الهادي ادريس : (3) جيوش في الفاشر والمجاعة تحاصر المدينة ودارفور والمطلوب ممرات آمنة

د.الهادي إدريس في مقابلة مع راديو دبنقا عبر برنامج ملفات سودانية
المطلوب الان خروج الجيش والدعم السريع من الفاشر والاشتباكات بينهما يجب ان تتم خارج المدينة.
المجاعة أصبحت واقعا على الأرض ودارفور مقبلة على كارثة إنسانية كبرى
تصريحات قائد الجيش برفض إيصال الاغاثة لمناطق سيطرة الدعم غير مسؤولة

الفاشر : ام ستردام : 5 مارس 2024 : ( راديو دبنقا )

وصف الدكتور الهادي إدريس، رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي ورئيس الجبهة الثورية، الأوضاع الأمنية في مدينة الفاشر بأنها صعبة. وقال الهادي في مقابلة مع راديو دبنقا عبر برنامج ملفات سودانية يبث مساء الأربعاء 6 مارس أن هناك ثلاث جيوش تتواجد في مدينة الفاشر. حيث تتواجد في جزء من المدينة قوات حركات الكفاح المسلح، فيما يتركز وجود الجيش السوداني حول مقر الفرقة السادسة مشاة، بينما تتواجد قوات الدعم السريع في المناطق الشمالية والشرقية لمدينة الفاشر. ونوه رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي إلى حدوث مناوشات من وقت لآخر بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع يسقط ضحيتها للأسف المواطنين وخصوصا النازحين. وحتى في المعسكرات الكبيرة مثل معسكر أبوجا ومعسكر نيفاشا تتواجد عناصر تنتمي لقوات الدعم السريع وعناصر من المستنفرين تابعة للجيش. وعندما تحدث الاشتباكات تتساقط القذائف والدانات على منازل المدنيين ويقتل أعداد من المواطنين وكانت آخر هذه الاشتباكات قد حدثت قبل 3 أيام.

تنتفي المسؤولية مع تعدد الجيوش

واعتبر الدكتور الهادي إدريس أن تواجد طرفي النزاع في الفاشر يمثل خطر كبير على حياة المواطنين، كما أن تعدد الجيوش يعني غياب جهة موحدة تحتكر العنف وبالتالي تنتفي المسؤولية. وأشار في حديثه لبرنامج ملفات سودانية إلى أنه قبل يومين تم اغتيال الصحفي المعروف خالد بلل بدم بارد في منزله ولم تعرف الجهة التي اغتالته. هذا مجرد مثال لأن هناك عدد من الأحداث التي وقعت وسقط فيها ضحايا ولم يعرف من المتسبب فيها. وذكر أنه طالب أكثر من مرة مع زميله الطاهر حجر، رئيس تجمع قوى تحرير السودان، بخروج الجيش والدعم السريع من مدينة الفاشر وأن تتولى حركات الكفاح المسلح إدارة المدينة من ناحية الأمنية. مؤكدا أن ذلك سيقود إلى احتكار جهة وحيدة للعنف في مدينة الفاشر بما يسمح بتحديد المسؤوليات في حالة وقوع أحداث مثل جريمة اغتيال الصحفي.
وأكد الهادي في المقابلة مع دبنقا أنهم متمسكين بمطلب خروج طرفي الحرب من الفاشر وأن تتم الاشتباكات بينهما خارج المدينة. ولا يوجد أي مبرر أخلاقي يسمح لهما بالقتال بشكل يومي داخل المعسكرات ويقتل المدنيين الأبرياء، فيما تظل القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح تتفرج على هذا الوضع. وتابع ( هذا الوضع وضع مختل وبالتالي الأوضاع الأمنية صعبة في مدينة الفاشر بشكل خاص وفي بقية دارفور أيضا ولكن مدينة الفاشر هي المدينة الوحيدة التي تتمركز بداخلها 3 جيوش. )

مقبلون على كارثة إنسانية كبرى

وعلى صعيد الوضع الإنساني، أكد رئيس الجبهة الثورية أن المجاعة أصبحت واقعا على الأرض وأن أبسط مقومات الحياة لم تعد متوفرة. حيث لم يتمكن المزارعون من زراعة أرضهم وتوقف الموظفون عن تلقي مرتباتهم وجميع المدن محاصرة ومغلقة وليس هناك أي إمدادات من المواد الغذائية التي حتى لو توفرت فإن المواطن ليس لديه القدرة على شرائها. واكد في المقابلة مع دبنقا عبر برنامج ملفات سودانية ان المجاعة الآن أصبحت واقع ولكن نتوقع أن تحدث كارثة إنسانية خلال الأسابيع القادمة. واضاف ( لهذا السبب طرحنا في الأيام الماضية من مدينة الفاشر مبادرة لفتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة للمواطنين.)

تصريحات غير مسؤولة لقائد الجيش

وعبر الدكتور الهادي إدريس عن أسفه لتصريحات قائد الجيش التي رفض فيها إيصال المساعدات الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، واعتبر أن ذلك يعكس عقلية من يديرون هذه الحرب وعدم توفر أي إحساس لديهم تجاه مواطنيهم.واضاف ( المواطن الموجود في نيالا أو الجنينة أو زالنجي ليس هو السبب في سقوط هذه المدن تحت سيطرة قوات الدعم السريع، بل وجد هؤلاء المواطنين أنفسهم في داخل مناطق أصبحت تحت سيطرة الدعم السريع بعد انسحاب الجيش.) وتابع قائلا ( هذا يطرح السؤال عن لماذا يعاقب القائد العام للقوات المسلحة المواطن، ونرى أن مثل هذه التصريحات غير جادة وغير مسؤولة. )

تعقيدات في بورتسودان

وأشار رئيس حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي في المقابلة مع راديو دبنقا إلى أنهم متواجدين على الأرض بسبب هذه الأوضاع وهم يتحدثون مع عدد من المنظمات بشأن استعداد حركات الكفاح المسلح للتعاون معها لإيصال المساعدات الإنسانية عن طريق تشاد أو عن طريق جنوب السودان. ونوه إلى أن بورتسودان أصبحت مشكلة كبيرة حيث تشكو المنظمات من تعقيد الإجراءات الإدارية وصعوبة الحصول على تأشيرات الدخول. كما تعاني المنظمات من تكدس الإغاثة والأدوية حتى في حال وصولها.

الممرات الإنسانية ضرورة ملحة

وعبر الدكتور الهادي إدريس عن أمله في أن تنجح مبادرة فتح الممرات الإنسانية للحيلولة دون الوصول إلى أوضاع كارثية بعد أن أصبحت المجاعة واقعا معاشا. وأشار إلى أن ذلك يطمئن المنظمات لجهة توفر معابر جديدة يمكن الخول منها والوصول للمحتاجين. وتقدم رئيس الجبهة الثورية بالشكر لكل المنظمات وفي مقدمتها منظمات الأمم المتحدة وأطباء بلا حدود وغيرها التي تقدم ما في وسعها للمواطن بالرغم من القيود التي تفرضها حكومة بورتسودان لتعطيل عمل المنظمات.وأكد الدكتور الهادي إدريس في ختام المقابلة مع راديو دبنقا أنه وبتعاون القوة المشتركة، يمكن الاستفادة في الأيام القادمة من المنفذ الغربي ويمكن إدخال مواد الإغاثة عبر تشاد إلى مختلف أنحاء دارفور حتى نتمكن من إنقاذ من بقوا أحياء بعد اندلاع هذه الحرب.