اوضاع انسانية متردية للفارين من اعمال العنف بالنيل الازرق

قال ناشط في مجال العون الإنساني لراديو دبنقا من مدينة الدمازين إن الوضع الإنساني للفارين والمشردين من العنف صعب جدا.

قال ناشط في مجال العون الإنساني لراديو دبنقا من مدينة الدمازين إن الوضع الإنساني للفارين والمشردين من العنف صعب جدا.

وأوضح في مكالمة هاتفية مع راديو دبنقا إن التقديرات الأولية تقول إن حوالي 18 ألف من الرجال والنساء تم ايوائهم في ستة مدارس مختلفة بمدينة الدمازين إضافة لأعداد أخرى من الأطفال قدروا بـ 6 الاف والشباب يقدرون بـ 8 ألاف شاب، وذلك بحسب التقديرات الشخصية للناشط.

وأوضح الناشط أن كل هذه المجاميع تتواجد في مساحة محدودة تتيحها مباني ستة مدارس تزدحم بخليط من الرجال والنساء والعجزة والأطفال. وقال إن الزحام يعيق عملية توزيع الطعام والشراب والمساعدات بشكل عادل.

وأشار إلى ضعف المرافق الصحية والمراحيض المتوفرة وأبدى تخوفه من انتشار الأوبئة ذات العلاقة بتردي صحة البيئة مثل الكوليرا.

وقال إن حصرا آخر يجري للنازحين والمشردين بمدينة الروصيرص الذين تم ايوائهم في منازل المواطنين بواقع كل 10 أو 15 شخص في منزل واحد مع عدم توفر منافع ومراحيض كافية لهذا العدد.

وناشد الشباب من المتطوعين ومنظمات العون الإنساني ومنظمات المجتمع المدني للمساعدة في حصر النازحين وتصنيفهم بشكل يضمن تقديم المعونات لهم بشكل أمثل.

وقال إن هناك حاجة لكادر طبي في تخصصات العظام والجراحة لمساعدة المصابين. وذكر بأنه تم تحويل 20 شخصا من المصابين للخرطوم لتلقي العلاج من جملة 31 مصابا يحتاجون الترحيل لمستشفيات بالمدن الكبيرة.

وبين أنه كلما تقدمت عمليات الحصر يتم اكتشاف حالات إصابة تحتاج التدخل الطبي. كما ناشد المنظمات والخيرين بتوفير الطعام لهذه الجموع من النازحين والمشردين من مساكنهم.

حالات ولادة متعثرة  بالمعسكرات :

من ناحية أخرى قالت الناشطة نهلة البدري من النيل الأزرق لراديو دبنقا إن الأوضاع مأسوية على الرغم من حالة الهدوء التي سادت عقب الاحداث الدامية التي شهدتها ولاية النيل الأزرق.

وقالت نهلة ان أوضاع النساء بالمعسكرات مأساوية وإن معظمهن نساء في سن الإنجاب ونسبتهن تجاوزت 60% وإن هنالك نساء حوامل وايضا أطفال حديثي الولادة. كما شهدت معسكرات الإيواء يوم أمس هنالك حالات كثيرة لنساء في حاجة للنقل إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية.

وذكرت في حديثها لراديو دبنقا أن هناك خمسة حالات ولادة متعثرة. إضافة إلى أطفال حديثي الولادة في حالات حرجة تم نقلهم الي مستشفى الدمازين.

وأشارت إلى حدوث وفيات للنساء والأطفال في خضم احداث العنف جاري حصرها الآن. كما أشارت لوجود مفقودين لا تعرف أماكنهم حتى الآن وناشدت منظمات العمل الإنساني والمعنية ومنظمات المجتمع المدني بالتدخل العاجل بتوفير الخدمات الصحية للنساء والأطفال.

الحرية والتغيير تدين :

وفي السياق حمل المكتب التنفيذي للحرية والتغيير السلطة الانقلابية مسئولية الجرائم التي حدثت في الصدامات القبلية بالنيل الأزرق وكسلا وغيرها من المناطق.

وقالت قوى الحرية والتغيير في بيان صادر يوم الثلاثاء 19 يوليو إن هذه الجرائم تكشف خطر استمرار هذا الانقلاب على وحدة البلاد وأمنها وتماسكها وحياة أهلها.

وأشارت إلى أن هنالك جذور تاريخية لهذه الاحداث، إلا أن قدح شرارتها ومفاقمتها يجد أصله في غياب المشروع الوطني لدى سلطة الانقلاب الفاقدة لأي سند سياسي شعبي.

وقال البيان إن المكتب التنفيذي قرر إرسال وفد قيادي انساني سياسي بصورة عاجلة للنيل الازرق، للوقوف على الاحداث على الارض والتضامن مع الضحايا والمساهمة في علاجهم واسنادهم والتواصل مع كافة مكونات الولاية لوضع حد للاقتتال.

ودعت مكونات الشعب السوداني السياسية والاهلية والدينية والثقافية لتكوين اوسع جبهة للتصدي لمخططات تفتيت البلاد وإثارة خطاب الكراهية بين مكوناتها، وسيعقد اجتماع موسع بهذا الشان مساء يوم الاربعاء.

وقال البيان الصادر من الحرية والتغيير إن المكتب التنفيذي تابع المبادرة التي تقدمت بها الكيانات المهنية واللجان التسييرية التي طرحت مذكرة مفصلة تسعى لتنحي السلطة الانقلابية وتستهدف توقيع اكبر قطاعات من القوى المناهضة للانقلاب عليها، وأن قوى الحرية والتغيير قررت التوقيع عليها والعمل على انجاحها.

تعزيزات امنية :

وصلت لولايتي النيل الأزرق وكسلا وعبر طيران الشرطة تعزيزات أمنية من قوات الاحتياطي المركزي للمناطق التي شهدت بعض النزاعات والأحداث بتلك الولايات وذلك في إطار توجيهات لجنة الامن والدفاع بإرسال تعزيزات عسكرية لتلك المناطق.

وقالت وكالة السودان للأنباء التي أوردت الخبر، إن رئاسة قوات الشرطة أمرت بإرسال هذه القوات التي وصلت في زمن قياسي وباشرت مهامها فور وصولها حيث ساهمت في إعادة الأمور الي نصابها وتحقيق الأمن والاستقرار في تلك الولايات مما عزز من استتباب الأمن وسط المواطنين وفرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون.