الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء الأسبق - من صفحة الجبهة المدنية على الوتساب

أمستردام – 8 يناير 2024: راديو دبنقا


وصف الدكتور صديق الزيلعي الدعوة التي قدمها الدكتور عبد الله حمدوك للحزب الشيوعي وحزب البعث (الأصل) وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور والحركة الشعبية (شمال) بقيادة عبد العزيز الحلو بأنها بادرة جيدة لأن القضية تتعلق بالشأن الوطني السوداني ولا يمكن التقدم بدون مشاورة وحوار شفاف وعقلاني. وذكر الباحث في الشأن العام السوداني في حديث لراديو دبنقا أن الدعوة صادقة وطالب الأطراف التي قدمت لها الدعوة بالمبادرة بطرح الرؤى الخاصة بها لأنه ليس هناك جهة تحمل الرأي النهائي الكامل الغير قابل للنقاش. واعتبر مبادرة تقدم بالحوار مع الدعم السريع والاتفاق المبدئي الذي تم توقيعه يحتاج إلى مناقشة ويحتاج إلى إضافات ويحتاج إلى تعديلات. داعيا الأحزاب لعدم التعامل بالبيانات فقط، وإنما بالحوار والجلوس معا والأخذ والرد.


تكامل العمل الداخلي والخارجي


ورحب الدكتور صديق الزيلعي بقبول حزب البعث (الأصل) لدعوة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) معتبرا ذلك بادرة جيدة في سبيل توحيد العمل المدني والقوى المدنية. أما بالنسبة للحزب الشيوعي، فأنا اعتقد شخصيا أن لا تعارض بين دعوته للتحالف الاستراتيجي والجبهة الواسعة بالداخل وما بين العمل الخارجي. فهناك تجارب واسعة خلال عهد مايو وعهد الإسلامويين حيث تمضي الأنشطة الداخلية والخارجية بشكل متزامن. ليس هناك تعارض بين أن يجلس الحزب الشيوعي مع (تقدم) ويقدم الرؤية التي يعتقد أنها ستخرج البلد من هذا المأزق الكارثي ويتم الحوار، مثلما تقدم حزب البعث (الأصل) برؤاه ودعوته للحوار. ويجب أن يستوعب هذا الجهد الرفيق عبد الواحد محمد نور والرفاق في الحركة الشعبية.


نقطة ضوء في نهاية النفق


واستشهد الدكتور صديق الزيلعي بتجربة جنوب أفريقيا في التفاوض. فبالرغم من كل الآلام والمجازر، تم تفاوض ولم يكن بالأمر السهل وفيه كثير من لحظات الصعود والهبوط، لكن تمسك القادة من الجانبين المتفاوضين، أدى وبعد سنوات من التفاوض والعديد من المعارك إلى التوصل لاتفاق. كما وأنه بالرغم من استمرار العمل المسلح والنضال المسلح ضد النظام العنصري، ولكن ذلك لم يؤدي لتوقف المفاوضات. لذلك أعتقد ومهما يكن الرأي في التفاوض، أو الأطراف المتفاوضة أو الرؤية المطروحة، إلا أن ذلك يمثل نقطة الضوء في نهاية النفق. لذا علينا التمسك به وتطوير النقاشات.

القوى المدنية طرف فاعل في أي حل


وحول ما يقال عن أن المعركة هي بين جناحين عسكريين أو جيشين ولا داعي لوجود (تقدم) كوسيط. أكد الدكتور صديق الزيلعي أن (تقدم) لم تتحرك كوسيط بل كطرف أصيل في القضية السودانية وفي سبيل الانتقال الوطني الديمقراطي لهذا البلد. لذلك فدعوتها لقائد الجيش وقائد الدعم السريع للحوار حول كيفية إيقاف الحرب وكيفية إيصال المساعدات الإنسانية وكيفية إنهاء الحروب والانتقال الديمقراطي. ومضى قائلا أن هذا هو دور القوى المدنية وأن الجميع يناضل ويعمل ونطالب أن يتم ذلك من موقع مدني موحد ومتماسك، وقد كرست كل الجهود من أجل ذلك. ومن هنا لا يمكن منع جهة تقدمت حينما توقف الآخرون من مواصلة عملها، ونطلب مواصلة حوارها مع كل التيارات الأخرى والمنابر الأخرى والمجموعات الأخرى.