تحذر طبي من تزايد الإصابة بالكبد الوبائي مع الازدحام في مراكز الإيواء
مواطنون مرضى يتلقون العلاج في ظروف صعبة في مايرنو - الصورة صحيفة التغيير
امستردام: 28/ ديسمبر/2025م: راديو دبنقا
حذرت اديبة ابراهيم السيد أخصائية الباطنيه والاوبئيه وعضو فرعية خصوصي امدرمان اللجنه التمهيديه لنقابة أطباء السودان، من تزايد أنتشار داء الكبد الوبائي وارتفاع الإصابة بالملاريات مع انعدام الدواء وضعف الخدمات الصحية، مناشدة السلطات بإعلان “الطوارئ الصحية” لتمكين المنظمات من التدخل.
وأوضحت “إبراهيم” في حديث لـ”راديو دبنقا” أن داء الكبد الوبائي ينقسم إلى أربعة أنواع من الفيروس (A.B.C.E) ، في ولايتي الجزيرة وبدرجة أقل في الخرطوم لاتزيد عن حالتين أو ثلاثة. مشيرةً إلى أن الكبد الوبائي A.E ينتشران عن طريق الطعام والمياه الملوثة، بينما نوعي .B.C ينتقلان عن طريق الدم أو لمس السوائل مثل الدم أو السوائل في الجسم.
الكبد الوبائي
وقالت إن الفيروس الذي يسبب الإصابة بالكبد الوبائي من عينتي A.E التي تنتشران في ولاية الجزيرة وقد بلغ عدد المصابين فيها نحو 102 شخص، نتيجة المياه الملوثة وانتشار الحشائش والأشجار والخضروات، مضيفة بأن المياه ملوثة وعدم صحة البيئة مع انتشار النفايات ومخلفات الحرب.
وأشارت الطبيبة، إلى أن لهذا المرض أعراض قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل نقص في الدم “فقر دم” ويسبب فتور وحميات واستفراغ، وهذا الخطر أيضاً يسبب تضخم وتليف في الكبد بعدها يدخل المصاب في حالة إغماء “كومة”، مبينة أنه معروف بداء الطحال أوالاستسقاء، ويقال له “اليرقان” أيضاً، محذرة من أنه مرض خطير وحال لم يتم معالجته وأخذ الجرعات فمن الصعب إنهاء هذا الفيروس والقضاء عليه.
حمى الضنك
ونوهت إلى أن هنالك انحسار للإصابة بحمى الضنك في فصل الشتاء، لكن معدل الإصابة بالملاريات ازداد بصورة كبيرة جداً بسبب كثرة توالد الباعوض وكل الولايات تعاني من سوء الأوضاع البيئية مع عدم توفر المبيدات بشكل كافٍ.
ولفتت إلى أن هنالك نقص كبير في أدوية الملاريا، وغير متوفرة إلا في “السوق الأسود”، ما يمثل عبء ثقيل على الأسر، داعية السلطات الصحية لتكوين غرفة طوارئ والإعلان عن المرض لتتلقى إعانات ودعم من المنظمات.
وتطرقت إحصائية الباطنية والأوبئة د.أديبة إبراهيم في حديثها لراديو دبنقا إلى الأوضاع الإنسانية والصحية في ولايتي شمال وجنوب كردفان وقالت في هذا الصدد: إنَّ أعداد كبيرة من النازحين إلى ولاية النيل الأبيض وأن جزء كبير منهم وصل إلى مدينة كوستي، مشيرة إلى وجود حالات كثيرة من الإصابة بسوء التغذية وانتشار الأمراض الوبائية، خاصة مع الازدحام داخل مراكز الإيواء مبينة أن وضع الأطفال أكثر سوءً مع ارتفاع معدلات الأمراض بسوء التغذية وغيرها نتيجة لانعدام التطعيم.
الوضع في كردفان
وقالت إن الوضع كارثي ومتفاقم وخصوصا في ولاية جنوب كردفان مشيرة إلى الحصار المفروض على الدلنج وكادوكلي معتبرة، إن الأوضاع في منطقة هجليج بولاية غرب كردفان ليست أفضل حالاً من الولايتين، مضيفة بأن هنالك موجات نزوح كبيرة وحركة تنقل من ولاية إلى أخرى فيما بينهم واضطر بعضهم للجووء إلى جمهورية جنوب السودان.
وأوضحت “إبراهيم” أن الحصار على جنوب كردفان دفع بكثير من المنظمات الدولية إلى الانسحاب والمنظمات التطوعية التي كانت تقوم بتقديم الخدمة، إلى النزوح مافاقم الوضع الصحي وانهيار العديد من المرافق الصحية والنقص الحاد في الدواء خاصة المنقذة للحياة.
طوارئ صحية
وناشدت وزارة الصحة إلى إعلان حالة “طوارئ صحية”، والعمل على تحسين صحة البيئة، وتوفير الأدوية الأساسية، وتكثيف حملات الوقاية، مشددة على أن استمرار الحرب هو السبب المباشر لتدهور الوضع الصحي ودمار المرافق الصحية في ظل ارتفاع أعداد المرضى نتيجة لأمراض سوء التغذية والجوع مع قلة الكوادر الطبية، ما يؤدي لازدياد حالات الوفيات.
كما دعت القوى الوطنية والثورية للعمل على وقف الحرب وإنهائها، معتبرة أن السلام هو المدخل الأساسي لمعالجة الأزمة الصحية والإنسانية، وإعادة بناء النظام الصحي وحماية أرواح المدنيين.


and then