نيروبي: الجمعة 15 مارس 2024: راديو دبنقا

تقرير: أشرف عبد العزيز

   لعبت المسيرات الإيرانية (مهاجر 6) دوراً مهماً في تقدم القوات المسلحة بمنطقة أمدرمان القديمة وصولاً لمباني الإذاعة والتلفزيون، وبحسب مصادر عسكرية مثلت (المسيرات) عاملاً حاسماً في معركة الإذاعة.

ونقلت وكالة “بلومبرغ”، في يناير الماضي عن ثلاثة مسؤولين غربيين، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، القول إن السودان تلقى شحنات من طائرة “مهاجر 6” وهي طائرة مسيرة مزودة بمحرك واحد، تم تصنيعها في إيران بواسطة شركة القدس للصناعات الجوية وتحمل ذخائر موجهة بدقة.

وأكد محللون دققوا في صور أقمار اصطناعية وجود الطائرة المسيرة في السودان، بحسب بلومبرغ. (راديو دبنقا) وقف على فعالية المسيرات في حرب السودان وهل ستقلب المعادلة وتمكن الجيش من هزيمة قوات الدعم السريع والسيطرة من جديد على كل الحاميات التي احتلتها خلال الحرب الدائرة في السودان منذ 15 أبريل الماضي.

صور الأقمار الصناعية:

 قال الخبير الهولندي في مجال الطائرات المسيرة ويم زويغنبرغ  لـ(بلومبيرغ): إن من بين الأدلة التي تثبت وجود طائرة “مهاجر 6” في السودان، صورة أقمار اصطناعية التقطت في 9 يناير للطائرة في قاعدة وادي سيدنا الجوية شمال العاصمة الخرطوم.

وأضاف زويغنبرغ أن جناحي الطائرة الظاهران في الصورة يتطابقان فقط مع طائرة “مهاجر 6”. كما حدد الخبير أيضا وجود هوائي لاسلكي من مركز تحكم داخل شاحنة في مهبط الطائرات باعتباره مشهدا شائعا حيث يتم تشغيل طائرة “مهاجر 6”. وقال إن اللقطات التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي لحطام طائرة صغيرة أسقطها مسلحو قوات الدعم السريع في يناير أظهرت بوضوح بقايا ذيل الطائرة المسيرة. كما أكد محلل الاستخبارات جاكوب جانوفسكي أن خصائص الطائرة المسيرة الظاهرة في صور الأقمار الاصطناعية تتطابق تماما مع خصائص “مهاجر-6”.

طراز متقدم من الطيران المسير:

الخبير العسكري العميد (م) د. جمال الشهيد قال لـ(راديو دبنقا): ” تعتبر الطائرات المسيرة من أكبر الإنجازات التي تحققت في الآونة الأخيرة في مجال الصناعات الدفاعية والأمنية”، حيث ظهرت من زمن بعيد، ولكن البداية كانت تقليدية حتى في بعض الدول المتقدمة تقنياً وتكنولوجياً مثل (أمريكيا وروسيا والصين واليابان والكوريتين الشمالية والجنوبية)، وأضاف كانت للطيران المسير استخدامات متعددة مثل الاستطلاع والتصوير والتجسس في إطار حرب المعلوماتية ، وكان في البداية محتكراً لتلك الدول المتقدمة، ولكن لاحقاً مع تطور عجلة الإنتاج اكتفت تلك الدول ذاتياً في مختلف مجالات الحياة ومن ضمنها مجال الصناعات الدفاعية والأمنية، وبدأ  الطيران المسير يظهر في السوق العالمية، خاصة في المجال الحيوي لكل دولة من تلك الدول العظمي (المقصود بالمجال الحيوي هو الدولة العظمي والدول الأخرى المتحالفة معها).

