بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة…. إذاعات إقليم دارفور ما بعد الحرب

دارفور: الاربعاء 14فبراير2024: راديو دبنقا

تقرير: عبدالمنعم مادبو

يصادف يوم أمس الثالث عشر من فبراير من كل عام الاحتفال باليوم العاملي للراديو، وظل العاملون باذاعات مدن اقليم دارفور يحتفلون بهذه المناسبة في كل عام، لكن هذه العام تمر هذه الذكرى وقد تعرضت تلك المؤسسات لدمار متفاوت بسبب الحرب التي تشهدها البلاد والمعارك التي دارت في تلك المدن بين القوات المسلحة والدعم السريع في الفترة من 15 ابريل حتى نوفمبر2023 الذي سيطرت فيه قوات الدعم السريع على مدن الاقليم ما عدا الفاشر.

كانت هنا اذاعة

أكثر اذاعات الاقليم تضرراً من الحرب هي أقدمها واكثرها تطوراً “اذاعة نيالا” بولاية جنوب دارفور، اذاعة نيالا التي انشأت في العام 1983 ظلت تقدم خدماتها الاذاعية طيلة هذه الفترة لمستمعيها في اقليم دارفور واجزاء من كردفان وبعض دول الجوار في بداية تأسيسها قبل ان تتراجع كفاءة محطاتها الى ما دون ال50% في السنوات الاخيرة، هذه الاذاعة الآن صارت من الماضي بسبب الدمار الكامل الذي تعرضت له في الاستديوهات ومحطات الارسال للموجات المتوسطة
وال “FM”

ويقول رئيس القطاع الهندسي بهيئة الاذاعة وتلفزيون جنوب دارفور المهندس ادم حسن حسنين في حديث لراديو دبنقا ان اذاعة نيالا انشئت لأجل خدمة انسان دارفور في مجالات الثقافة والرعي والزراعة والتعليم فكانت تقدم خدماتها الاذاعية، لكن امتدت يد التدمير والتخريب، بصورة ممنهجة ومدروسة حتى لا تتمكن اي جهة من اعادتها للخدمة، واضاف: هذه الاذاعة ظلت تقدم خدماتها ويستفيد من خدماتها المواطن البسيط وانشأناها من أجله وليس لها علاقة بالجيش او الدعم السريع. واشار حسنين الى ان هذه المحطة تم تعميرها في العام 2008م بكلفة بلغت اكثر من اثنين مليون جنيه، وهذه التكلفة اذا اردنا ان نعيدها من خزينة الدولة ستكون
عبئاً ثقيلاً عن المواطن.

من جهته قال المذيع باذاعة نيالا مهدي العزيب لراديو دبنقا ان العالم يحتفل اليوم باليوم العالمي للاذاعة ونحن نقف بالأمس على حجم الدمار الذي لحق باذاعة نيالا التي عملنا فيها عشرات السنوات جراء الحرب التي مرت بها الولاية في الاشهر الماضية، وذكر أن الاذاعة دمرت تماماً على المستويين الفني والهندسي، واضاف “الزملاء زاروها ووقفوا على حجم التدمير المؤلم الذي تعرضت له، وهو تدمير ممنهج واتلاف حتى لا يكون هناك اي بصيص امل لعودتها للعمل مرة أخرى.
ووصف ما تعرضت له محطة الارسال الاذاعي في ضاحية كرري جنوبي المدينة بالتدمير وليس عمليات سرقة ونهب كما حدث في كثير من المؤسسات العامة بالمدينة، لجهة ان الجناة استخدموا ادوات لتهشيم وتكسير المحطة، وذكر أن الاستديوهات كذلك تعرضت للتدمير ونهب كل ما فيها لكنها كانت في محيط المنطقة التي تدور فيها العمليات العسكرية بين الجيش والدعم السريع.

وأضاف: بعد 40 عام من العمل اليوم لا أمل لاعادة بث اذاعة نيالا، رغم ان هناك جهود من بعض الزملاء من خلال تواصلهم مع بعض الجهات لتوفير المعينات للعمل، وتابع “لكن في ظل الدمار الذي أصاب الاستديوهات والمحطات لا اظن انها تعود للعمل قريباً.

اذاعة زالنجي

في وسط دارفور عاودت اذاعة زالنجي بثها بعد توقف دام اكثر من سبعة أشهر بسبب الدمار الكلي الذي تعرضت له، وتقول الصحفية باذاعة زالنجي شيماء حارن الرميلة لراديو دبنقا ان اذاعة زالنجي ضمن المؤسسات العامة التي دمرتها الحرب التي دارت في المدينة، مشيرة الى ان بثها الاذاعي عاد بفضل جهد اللجنة الشعبية التي تم تكوينها في ديسمبر الماضي لادارة شئون الولاية، لكنها قلصت ساعات عملها من 5 الى 3 ساعات في اليوم بسبب ان عدد كبير من كوادرها اجبرتهم الحرب على مغادرة الولاية. وقالت شيماء “اذاعة زالنجي دمرت بصورة كاملة، لكنها عادت للعمل بعد ان تمت صيانتها من الصفر حتى انها تم تحويلها مقرها الى موقع آخر، ووصفت احتفالهم باليوم العالمي للاذاعة بـ”الفاتر”

لم نحتفل بيوم الاذاعة

لم تتأثر بقية الاذاعات بولايات دارفور كثيراً بتداعيات الحرب بين الجيش والدعم السريع من حيث البنية التحتية، الا انها توقفت عن العمل لأشهر ثم عاودت البث مرة أخرى، لكنها لم تحتفل بهذا اليوم كما هو معتاد فقد مر عليها كغيره من الايام، ويقول الاذاعي حميدة احمد من مدينة الجنينة لراديو دبنقا ان اذاعة ولاية غرب دارفور تعمل هذه الايام بفترتي بث لمدة ساعتين “ساعة صباحية وساعة مسائية” بينما تقلصت ساعات بث اذاعة الفاشر الى ساعتين كذلك في اليوم “ساعة صباحية وساعة مسائية” وبحسب متابعات راديو دبنقا فان اذاعة الفاشر عاودت بثها قبل اقل من شهر بعد توقف دام عدة اشهر بسبب انعدام الوقود وتوقف ميزانيات التسيير وفقاً للمدير العام للهيئة الولائية للإذاعة والتلفزيون عصام الدين محمد حامد.
فيما تحسر مدير عام هيئة الاذاعة والتلفزيون بغرب دارفور نور الدين برقو في حديث لراديو دبنقا على الاوضاع التي آلت لها حال الاذاعات في السودان جراء هذه الحرب، وقال نور الدين- الذي اضطرته الحرب الى اللجوء لدولة تشاد- ان هذا العام كان حزيناً على الشعب السوداني وعلى مواطني ولاية غرب دارفور وعلى محبي الاذاعة بصورة خاصة، حيث لم تحتفل الهيئة الولائية بهذا اليوم العالمي للراديو بسبب تشتت العاملين فيها خارج الولاية اما نزوح او لجوء، مشيراً الى ان 25 فقط من جملة 90 موظفاً هم الآن متواجدين في مدينة الجنينة. وذكر برقو لراديو دبنقا انهم في اذاعة غرب دارفور استطاعوا الاحتفاظ بالمكتبة الصوتية وإرشيف الاذاعة واجهزة البث والارسال التي تعمل الآن.

ويحتفَل العاملون بالاذاعات في العالم في 13 فبراير في كل عام، باليوم العالمي للإذاعة الذي أعلنته يونسكو في عام 2011، بعد أن اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً بموجب قرارها 124/67 المؤرخ 14 يناير 2013م.