نازحون من جبال النوبة نحو جنوب السودان - المصدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

كادقلي : كاودا : 12ديسمبر 2023 : راديو دبنقا

تقرير: أمين رمضان

يعاني مواطنو المناطق الواقعة تحت سيطرة الحركة الشعبية قيادة الحلو بجبال النوبة من أوضاع إنسانية حرجة.

وكشفت المنظمة السودانية للإغاثة وإعادة التعمير (سارا) التابعة للحركة الشعبية لتحرير السودان، قيادة الحلو المعنية بشئون النازحين بمناطق سيطرة الحركة الشعبية عن استضافتها ل (131.682) مواطنا فروا اليها من الخرطوم ومدن أخرى بسبب الحرب التي اندلعت بين الجيش والدعم في 15ابريل الماضي.

وبحسب منظمة سارا فإن كل هؤلاء لديهم احتياجات إنسانية ملحة جداً هي المواد الغذائية، والدواء وتوفير مصادر مياه الشرب إضافة إلى المسكن.

وأشارت المنظمة إلى ان (86.886) شخصا وصلوا إلى محليات هيبان، ام دورين، توبو، غرب كادوقلى، تلودى والريف الشرقي. بينما وصل (44796) آخرين إلى محليات هبيلا، السنوط، لقاوة، الدلنج، ابوجبيهة، ويرنا، العباسية ورشاد.

 وكشف احمد الناجي محافظ محلية تلودى جانب الحركة عن أوضاع إنسانية بالغة التعقيد تواجه حوالي (70) ألف شخص في مناطق سيطرتها بالمحلية.

وأوضح الناجي إن مناطق حجر بيئة، الدكة وكدبارا التابعة لوحدة إدارية ام دحيليب بمحلية تلودى تعاني من نقص حاد في الأغذية. وارجع ذلك إلى الزيادة الكبيرة في عدد النازحين القادمين من المناطق التي تشهد معارك بين الجيش والدعم السريع.

وقال فشل الموسم الزراعي لهذا العام نتيجة لقلة الأمطار وتزامن الموسم مع اندلاع الحرب في الولاية إضافة الى افة الجراد التي غزت المنطقة يفاقم المعاناة الانسانية للفارين من الحرب، منبها إلى ندرة السلع الأساسية في المنطقة بسبب انقطاع الطرق جراء الحرب، الأمر الذي ضاعف من أسعارها.

وقال مصدر لراديو دبنقا إن سكان مناطق سيطرة الحركة الشعبية بالريف الشرقي والجنوبي لكادوقلى يعانون من أوضاع إنسانية بالغة التعقيد.

وأوضح إن تلك المناطق تعاني من نقص حاد في الغذاء والأدوية، خاصة في الريف الجنوبي، مشيرا الى إن توقف أسواق السلام التي كانت تغذى تلك المناطق بالسلع الأساسية أثر بشكل كبير على الأوضاع الإنسانية.

محليات الدلنج الكبرى (الدلنج، هبيلا ودلامي):

شهدت مدينة الدلنج خلال هذا الاسبوع استقراراً أمنياً واضحاً بعد المواجهات الأخيرة بين الجيش الشعبي والدعم السريع التي خلفت عدد من الضحايا ونزوح كبير للمدنيين:

مدينة كادوقلى:

تشهد مدينة كادوقلى عاصمة ولاية جنوب كردفان اوضاعاً انسانية كارثية. وكشفت سيدة تحدثت لراديو دبنقا من كادوقلي عن شح كبير في الذرة التي تعتبر المحصول الاستراتيجي في المنطقة، حيث يعتمد عليه أغلب سكان المنطقة في الغذاء. وأوضحت ان أغلب الاسر لا تستطيع تتناول وجبتين في اليوم، كما وأشارت الى ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية التي تأتي من دولة جنوب السودان عبر سوق النعام الحدودية، حيث بلغ سعر الملوة (3) ألف جنيه، حيث لا تستطيع اغلب الاسر شرائها، خاصة مع توقف الرواتب لعدة أشهر.

نازحو كادوقلى:

يعيش آلاف من نازح بمدينة كادوقلى أوضاع إنسانية كارثية. وقال مصدر لراديو دبنقا إن المدينة بها ثلاثة فئات من النازحين هم النازحون الى المدينة بسبب الحرب بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم والأبيض واغلبهم مستضافين مع اسر في احياء المدينة، النازحون من أطراف كادوقلى بسبب الحرب بين الجيش والحركة الشعبية وهؤلاء تستضيفهم مراكز الايواء في المدارس إضافة الى نازحي مدينة لقاوة المستضافون في المجمع شمال المدينة. وكشف المصدر عن أوضاع إنسانية متردية يعشيها النازحين بمختلف الفئات، حيث لم تصلهم أي مساعدات إنسانية منذ وصولهم الى المدينة عدا نازحي لقاوة الذين تلقوا القليل من المساعدات. واوضح إن سكان ونازحي المدينة يعانون على حد سواء يعيشون أوضاع صحية حرجة بسبب النقص الحاد في الادوية، خاصة الادوية الخاصة بالأمراض المزمنة كالضغط والسكرى، وأشار الى إن أغلب المرضى يتحصلون على الادوية من السوق السوداء وبأسعار باهظة.

المحليات الشرقية:

كذلك يعيش سكان المحليات الشرقية من ولاية جنوب كردفان (قدير، رشاد، التضامن ابوكرشولا والعباسية) أوضاع إنسانية وأمنية حرجة. وقال مصدر لراديو دبنقا من مدينة رشاد إن سكان محلية رشاد يعيشون أوضاع اقتصادية متردية على الرغم من توفر السلع الأساسية في الأسواق. وأوضح إن السلع المتوفرة في الأسواق باهظة الثمن لا يستطيع أغلب المواطنين شرائها وذلك لانعدام السيولة.

وأشار كذلك الى تردي مريع في الأمن في المحليات الشرقية. وأرجع ذلك الى الأسلحة والذخائر التي دخلت المنطقة بكميات كبيرة مع بداية الحرب، وأشار الى حوادث نهب وقتل شهدتها المنطقة راح ضحيتها عدد كبير من الأبرياء.

وكشف عن استضافة المحلية حوالي (600) اسرة فرت الى المحلية بسبب الحرب في الخرطوم والأبيض. وذكر المصدر ان التحدي الأكبر الذي يواجه النازحين هو نقص الغذاء والدواء.

تسيطر الحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة الحلو على المناطق الجنوبية من جبال النوبة منذ العام ٢٠١١ وتتخذ من مدينة كاودا عاصمة لها، ويعيش في المنطقة حوالى مليون نسمة حسب تقديرات الحركة.