حمدوك: نقترب من السلام بخطى واثقة ولا توجد خطوط حمراء في قضايا التفاوض

أكد رئيس الوزراء، د. عبد الله حمدوك إن زيارة كاودا ستفتح الآفاق لتحقيق السلام في فترة وجيزة، وأضاف، نقترب من السلام بخطى واثقة. وقال حمدوك في مؤتمر صحفي بمطار الخرطوم أمس الجمعة عقب عودته من كادوقلي، إن طرح الحركة الشعبية لعلمانية الدولة وحق تقرير المصير خلال الزيارة، ليس مستغرباً وليس طرحاً جديداً، موضحا أن الحركة طرحت القضيتين في جوبا.

أكد رئيس الوزراء، د. عبد الله حمدوك إن زيارة  كاودا ستفتح الآفاق لتحقيق السلام في فترة وجيزة، وأضاف، نقترب من السلام بخطى واثقة. وقال حمدوك في مؤتمر صحفي بمطار الخرطوم أمس الجمعة عقب عودته من كادوقلي، إن طرح الحركة الشعبية لعلمانية الدولة وحق تقرير المصير خلال الزيارة، ليس مستغرباً وليس طرحاً جديداً، موضحا أن الحركة طرحت القضيتين في جوبا.

وأكد أنه ليس هنالك خطوط حمراء في قضايا التفاوض، وأن الحركات المسلحة لها الحق في طرح ما تراه مهماً، وأضاف (نحن نطمح للتوافق ). وأكد إمكانية الوصول إلى تفاهم حول القضايا المطروحة، بما يحقق مشروع يوحد جميع السودانيين، داعياً لاغتنام الفرصة التاريخية التي لاحت في البلاد لتحقيق السلام.

من جهة أخرى قال حمدوك إن الوفد أجرى خلال زيارة كاودا اجتماعات عامة ومغلقة، وذكر إن لقائه المغلق مع الحلو تميز بالشفافية والوضوح، مؤكداً وجود قدر كبير من التفاهم، يسمح بدفع ملف السلام لنهايات ترضي الشعب.

وقال ( تناقشنا حول مسألة بناء السلام ودور الحكومة الانتقالية في هذه المسألة ). وأوضح أن الطرفين اتفقا بأن السلام يجب أن يعالج جذور الأزمة المتمثلة في قضايا التهميش والهوية وشكل الحكومة وكيفية إدارة السودان والدستور.

وكان رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، قد ناشد قيادة وجماهير الحركة الشعبية شمال والجيش الشعبي، خلال مخاطبته الاحتفال الجماهيري بكاودا  أن يقبلوا على صناعة السلام، كما دعاهم للانضمام للسلام بصدق، حتي يتفرغ الجميع لبناء السودان الجديد.

وقال أن السلام بات حلما قريب المنال وأضاف انتم عظم الظهر في صناعة هذا السلام. ودعا الحركة الشعبية للعمل مع كل مكونات الشعب السوداني للعبور بالوطن الي بر الامان وقدم حمدوك دعوة للقائد عبدالعزيز الحلو لزيارة الخرطوم قائلا خرطوم الثورة في انتظارك.

من جهة أخرى قال حمدوك أن أولويات حكومة الفترة الانتقالية هي تحقيق السلام في السودان بصفة عامة ولشعب جبال النوبة بصفة خاصة، مؤكداً بأن ثورة ديسمبر جاءت لوضع حد لمعاناة المواطنين بسبب الحرب.

وأوضح أن المرتكزات الأساسية للسلام تعتمد على مخاطبة جذور الأزمة التي تقوم على المواطنة وعلى التعدد الثقافي واحترام الآخر والمشاركة الواسعة لصنع السلام خاصة من النساء والشباب.

وقال إن رؤية حكومة المرحلة الانتقالية للسلام تقوم على خمس محاور رئيسية تتمثل في محور التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تخاطب قضايا التهميش والتنمية الغير متوازنة عبر تشييد المستشفيات والمدارس والطرق وغيرها من البني التحتية.

 ومحور بناء علاقات خارجية متوازنة ومحاربة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، ومحور الإدارة وشكل الحكم وأجهزته وعلاقة الدين بالدولة ومحور الترتيبات الأمنية التي نحلم عبرها ببناء جيش وطني يعالج قضايا التعدد والتمييز وأن نرى أنفسنا كلنا كسودانيين في هذا الجيش، هذا إلى جانب محور معالجة القضايا الإنسانية وقضايا التعويضات والعدالة الانتقالية. واضاف حمدوك قائلا.

