القاهرة:8/ مارس/2024
وصل الدكتور عبد الله حمدوك، رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) ورئيس وزراء الفترة الانتقالية إلى العاصمة المصرية صباح اليوم في أول زيارة له للقاهرة بعد استقالته من منصبه عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021.
ويرافق الدكتور عبد الله حمدوك خلال الزيارة وفد من قيادات (تقدم) وينتظر أن يلتقي خلالها بالقيادة المصرية وبالأمين العام لجامعة الدول العربية بالإضافة للفاعلين المصريين في الشأن السوداني ومنظمات المجتمع المدني والقوى السياسية السودانية في مصر.
ترتيب لقاء “مرتقب” بين قيادة الجيش و (تقدم)
في هذا الإطار، أكد شوقي عبد العظيم، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أن زيارة الدكتور عبد الله حمدوك لجمهورية مصر العربية هي زيارة مهمة من عدة جوانب، وأهمها التأكيد على أن القوى السياسية المدنية الديمقراطية هي لاعب أساسي في حل الأزمة السودانية والكارثة التي تحدث الآن ولها دور فاعل في وقف الحرب.
وأضاف شوقي عبد العظيم في حديث لراديو دبنقا أن القيادة العسكرية في السودان ظلت تعتقد بأن مصر هي أحد المساندين لها بالنظر للزيارات المتكررة للقادة العسكريين والبرهان شخصيا إلى مصر. وكان معلوما أن العلاقة بين قيادة الجيش والقوى المدنية الديمقراطية هي علاقة متوترة وتفادى الجيش لقاء (تقدم)، والآن وعبر هذه الزيارة يمكن أن يفتح الطريق في اتجاه تنظيم لقاء بين القوى المدنية الديمقراطية وقيادة الجيش لحل هذه الأزمة وعلى ذات النهج الذي التقت به قيادة قوات الدعم السريع.

انزعاج منسوبي النظام السابق:
واعتبر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي في حديثه لراديو دبنقا أن هذه الزيارة تسببت في حالة من الانزعاج في أوساط منسوبي النظام السابق وداعمي استمرار الحرب تجلت من خلال الإشاعات والأنباء الكاذبة حول زيارة الدكتور عبد الله حمدوك. وما زالت هذه المحاولات مستمرة ورأينا كيف تم فتح بلاغات في مواجهة الدكتور عبد الله حمدوك حتى لا تستمر هذه الجهود وتنتج لقاء في مدينة بورتسودان أو أي مكان آخر.
قضايا السودانيين في مصر حاضرة
وأشار شوقي عبد العظيم إلى أن زيارة وفد (تقدم) للقاهرة ستناقش قضايا أساسية تتعلق بالسودانيين أنفسهم الموجودين في مناطق اللجوء والنزوح وخاصة الموجودين في جمهورية مصر العربية. كما سيتم النقاش حول الأوضاع الإنسانية بشكل عام في السودان خصوصا وأن مصر معروفة بدورها الأساسي والفاعل في المحيط الإقليمي ودول جوار السودان التي تلعب أدوار أساسية في هذه الملفات. كما أن من المعلوم أن للقاهرة تأثير على القادة العسكريين في السودان ويمكنها أن تبدأ اختراق حقيقي لإيجاد حلول وتفاهمات لإنهاء الأزمة في السودان.
نحو جمع الصف الوطني:
وخلص شوقي عبد العظيم في حديثه لراديو دبنقا إلى القول إن كل هذه المعطيات تؤكد أن القوى المدنية في طريقها لتصبح لاعبا أساسيا في حل الأزمة الحالية وفي مستقبل العملية السياسية لصالح إنهاء هذه الحرب. والأهم من ذلك أن هذه الزيارة هي بوابة وزيارة مفتاحية للمزيد من التحركات الدبلوماسية والسياسية للقوى المدنية الديمقراطية لإيجاد حل لهذه الأزمة التي تطاولت وأن تلعب دورها في جمع الصف الوطني والمساهمة مع المجتمع الإقليمي والدولي لإيجاد حلول لهذه الكارثة في السودان.