وأردف الشهيد المجال الحيوي عندنا في القوات المسلحة يعني الدولة ومصالحها سواءً كان ذلك داخل الدولة أو الدول الأخرى، مثلا الدول الفرانكفونية مرجعيتها فرنسا، والانجلوساكسونية مرجعيتها انجلترا، وتعمل الدول الكبرى في إطار المصالح على تزويد حلفائها بالطائرات المسيرة.

وقال د. جمال : “في السودان دخلت الأسلحة المسيرة عندنا منذ الثمانينات ومنها على سبيل المثال (الميلان) و(الميتس) ولاحقاً استخدمنا المسيرات في الاستطلاع والتصوير وحالياً القوات المسلحة تستخدم الطيران المسير بكفاءة عالية وفعالية حققت كثير من الأهداف في معركة الكرامة الوطنية”، وأضاف من ميزة الطيران المسير أنه يستطلع ويضرب ويصور نتائج الضرب، وقلل الطيران المسير من خسائر القوات المسلحة مقارنة بخسائر العدو المزود بسلاح متطور ومرتزقة من خارج البلاد، ولقد ضبطنا في معركة الإذاعة منصات تثبت حيازة الدعم السريع على أسلحة متطورة لم تتوفر لدى الجيش.

وقال العميد (م) جمال : “النجاح والنصر الكبير في معركة الإذاعة له أسباب وهو لا يأتي من فراغ فهناك تخطيط مسبق للمعركة وتضييق الخناق على العدو، ولأننا نقاتل في مناطق سكنية اختلف المسرح من السابق حيث كنا نقاتل في الأحراش ولذلك استخدم الجيش خطط بديلة متطورة عزلت العدو في الإذاعة والتلفزيون بعد تطويقه لفترة طويلة وبذلك استطاع احكام السيطرة” وأضاف عندما تحركت قوة من الدعم السريع نحو الإذاعة تم تدميرها بواسطة الطيران المسير فلقد تم تدمير 38 عربية من 40، فالضربة التي تلقتها قوات الدعم السريع في معركة الإذاعة لم تتلقاها من قبل، وبالتالي الانتصار جاء نتيجة جهود متكاملة وتنسيق بين جميع القوات (جيش – أمن – حركات مسلحة – مقاومة شعبية)، والآن السودان يمتلك أنواع متقدمة من الطيران المسير تستطيع أن تحلق في مسافة 85 كيلومتر، المعركة الآن أصبحت مكشوفة والجيش يملك زمام المبادرة.

علاقات مكلفة

 وفي السياق ذاته قال خبير عسكري لـ(راديو دبنقا) فضل حجب اسمه: إنه “وبعد حرب ١٥ أبريل أكدت تقارير ومعلومات وأدلة بأن ايران تقوم بتزويد الجيش السوداني بطائرات مسيّرة، وأن السودان تلقى شحنات من طائرة “مهاجر 6″، وأبابيل، ومهاجر 4، وأضاف أن إيران اشترطت لدعم القوات المسلحة عدم مقاتلة الحوثيين، والعمل على توفير السلاح لمجموعات متطرفة لضرب  الجنرال حفتر في ليبيا فضلاً عن إقامة قاعدة عسكرية في البحر الاحمر، وأشار الخبير إلى أنه في العام 2012  أرسلت إيران معدات نووية متطورة بينها أجهزة طرد مركزي للسودان ما جعل كثير من المراقبين يتحدثون عن أن إيران تعتزم أيضاً في اطار الصفقة اعادة انشاء مركز تخصيب يورانيوم في منطقة شمال الخرطوم.

ويرى مدير مشروع القرن الأفريقي في مجموعة الأزمات الدولية آلان بوسويل أن استعادة طهران لحليف في السودان، خاصة على طول البحر الأحمر، سيكون بمثابة فوز كبير لإيران، ولكنه سيثير قلق القوى الإقليمية والغربية الأخرى، كما يسلط الضوء على أهمية ساحل السودان على البحر الأحمر الذي يبلغ طوله نحو 640 كيلومتر، حيث تتنافس دول مثل الصين وروسيا وتركيا من أجل الوصول إليه.