وفي اندلعت الحرب في اخر الامر وأصبحت العائق والمشكلة الرئيسية الآن، والحاجة الضرورية الان هو البحث عن حل سلمي لهذه الحرب، وهذه كلها ليست من مهام ولا اختصاصات بعثة “اليونيتامس” لهذا السبب رأت الدول الموجودة في مجلس الأمن إنهاء مهمة البعثة التي أصبح والوضع غير آمن ومما اضطر الموظفين لمغادرة البلاد.

ونبه دهب إلى أن الامم المتحدة ستواصل عملها في السودان في الجوانب المتخصصة مثل الجوانب الانمائية والانسانية أما الجوانب السياسية فسيكون من اختصاص مبعوث الأمين العام للام المتحدة رمطان العمامرة، وأعتبر أن القرار أعاد السودان إلى الوضع الطبيعي قبل الحروب والانقلابات وغيره كما هو معمول به في كل دول العالم وخاصة الدول النامية، مشيرًا إلى المنظمات والوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة هي التي تتولى الامر.

وأكد الخبير الإعلامي د. خالد دهب أن البديل الذي قدمه مجلس الأمن بتفويض المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمطان العمامرة يختلف تمامًا عن التفويض الذي كان ممنوحًا لبعثة يونيتامس، وقال أن العمامرة سيعمل على حث الاطراف المتحاربة في الوصول إلى حل سلمي ووقف إطلاق النار وصولًا إلى سلام شامل، والعمل والتنسيق مع الاتحاد الافريقي ودول الايقاد هم اللاعبين الأساسيين، بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية وأمريكا وقال إنَّ دور رمطان العمامرة سيكون في تقديم الدعم والمساعدة لهذه المفاوضات للوصول لحل سلمي ووقف اطلاق نار دائم ووقف العدائيات والعودة للدخول في عملية سلمية شاملة.