النازحون في طويلة والدبة : معاناة لا تطاق

امستردام :10 اكتوبر 2025 :راديو دبنقا

قال أحد الناشطين من سكان مدينة الفاشر، ، إن المدينة ما تزال تعيش أوضاعاً إنسانية معقدة رغم التحسن النسبي في الأوضاع الأمنية خلال الأيام الماضية. في وقت وصل أكثر من 5 آلاف نازح من الفاشر إلى طويلة خلال أسبوع واحد فقط في الاثناء ارتفعت أعداد النازحين من الفارين من دارفور وكردفان في محلية الدبة بالولاية الشمالية إلى 57 ألف نازح

وقال ناشط من الفاشر لـ”راديو دبنقا” أن “المدينة تبدو شبه خالية، باستثناء الحركة الدؤوبة لعدد من المنظمات التي وفدت من مناطق متفرقة مثل زالنجي وغيرها”.وأشار إلى أن أعداداً كبيرة من المنظمات الإنسانية توافدت إلى الفاشر في الفترة الأخيرة، وتعمل حالياً في مجالات متعددة، بينها منظمات طبية ونفسية، إلى جانب منظمات أخرى تقدم المساعدات الغذائية والملابس وغيرها من الاحتياجات الأساسية.

الحركة محدودة داخل الفاشر

وحول الحركة داخل مدينة الفاشر أوضح الناشط أن الحركة داخل المدينة محدودة جداً، خصوصاً في الأحياء، وأوضح أن الجهات الأمنية عزت ذلك إلى تعدد المناطق التي تمت زراعتها بالألغام، الأمر الذي جعل التنقل مقتصراً على طرق محددة ومسارات آمنة تم فتحها خصيصاً لتسهيل الحركة، في حين ما زالت المدينة بحاجة إلى دعم تقني وجهود هندسية لإزالة الألغام بشكل كامل.
وبيّن أن مراكز الإيواء داخل المدينة ما تزال توفر خدمات الرعاية الصحية والطبية، إضافة إلى المأكل والمشرب للنازحين
وفي الولاية الشمالية ارتفعت أعداد النازحين من الفارين من دارفور وكردفان في محلية الدبة بالولاية الشمالية إلى 57 ألف نازح. ووصل حتي الان أكثر من 500 أسرة من مدينة بارا بولاية شمال كردفان إلى الدبة، جري نقلهم إلى المخيم الرئيسي في العفاض شرق الدبة. وقال مسؤول محلي بالولاية الشمالية أن السلطات تتعامل حاليا مع 4 أماكن لإيواء النازحين في محلية الدبة، وتضم هذه الأماكن آلاف النازحين. وروي النازحون القادمون الى الدبة قصصا مأساوية عن فقدان أفراد من أسرهم بين قتلى وأسرى لدى قوات الدعم السريع، وسط مشاهد صادمة للجثث في الطرقات

انفجاران في نيالا

وفي جنوب دارفور تعرضت مدينة نيالا أمس لانفجارين وقعا في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة، دون وقوع خسائر في الأرواح أو الممتلكات. وقال شهود عيان لراديو دبنقا إن الانفجارين حدثا خارج المدينة ونفي ما تداولتها بعض الوسائط من أنباء عن استهداف مطار نيالا وطائرة داخله، مؤكدا أن المطار لم يتعرض لأي قصف أو أضرار. مشيرا الي ان الاستهداف كان من الناحية الشرقية للمدينة، ولم يسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية.

30 مليون سوداني في حاجة لمساعدات

الى ذلك ذلك قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام إن حجم الأزمة الإنسانية كارثي في السودان، حيث يحتاج 30 مليون سوداني إلى المساعدات الإنسانية في ظل أكبر أزمة نزوح على مستوى العالم. وأشار إلى أن النازحين وصلوا إلى درجة من المعاناة تجعلهم يستخدمون ملابسهم كخيام في الليل ويرتدونها نهارا، في مشهد يعكس فقدانهم لأبسط مقومات الحياة. وشدد المتحدث باسم الصليب الأحمر على أن السودان ليس مجرد أرقام بل قصص إنسانية مؤلمة تحكي معاناة حقيقية.

وضع مأساوي لنازحي الفاشر بطويلة

في السياق أكدت منظمة “أطباء بلا حدود” أن النازحين من الفاشر يصلون إلى منطقة “طويلة” في حالة مأساوية. وقالت رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود بالسودان ألين سيرين إن النازحين من مدينة الفاشر يصلون إلى منطقة طويلة في حالة مأساوية ويعانون من أوضاع بالغة السوء. وأوضحت أن فرق المنظمة لا تستطيع الوصول إلى مدينة الفاشر لتقييم الوضع هناك.وأفادت بأن أكثر من 5 آلاف نازح وصلوا إلى طويلة خلال أسبوع واحد فقط، مشيرة إلى أن جميع الأطفال الذين وصلوا يعانون من سوء التغذية، وأكثر من 50% منهم في حالة حرجة.