تمثال الشهيد عبدالعظيم يعود في ثلاث نسخ

يخضع تمثال الشهيد عبدالعظيم للترميم الآن بعد أن كسرت يده أثناء عملية الترحيل وتحطيم القاعدة التي كان سينصب عليها في حي العباسية من قبل بعض سكان الحي.

يخضع تمثال الشهيد عبدالعظيم للترميم الآن بعد أن كسرت يده أثناء عملية الترحيل وتحطيم القاعدة التي كان سينصب عليها في حي العباسية من قبل بعض سكان الحي.

وأكد الفنان حسام عثمان "العنكبوت" الذي نفذ التمثال بأن التمثال سينصب من جديد في غضون ثلاثة أسابيع من الآن بشارع الاربعين، في المكان الذي سقط فيه شهيدا، ضمن من سقطوا من الشباب في زخم ثورة ديسمبر.

وقال حسام في لقاء خاص مع راديو دبنقا، إنه يخطط لعمل ثلاث نسخ من التمثال، واحد منها سينصب بشارع الأربعين بأمدرمان، والثاني سيكون في أم بدة، حيث منزل أسرة الشهيد. والنسخة الثانية ستكون في مدينة  نيالا مسقط رأسه الأصلي. وثالث النسخ سيكون محلها المتحف القومي.

وتجئ فكرة عمل النحت، كما يروي الفنان حسام، كمبادرة لمجموعة من الأصدقاء، حسام عثمان صاحب العمل، ورامي رزق وعاصم زرقان. وتم اختيار الشهيد عبدالعظيم من دون الشهداء الآخرين لأنه أول من وقف وقتها في وجه القوات الأمنية، وخاطبهم بعدم رمي البمبان وسط الحي لوجود أطفال وشيوخ ومرضى. يضيف حسام:

"كنا نجري وقتها من الكجر، ولكن الشهيد عبدالعظيم أو ل من ركز، مقدما نموذج الثائر الشجاع الثابت، الأمر الذي ألهم الكثير من الشباب للمواجهة والثبات أمام عنف العسكر المفرط تجاه المتظاهرين العزل".

يشرح عبدالعظيم أن تمويل تكلفة التمثال كانت من شخصيات سودانية متبرعة، معظمهم من خارج السودان، كان لديهم الاحساس بوجوب المشاركة في الثورة بأي صورة من الصورة، نظرا لعدم تمكنهم من العودة والمشاركة بشكل فعلي في زخم الثورة.

ويضيف حسام عثمان، أن المواد المستخدمة في عمل النحت هي من الرمل والأسمنت الأبيض والأسمنت الأخضر، بالإضافة مادة الجبص. وأنه كان حريصا منذ بداية العمل على توثيق المراحل المختلفة بالصور التي كان ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، ابتداء من شراء المواد وانتهاء بالشكل النهائي للعمل الفني.

ونسبة لكثرة المتبرعين الذين عرضوا المساعدة، كان حسام يأخذ مبالغ قليلة من كل شخص، كي يتمكن أكبر عدد من الناس من المساهمة، من أجل أن يتحقق لديهم إحساس المشاركة، ولو كانت رمزية.

من المصاعب التي واجهت حسام في تنفيذ العمل الفني المتمثل في تمثال الشهيد عبدالعظيم، هو عدم وجود صور مختلفة واضحة للشهيد. ويذكر بأنه اعتمد على صورة واحدة وباهتة، رغم زيارته لمدينة أم بدة ولقائه بالعديد من أصحاب عبدالعظيم وأقرانه وأفراد اسرته، ويضيف بارتياح: لكن في النهاية اكتمل العمل بالشكل المطلوب.

حسام عثمان درس في كلية الدراما والموسيقى وتخصص في الديكور المسرحي. يدين في حديثه بالكثير للمسرح في التدريب المستمر الذي أتاح له تجريب العمل بالكثير من المواد مثل الخشب والحديد والفايبر.

في الليلة السابقة لنصب التمثال بالعباسية في شهر سبتمبر الماضي، قامت مجموعة بتحطيم قاعدة التمثال، الأمر الذي أصاب حسام عثمان بالكثير من الاحباط وخيبة الأمل في بعض سكان حي العباسية الذين كان يتظاهر وسطهم وخلق مع الكثير منهم روابط المقاومة الثورية.

لم يكن حسام محبطا  وقتها، ولكنه شعر بالغضب حينما كان يشرح لبعض الوقوف من حوله ما حدث بالضبط، فتقدم شاب في مقتبل العمر قائلا: أنا الذي حطمت قاعدة التمثال..

يقول حسام: "تحولت وقتها لكادر عنف وحاولت الاعتداء على الشاب في لحظة الغضب تلك، لكن الوقوف حالوا بيني وبينه".

انتشرت وقتها التكهنات والتفسيرات لعملية تحطيم قاعدة التمثال، وذهبت الغالبية أن التخريب الذي تم كان بدوافع دينية أصولية، ولكن حسام ينفي الأمر بشدة ويرجع الفعل لتوترات محلية داخل الحي الذي لم يكن بعض سكانه راضين عن فكرة تمثال عبدالعظيم من الأساس، ويعتقدون بأن الشهداء الذين سقطوا من أبناء الحي أولى بالتكريم من الشهيد عبدالعظيم الذي يسكن أم بدة.

وفكرة ترديد البعض لحرمة التماثيل تم بثها بواسطة مجموعة محدودة من السكان، لغرض تريده، أملت على بعض الأطفال أن التماثيل حرام وغير مقبولة دينيا.

محرر الموقع