ووصف حمدوك زيارته لكاودا بأنها تمثل يوم تاريخي وحيا ذكرى القائد يوسف كوة مكي ونضال الهامش وإسهاماته في نجاح ثورة ديسمبر. و أكد على أهمية العلاقات بين السودان ودولة جنوب السودان واصفا العلاقة بأنها ضاربة في الجذور.

وأشار حمدوك إلى أن السلام كان أمنية غالية وعزيزة للزعيم الراحل جون قرنق  الذي تحدث كثيراً عن حزام التَماس الذي سماه بحزام التمازج والذي يمتد من أم دافوق في حدود السودان مع أفريقيا الوسطى إلى الكرمك مع إثيوبيا.

وأشاد بالجهود التي تضطلع بها دولة الجنوب في رعاية مفاوضات السلام بين الفرقاء السودانيين في جوبا معرباً عن أمله في أن تفضي هذه المفاوضات إلى سلام دائم وعادل في البلاد.

من جانبه عبر عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال عن شكره وتقديره للدكتور عبد الله حمدوك لزيارته المهمة لمدينة كاودا، وقال لدي مخاطبته اللقاء الجماهيري علي شرف تلك الزيارة قال مرحبا بكم في كاودا رئاسة السودان الجديد.

وقال الحلو مخاطبا حمدوك بأن التاريخ وضعه على قمة المسؤلية في هذه المرحلة المفصلية مما يتطلب منه اتخاذ  قرارات حاسمة من أجل الحفاظ على وحدة السودان وذلك بإعلان دولة علمانية ديمقراطية وموحدة  على أسس جديدة.

مشيرا الي أن كل الحريات بمدينة كاودا مكفولة بالكامل سواء حرية الاعتقاد وحرية الضمير. وقال إن هذه الزيارة تعكس رغبة الحكومة الانتقالية في تحقيق السلام في السودان، واعتبرها مؤشرا إيجابيا على اهتمام رئيس الوزراء  والفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة واحساسهم بمعانة مواطني المناطق المحررة.

 وأوضح عبدالعزيز الحلو بأن الحشود الجماهيرية التي شرفت هذا الاحتفال هي جزء لا يتجزأ من الشعب السوداني لكنها عانت طويلا من ويلات الحرب ومن الحرمان من الغذاء والدواء واحتياجات الحياة الأساسية  بسبب تمسكهم بحقهم في الحرية والكرامة وجاءوا من مناطق بعيدة يتطلعون الي سلام حقيقي عادل و شامل ومستدام.

وقال إنه رغم نجاح ثورة ديسمبر التي ازاحت نظام المؤتمر الوطني الا ان هنالك تحديات ماثلة تقف دليل على أن الثورة لم تكتمل بعد. وأعرب عن أسفه لأحداث بورتسودان و تلودي والجنينة ومعسكر كريندنق للنازحين وغيرها و ما صاحبها من ممارسات وحشية لا تمت الى الإنسانية بصلة مطالبا بتقديم  المتورطين للعدالة.

وأكد الحلو رغبة الحركة الشعبية الصادقة في تحقيق السلام، واعلن تمسكهم بضرورة مخاطبة جذور المشكلة السودانية وفي مقدمتها علاقة الدين بالدولة بجانب مسألة الهوية الوطنية للإجابة على سؤال كيف يحكم السودان.

وقال الحلو إنهم ينادون بضرورة بناء دولة علمانية تقوم على الفصل التام بين الدين والدولة بحيث تقف الدولة على مسافة واحدة من جميع الاديان وتقوم على الحقوق والواجبات، وأن الأساس  في هذه الدولة المواطنة الإنسانية بغض النظر عن الدين والعرق واللون أو الجهة او النوع.

من جانبها وصفت قوى إعلان الحرية والتغيير الزيارة بأنها خطوة في طريق بناء السلام العادل والشامل، تمهيداً لعهد جديد تنتهي فيه المظالم ويتساوى الناس على أساس المواطنة من دون تمييز أو إقصاء، وشددت على أهمية المضي قدماً في طريق السلام وعبور الصعاب والتحديات، من أجل تحقيق إرادة الشعب في السلام كأولوية خلال المرحلة الانتقالية.