تحديات التمويل وارتفاع تكاليف الانتاج تواجهان العروة الشتوية بالشمالية

دنقلا: الأربعاء 15/ أكتوبر/2025م: راديو دبنقا
شكا مزارعو الولاية الشمالية من تحديات متعددة تواجه زراعة الفول المصري والقمح وعدداً من المحاصيل النقدية مع بداية تحضيرات العروة الشتوية، وذلك في ظل ارتفاع كبير في تكاليف الإنتاج، رغم توقعات بموسم واعد وإنتاجية عالية.
قال الناشط والقيادي المجتمعي شاهر محجوب إن التحضيرات للموسم الشتوي، قد بدأت استعداداً لزراعة الفول المصري، الذي يُعد من المحاصيل النقدية المجزية للمزارعين.
وأوضح أن إنتاجية الفدان الواحد تتراوح ما بين 12 إلى 15 شوالاً، وهي إنتاجية عالية جداً في المنطقة الشمالية، مشيراً إلى أن التحضيرات جارية على قدم وساق رغم ارتفاع تكاليف الوقود والحراسة وغيرها من المستلزمات الزراعية.
تحديات
وأكد شاهر أن المشكلة الرئيسية التي تتفاقم عاماً بعد عام تتمثل في الزيادات المستمرة في أسعار الوقود، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في تكاليف الزراعة.
وقال إن تكلفة تحضير الفدان الواحد بواسطة الجرار تجاوزت 100 دولار، وهي تكلفة باهظة جداً، وكلما اتسعت المساحات المزروعة زادت الأعباء المالية على المزارعين، واصفاً ذلك بأنه تحدٍّ كبير يواجه القطاع الزراعي.
وأضاف القيادي المدني أن انقطاع التيار الكهربائي وعدم استقراره هذا العام زاد من معاناة المزارعين، ما اضطر الكثيرين إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية كبديل لتشغيل الطلمبات.
وأشار إلى أن تكلفة تركيب الطاقة الشمسية تتراوح في حدود 2000 دولار فأكثر، وهي عبء ثقيل على المزارع البسيط الذي لا يملك رأس المال الكافي، خاصة في ظل ضعف التمويل البنكي.
وأوضح أن التمويل من البنوك غير مجزٍ، حيث تُمنح المرابحة لمدة ثلاث سنوات، بينما تبلغ قيمة التمويل المطلوب للحصول على الطاقة الشمسية بين 4000 إلى 5000 دولار، ما يجعل الأمر معقداً وصعباً بالنسبة لصغار المزارعين.
ارتفاع تكلفة التحضير
ولفت شاهر إلى أنه في شهري نوفمبر وديسمبر تبدأ تحضيرات موسم القمح الشتوي، وهو المحصول الرئيسي للغذاء في المنطقة الشمالية، لافتاً إلى أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية مشهود لها بتوفير التقاوي والأسمدة، إلا أن الموسم الماضي شهد مشكلات كبيرة بسبب فساد بعض التقاوي التي تم توزيعها.
وقال إن تكلفة تحضير الأراضي الزراعية أصبحت مرتفعة جداً، وهو ما يشكّل العقبة الرئيسية أمام المزارعين، إلى جانب التعقيدات والإجراءات البيروقراطية في التعامل مع البنوك.
وقال شاهر أن المزارعيين يشكون من أن البنك الزراعي لم يفتح بعد باب التمويل للموسم الحالي، رغم أن الموسم الشتوي أوشك على بدايته، ما أثر سلباً على استعدادات المزارعين.
واختتم شاهر محجوب حديثه قائلاً إن الموسم الزراعي الحالي يواجه تحديات كبيرة، تتمثل في ارتفاع تكاليف الإنتاج والركود الاقتصادي الناجم عن الحرب، في مقابل عزيمة المزارعين القوية واستمرارهم في الزراعة باعتبارها المصدر الرئيسي للعيش في المنطقة، متمنياً أن يكون الموسم الزراعي القادم ناجحاً ومثمراً، وأن تتجاوز البلاد والمزارعون كل المحن والعقبات السالبة.