تباينت حولها آراء القوى السياسية: العطا يوجه بتكوين هياكل حكم جديدة عمادها المقاومة الشعبية

الفريق ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش أثناء توجيه كلمة بمقر الاستخبارات العسكرية بمنطقة وادي سيدنا يتهم دملة الإمارات بدعم قوات الدعم السريع - المصدر صفحة القوات المسلحة على الفيسبوك

أمستردام: 20 مارس 2024: راديو دبنقا

قال نور الدائم طه، القيادي بالكتلة الديمقراطية، إنهم لم يستلموا أي موقف سياسي مكتوب من القوات المسلحة بشأن حديث الفريق أول ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش عن تركيبة شاملة للحكم تبدأ بانتخاب لجان في الأحياء ثم تكوين برلمانات محلية وصولا إلى انتخاب رئيس للجمهورية.

وكان العطا قد وجه لجان المقاومة الشعبية المؤيدة للجيش، خلال مخاطبته حشدا عسكريا الثلاثاء في سنار، بانتخاب ممثلين لهم من الأحياء يختارون بدورهم ممثلين على مستوى المحلية، وهكذا وصولا إلى البرلمان ورئاسة الجمهورية.

وتابع طه قائلا إن السودان الآن في حالة هشاشة، ومسيطر عليه من قبل القوات المسلحة، مضيفا أن الجيش يطرح بهذا الحديث رؤيته في شأن البلاد.

لكنه استدرك قائلا إن “المسؤولية هي مسؤولية القوى السياسية”.

العطا يخاطب قحت

وكان العطا قد قال خلال حديثه، إن هذا الحديث، أي حديث الانتخابات، إذا لم يعجب “القحاطة”، في إشارة إلى قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي، فإنهم لن يجدوا حلا لدى مصر ولا جدة ولا المنامة ولا الإيقاد، في إشارة للمنابر والجهات التي تبنت وساطات لوقف الحرب بين الجيش والدعم السريع.

وبالمقابل، قال نور الدائم طه، في حديثه لدبنقا أنه “مالم تتفق القوى السياسية، وما لم تجمع رؤيتها وتتخذ قرارا استراتيجيا بتولي العملية السياسية، تظل القوات المسلحة تلعب دورا ومسؤولة عن حماية البلد وأمنه واستقراره”.

وأعرب عن اعتقاده باستمرار هذا الأمر “إلى حين اتفاق القوى السياسية وطرح مشروعها”.

وتساءل طه “ما البديل المطروح الآن؟ هل البديل الكتلة الديمقراطية؟ أم تقدم؟ أم الكيانات السياسية الأخرى؟”.

وأعرب عن اعتقاده بأن القوى السياسية جميعا يجب “أن تكون على قدر المسؤولية وأن تتخذ قرارها وتتوحد نحو انهاء الحرب”، ومن ثم الدخول في عملية سياسية لاستلام السلطة عبر الانتخابات.

“مشروع خفي”

لكن عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، ماهر أبو الجوخ اعتبر تصريحات العطا هي “المشروع المخفي الذي ظلت قيادة الجيش تخفيه منذ بداية الحرب”.

وتابع قائلا إن الهدف الأساسي من هذه الحرب هو “تقويض الانتقال المدني الديمقراطي لمنع تسليم السلطة للمدنيين”.

واعتبر الجوخ حديث العطا، فضلا عن أنه مشروع خفي للجيش، فإنه كذلك محاولة للتنصل من الحديث الذي أدلى به مؤخرا من أن العسكريين لن يسلموا السلطة إلا لحكومة منتخبة.

“إعادة تموضع”

وكان العطا قد بدا منفتحا، خلال خطابه الثلاثاء في سنار، على مراقبة الانتخابات المزمعة من قبل جهات إقليمية ودولية، داعيا قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي إلى استقدام بعثات من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية لهذه المهمة.

لكن أبو الجوخ أعرب عن اعتقاده بأن هذا النموذج الذي يتحدث عنه العطا “سيعيد تموضع النظام البائد بالانتخابات، لأن النظام البائد هو المسيطر على مستويات الحكم في كل انحاء البلاد”.

وخلص إلى أن ما طرحه العطا في خطابه “ينتج النظام القديم في شكل انتخابي وبالتالي يؤسس للشراكة بينه وبين النظام القديم”.

لكن الجوخ اعتبر كذلك أن العطا بحديثه هذا كان “صادقا مع نفسه”، مضيفا أنه “تخلى عن المساحيق التي كان يستخدمها” ليقدم نفسه كمدافع عن ثورة ديسمبر.

“تزيل الغشاوة”

واعتبر الجوخ أن تصريحات العطا “تزيل الغشاوة من عيون الناس”، حسب وصفه، وتؤكد للجميع أن “هؤلاء الناس لو استتب لهم الأمر فسيعيدون انتاج النظام البائد وسيأسسون لشمولية ودكتاتورية”.

وتابع قائلا إن “الحقائق قد بدأت تتضح أمام الشعب السوداني بشكل كامل”.

وإضافة إلى حديثه عن إقامة انتخابات في السودان تبدأ من القاعدة والمحليات واستعداده للقبول بمراقبة دولية، خصص العطا جانبا من خطابه للهجوم على دولة الإمارات وقيادتها، متهما إياهم بالسعي للسيطرة على أراضي السودان الزراعية وموارده المعدنية وموانئه.