هجوم جديد على قرى غرب الفاشر يؤدي لنزوح آلاف المواطنين ـ خاص راديو دبنقا ـ أرشيف

لندن: 1 مايو 2024: راديو دبنقا

تقرير: عمر عبد العزيز

منذ ما يقرب من أسبوع ظلت التحذيرات تتوالى من نشوب معركة وشيكة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور والعاصمة التاريخية كذلك للإقليم، حتى أنه يشار إليها كثيرا باسم “فاشر السلطان”.

وكان على رأس تلك الجهات المحذرة كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والإنسانية، مما يشير إلى عظم الخطر الذي يهدد سكان المدينة إذا ما اندلع القتال.

لكن الصحفي والمحلل السياسي محمد لطيف يقلل من أهمية تلك التحذيرات ويرى أنها ربما لن تجد استجابة تجنب الفاشر المعركة التي بدات تلوح في الافق.

وأشار لطيف إلى أن مثل هذه التحذيرات سبقت معركة مدينة مدني، لكنها لم تمنع من وقوعها وسيطرة الدعم السريع على المدينة.

واعرب عن اعتقاده بان كل القوى الدولية التي تحذر من نشوب معركة في الفاشر لا يملكون الآن كروتا للضغط بالمعني الحرفي للكلمة، مضيفا أنه لا التدخل العسكري المباشر ولا فرض المزيد من العقوبات أمر وارد الآن.

وأضاف أن الموقف “يظل مفتوحا على كل الاحتمالات”.

“ليست مثل نيالا”

يذكر أن الفاشر هي آخر عاصمة من عواصم ولايات دارفور الخمس لا تزال تحت قبضة الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه، بعد أن تمكنت قوات الدعم السريع خلال الأشهر الماضية من السيطرة على كل من نيالا والجنينة والضعين وزالنجي.

ومن حيث العوامل الميدانية التي يمكن أن تشجع الدعم السريع على المضي إلى مهاجمة الفاشر، قال لطيف إن قوات الدعم تتمركز في مليط على بعد اقل من ساعتين من عاصمة ولاية شمال دارفور.

وأضاف أن الدعم السريع كذلك يكاد يحاصر الفاشر من كل مداخل المدينة تقريبا، مما عقد الإمداد اللوجستي للقوات داخلها.

لكنه أضاف أن هناك بالمقابل عناصر ليست في صالح الدعم السريع، مشيرا إلى أن “الفاشر ليست مثل نيالا”، التي “لم تكن بها قوات ضاربة بالحجم المطلوب”.

وتابع قائلا إن الفاشر تتركز داخلها الآن قوات الجيش السوداني وقوات أخرى موالية لها من الحركات المسلحة، مضيفا أن ما يميز هذه القوات “هو أنها تقاتل في حاضنتها، وتقاتل في مدينة معروفة بالنسبة لها جغرافيا واثنيا”.

وأشار إلى أن الفاشر تعتبر “منطقة استراتيجية ذات قيمة عالية، لأن بعض الخبراء يعتبرون أن سقوط الفاشر يعني انتهاء أي دور للحركات المسلحة في دارفور”.

واعتبر أن كل تلك العوامل تعزز دور الجيش والحركات المسلحة في الدفاع بقوة عن مدينة الفاشر.

وشدد لطيف على أن العوامل الميدانية على الأرض، وحدها، هي التي ستحدد ما إذا كانت المعركة في الفاشر قادمة أم لا، مضيفا أن الموقف الحالي مفتوح على كل الاحتمالات.

الفاشر ومصير المفاوضات

ويأتي تصاعد التوتر غير المسبوق في الفاشر، بينما يقترب الموعد المفترض للعودة إلى منبر جدة التفاوضي الذي حدده المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، توم بيريللو بنهاية الاسبوع الأول من شهر مايو الحالي، أي بعد أيام معدودة. 

ووصف لطيف الفاشر بأنها ربما تكون “فرصة معركة كبيرة” للجيش السوداني لتحقيق انتصار عسكري لتعزيز موقفه الميداني قبل التوجه إلى طاولة المفاوضات في جدة هذا الاسبوع.

وأضاف أن هناك من يعتقد أنه في حال نجاح القوات المسلحة في إفشال الهجوم المتوقع من الدعم السريع، فإن ذلك ربما “يعزز موقفها ويدفعها للعودة إلى منبر التفاوض، باعتبار أنها ستكون في موقع أفضل”.

لكنه استدرك قائلا أن هناك من يرى بالمقابل أن تمكن الدعم السريع من اقتحام الفاشر ربما يجعلها غير متحمسة للعودة إلى منبر التفاوض. وتابع قائلا “حتى لو عادت ربما تضع شروطا جديدة، ربما تكون شروطا صعبة غير قابلة للتنفيذ”.

وخلص لطيف إلى أنه “في كل الأحوال، فإن نتيجة معركة الفاشر سيكون لها تأثير مباشر على مصير المفاوضات”.

وبينما يترقب العالم بقلق شديد التطورات الميدانية في مدينة الفاشر وما حولها، يواصل كل طرف حشد قواته وتعزيزها في معركة تتزايد احتمالات نشوبها كل يوم، ويواصل الكثير من السودانيين الدعاء لكي تنجو الفاشر من مصير مدن سودانية أخرى طالتها أيادي الحرب الآثمة.