تجدد الهجوم البري في الفاشر وسط رفض للهدنة المقترحة من الأمم المتحدة

جنود في قوات الدعم السريع في الفاشر

جنود في قوات الدعم السريع بالفاشر-29 يونيو 2025-إعلام الدعم السريع


الفاشر: 30 يونيو 2025 – راديو دبنقا

شهدت مدينة الفاشر، صباح اليوم الاثنين، اشتباكات وتجددًا للقصف المدفعي والقصف بالطائرات المُسيّرة.
نشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو جديدة من داخل الفاشر، أكدت فيها سيطرتها على مناطق وسط المدينة وصولًا إلى مسجد التجانية.

من جانبها، قالت مصادر عسكرية موالية للجيش إن قوة من الدعم السريع شنت هجومًا على الاتجاه الجنوبي تحت غطاء من القصف المدفعي، وأشارت إلى أن القوات المسلحة ردّت بقصف مدفعي على قوات الدعم السريع، قبل أن تتراجع حدة الاشتباكات ظهر اليوم.

صد الهجوم

وقال الناطق الرسمي باسم القوات المشتركة، أحمد حسين مصطفى، في تصريحات صحفية، إن القوات المسلحة والقوة المشتركة تمكّنتا من صد الهجوم.

قال الناطق باسم القوة المشتركة، أحمد حسين مصطفى، إن قوات الدعم السريع شنّت منذ الساعات الأولى من صباح اليوم وحتى ما بعد الظهر قصفًا عنيفًا استهدف المدينة ومعسكري أبو شوك ونيفاشا، مشيرًا إلى سقوط قتلى وجرحى.

وأوضح أن أفرادًا من قوات الدعم السريع حاولوا التسلل إلى داخل المدينة عبر المحورين الجنوبي والجنوبي الشرقي، مؤكدًا أن القوات المشتركة تصدت للهجوم وطاردت القوة المهاجمة إلى خارج المدينة.

واتهم أحمد حسين مصطفى قوات الدعم السريع بتصعيد عمليات القصف على المدينة منذ إعلان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الموافقة على اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع.

وأشار إلى أن المليشيا صعّدت من عمليات القصف على المدينة ومعسكرات النازحين، وقال: “أنا أتحدث إليك الآن من داخل الفاشر، وكل الأمور تحت السيطرة.”

كما وصف الفيديوهات المتداولة على وسائل التواصل بأنها قديمة، موضحًا أن من بينها مقاطع تُظهر مباني تم تدميرها في فترات سابقة بواسطة الطيران، بسبب وجود قناصة يتبعون للمليشيا داخلها، مؤكدًا أن الهدف من هذا “التضخيم الإعلامي” هو جذب المزيد من المستنفرين.

وكان ثلاثة أشخاص على الأقل قد قُتلوا في سوق المواشي بالفاشر، أمس الأحد، جراء القصف المدفعي.

وضع إنساني متدهور


على الصعيد الإنساني، كشفت شبكة أطباء السودان عن وفاة 239 طفلًا بسبب سوء التغذية في الفاشر خلال الفترة من يناير إلى يونيو.

وواصلت أسعار السلع ارتفاعها في الفاشر بسبب الحصار المحكم الذي تفرضه قوات الدعم السريع، والاعتماد على التطبيقات البنكية مثل “بنكك” بسبب ندرة السيولة، حيث بلغ سعر ربع الدخن 160 ألف جنيه، وربع الذرة 150 ألف جنيه، وكيلو السكر 100 ألف جنيه، بينما ارتفع سعر كيلو اللحم إلى 40 ألف جنيه، وقطعة صابون الغسيل إلى 20 ألف جنيه، وصفيحة الجازولين إلى 2 مليون جنيه.

وارتفعت حدة المعارك في الفاشر منذ أبريل الماضي، مما أدى إلى نزوح واسع النطاق.

رفض الهدنة


أعلنت القيادات الميدانية للدعم السريع في الفاشر رفضها القاطع للهدنة التي طالبت بها الأمم المتحدة، متهمةً القوات المسلحة ببدء الحرب.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد اقترح هدنة في الفاشر لمدة أسبوع، وافق عليها رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، ولقيت ترحيبًا واسعًا وسط القوى السياسية والمسلحة.

في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أنها لم تتلقّ أي اتصال بشأن الهدنة، معلنةً رفضها لأي هدنة جزئية.

في ذات السياق، قالت حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، بقيادة الدكتور الهادي إدريس، إن مدينة الفاشر أصبحت منطقة عمليات عسكرية، وإن غالبية المدنيين قد فرّوا إلى مناطق أكثر أمانًا.

وناشدت الحركة جميع المواطنين داخل مدينة الفاشر والمعسكرات المجاورة بمغادرة المدينة، والتوجه نحو مناطق سيطرة الحركة في كورما، عين سيرو، والمحليات الآمنة الأخرى بالولاية. كما طالبت المواطنين بالتنسيق مع قوات تحالف السودان التأسيسي (تأسيس).

وتُعد حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، بقيادة الدكتور الهادي إدريس، عضوًا في تحالف السودان التأسيسي، الذي جرى تشكيله في فبراير الماضي في العاصمة الكينية نيروبي، بمشاركة الدعم السريع والحركة الشعبية بقيادة الحلو وأطراف أخرى، ويعمل من أجل تشكيل حكومة موازية.

وطالبت الحركة الأمين العام للأمم المتحدة بتوجيه المساعدات الإنسانية والإغاثية لدعم المتضررين في مناطق كورما، طويلة، كتم، عين سيرو، كبكابية، وجبل مرة.

Welcome

Install
×