حملة إنسانية واسعة لدعم الفارين من الحرب في السودان نحو الكفرة
طرابلس، 22 نوفمبر 2025
راديو دبنقا
أعلن د. محمد الحداد، رئيس المؤسسة الليبية الإنسانية، عن إطلاق حملة إغاثية شعبية ليبية واسعة لتقديم المساعدات العاجلة للنازحين السودانيين الفارين من جحيم الحرب إلى مدينة الكفرة جنوب ليبيا.
وقال د. الحداد إن المبادرة انطلقت بعد مشاورات مكثفة مع مؤسسات ومنظمات وجمعيات مجتمع مدني غير حكومية، وبالتعاون مع السفارة والجاليات السودانية في طرابلس، وبتنسيق مباشر مع الجهات الحكومية ذات الصلة، وبدعم من المجلس الرئاسي ومجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، إلى جانب التواصل مع عميد بلدية الكفرة ولجنة الأزمة فيها، مؤكداً أن العمل يتم بصورة رسمية وتحت علم كل السلطات المختصة.
ثلاثة محاور
من جانبه، قال القائد الكشفي عبدالناصر الأسطي، رئيس جمعية التراحم بتاجوراء، إن الحملة ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية: برّي، وجوي، وبحري، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى تركز على قافلة برية تنطلق من تاجوراء إلى الكفرة عبر أجدابيا، تستهدف تقديم مساعدات إنسانية وطبية وتوعوية بشراكة بين الشعب الليبي والجالية السودانية.
وأشار الأسطي إلى بدء جمع مساعدات عاجلة تشمل المواد الغذائية والملبوسات والأغطية الشتوية في بلدية تاجوراء، لافتاً إلى أن جمعية التراحم والتواصل الخيرية تتلقى المساعدات يومياً من المواطنين والجهات الداعمة، على أن تُرسل برًّا إلى الكفرة ابتداءً من السادس من ديسمبر القادم، كمرحلة أولى ضمن القافلة التي تسيّرها المؤسسة الليبية الإنسانية.
قافلة طبية
وفي السياق ذاته، كشف د. أمية الطلحي، رئيس الفريق الطبي، عن ترتيبات لتسيير قافلة طبية متكاملة بمشاركة أطباء سودانيين، تهدف إلى تقديم العلاج والخدمات الصحية والتوعية، إلى جانب معالجة التحديات التعليمية التي تواجه أبناء الأسر النازحة، إذ سيشارك فيها أطباء متخصصون متطوعون من الجالية السودانية.
عودة طوعية
أما في ما يتعلق بالمحور الثالث، فقال د. إبراهيم الفقيه، مدير جمعية بيوت الشباب أوباري، إن الحملة تتضمن ترتيبات للعودة الطوعية للراغبين في العودة إلى السودان براً أو بحراً أو جواً، مشيراً إلى أن القافلة ستضم وفداً من نظار دارفور المتواجدين في ليبيا لتقديم حلقات نقاش وورش عمل تتمحور حول العودة الطوعية وفق الضوابط الإنسانية الملائمة.
جهد إنساني
كما أوضح د. شكري إبراهيم، مدير العمليات بمؤسسة الشيخ الطاهر الزاوي الخيرية، أن المبادرة جهد إنساني ليبي خالص يأتي تضامناً مع الأشقاء السودانيين المتضررين من الحرب، لاسيما تأثيرات الأحداث الأخيرة في مدينة الفاشر. وبيّن أن المؤسسة جهزت حاوية ملابس جديدة كمساهمة مبدئية في القافلة، استمراراً لجهودها في تخفيف معاناة السودانيين.
من جهته، أشار السيد خطاب خالد، مسؤول المؤسسة في الكفرة، إلى أن المدينة استقبلت خلال الأشهر الماضية مئات الآلاف من الفارين من الحرب، بينهم أسر تعيش في ظروف بالغة التعقيد، تتجاوز أعدادهم سكان البلدية، ما يستدعي تدخلاً إنسانياً عاجلاً، خصوصاً مع بداية فصل الشتاء وتفاقم الأوضاع لدى الأطفال والنساء وكبار السن.
وقال أحد أعضاء مجلس حكماء وأعيان تاجوراء: “نتألم بحرقة لما يحدث في السودان، ويعلم الله أننا متحمسون لتقديم ما بوسعنا. ونعتبر مشاركة تاجوراء في هذه القافلة البرية تجربة مبدئية؛ فإذا وصلت المساعدات إلى مستحقيها وتمكنت المؤسسة الليبية الإنسانية من تحقيق هذا الهدف الإنساني، فبإذن الله لن نتوقف، وسيكون القادم أفضل، لأننا مسلمون ونشعر بما يمر به السودان.”


and then