مباحثات بين رئيس جنوب السودان سلفاكير ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لبحث سبل إنهاء الحرب في السودان يوم الإثنين 4 سبتمبر 2023 - الصورة من صفحة مجلس السيادة الإنتقالي على الفيس بوك

أمستردام : 11 ديسمبر 2025 : راديو دبنقا

نشر جيش جنوب السودان قواته في حقل هجليج النفطي بغرب كردفان في أعقاب اتفاق ثلاثي بين البرهان، و سلفا كير في وقت استبعد وزير النفط الأسبق عادل علي إبراهيم إمكانية استئناف العمل في قطاع النفط مع ظروف الحرب الحالية
في الاثناء وصف الخبير الاقتصادي د. وائل فهمي استيلاء الدعم السريع على حقل هجليج بانه تطور لافت لكنه رأى في ذات أن تأثيره الفعلي على الاقتصاد السوداني يظل محدوداً في ظل الوضع الحالي.

البرهان وسلفاكير وحميدتي

في السياق قال رئيس هيئة أركان جيش دفاع شعب جنوب السودان بول نانق في تصريحات صحفية من داخل حقل هجليج في الأراضي السودانية إن “اتفاقاً ثلاثياً بين سلفا كير والبرهان وحميدتي وراء دخول جيش دفاع شعب جنوب السودان إلى هجليج”.
وأوضح أن الاتفاق نص على انسحاب الجيش وخروج الدعم السريع من المنطقة، وأكد أن الهدف من الاتفاق هو ضمان عدم حدوث تخريب في المنشآت النفطية.
وأشار إلى أن قوات الدعم السريع ستنسحب إلى خارج المنطقة على أن يتولى جيش دفاع شعب جنوب السودان حماية المنشآت من أي تخريب.وأضاف: “الهدف الأساسي هو تحييد حقل هجليج تماماً عن أي عمليات قتالية، وحماية البنية التحتية النفطية من التخريب أو التدمير، لأن هذا الحقل يمثل شريان حياة اقتصادي ليس لجنوب السودان فحسب، بل للسودان أيضاً”. وأوضح أن الاتفاق الثلاثي يلزم جميع الأطراف بضمان استمرار تدفق النفط دون انقطاع، مشدداً على أن قوات جنوب السودان لن تشارك بأي شكل في النزاع الدائر داخل الأراضي السودانية، وأن مهمتها محدودة وواضحة ومحايدة، وهي حماية المنشآت النفطية فقط. وكان الجيش السوداني انسحب في وقت سابق من مواقعه في هجليج بعد أن استولت قوات الدعم السريع عليه، ولجأو إلى جنوب السودان حيث سلموا أسلحتهم

استئناف النفط مستبعد

في السياق استبعد وزير النفط الأسبق عادل علي إبراهيم إمكانية استئناف العمل في قطاع النفط مع ظروف الحرب الحالية، مؤكداً أن عمليات الإنتاج النفطي لا يمكن أن تستمر في ظل وجود السلاح، أياً كانت الجهة التي تحمله.
وقال إبراهيم في مقابلة مع “راديو دبنقا”: ان لامستقبل لعمليات النفط مع البندقية وحتى في أيام السلم لا يُسمح بدخول أي قوة عسكرية إلى مواقع الإنتاج، باستثناء الشرطة أو الحراسات الأمنية الخفيفة عند الضرورة. وتابع قائلا ( أما وجود مجموعات مسلحة معرضة لعدوان من جهات ومسيّرات؛ لا يمكن للنفط أن يعمل في هذه الأجواء نهائياً) وأضاف: “ما لم تتوقف هذه الحرب، فلا مستقبل لقطاع النفط في السودان”.
وأكد وزير النفط الأسبق لراديو دبنقا ان جنوب السودان لديه وضعية خاصة أكثر حساسية من حقول هجليج التابعة لحكومة السودان، لافتاً إلى أن جنوب السودان يعتمد على كميات كبيرة من النفط، أكثر من 60–65 ألف برميل يومياً من الإنتاج تخص حكومة جنوب السودان.

تأثير محدود

من جانبه اعتبر الخبير الاقتصادي د. وائل فهمي أن استيلاء قوات الدعم السريع على حقل هجليج تطوراً لافتاً، لكنه رأى أن تأثيره الفعلي على الاقتصاد السوداني يظل محدوداً في ظل الوضع الحالي.
وقال فهمي لـ”راديودبنقا” إنَّ الاقتصاد السوداني مُنهار عملياً، ولا تعمل منه إلا أجزاء بسيطة مرتبطة بالمجهود الحربي، بينما تعتمد البلاد على الاستيراد في معظم احتياجاتها الأساسية.
وأضاف قائلا: بالتالي فإن النفط، بالنسبة للحكومة، لم يعد يمثل مورداً حيوياً للاستهلاك الداخلي، بل أصبح السودان يعتمد على استيراده أكثر من إنتاجه، مما يجعل أثر السيطرة على هجليج محدوداً على الخزينة العامة.
وأشار إلى أن إيرادات النفط بالنسبة للحكومة باتت هامشية مقارنة بما يحتاجه جنوب السودان الذي يعتمد على النفط كمصدر رئيسي للدخل.

الصين تنسحب

وتضم حقول منطقة هجليج محطة معالجة مركزية لـ 130 ألف برميل من نفط جنوب السودان الذي يُنتج في حقول ولاية الوحدة الجنوبية ويُصدّر عبر الأراضي السودانية، كما تضم نحو 75 حقلاً أهمها مربع 6 وهو الأكبر من حيث الإنتاج.
واستأنف جنوب السودان تصدير النفط عبر الأراضي السودانية في مايو الماضي، بعد توقف دام قرابة عام بسبب الأوضاع الأمنية والعمليات العسكرية في إقليمي كردفان ودارفور.
وكانت شركة البترول الوطنية الصينية (CNPC) قررت إنهاء استثماراتها النفطية في السودان بعد 30 عاماً من الشراكة، على خلفية التدهور الأمني في الحقل الذي تديره بولاية غرب كردفان والذي كان ينتج نحو 65 ألف برميل قبل أن يتراجع إلى 20 ألفاً بسبب الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع منذ 15 أبريل 2025.

Welcome

Install
×