المركز الافريقي يدعو للتوقف عن استهداف المدافعين عن حقوق الانسان في السودان

غلاف تقرير المركز الافريقي لدراسات السلام والعدالة
أمستردام: 1 سبتمبر 2025:راديو دبنقا
كشف المركز الافريقي لدراسات السلام والعدالة عن تعرض المدافعين عن حقوق الإنسان لانتهاكات واسعة تشمل القتل والاعتقال والاختفاء القسري داعيا أطراف النزاع للوقف الفوري لاستهداف المدافعين
مع استمرار الحرب في السودان للعام الثالث يتعرض المدافعون عن حقوق الإنسان، بمن فيهم المحامون، الأطباء، المتطوعون، والعاملون في المجالين الإنساني والصحي، إلى انتهاكات واسعة النطاق شملت القتل، الاعتقال، التعذيب، التهجير القسري، والتحرش، وسط انهيار مؤسسات الدولة وغياب سيادة القانون.
وأكد المركز الافريقي لدراسات السلام والعدالة في تقرير إنه وثق لحوادث قتل متعمد واعتقالات تعسفية واختفاء قسري وترهيب ومضايقات بجانب استغلال القانون كأداة للقمع كما تعرضت المدافعات عن حقوق الإنسان للعنف الجنسي، التهديد بالسجن، الابتزاز.
وأشار التقرير إلى توثيق حوادث قتل متعمد لعدد من المحامين والنشطاء، خاصة في دارفور والخرطوم، عقب تلقيهم تهديدات مسبقة من قوات الدعم السريع. كما استهدفت هذه العمليات قيادات في العمل القانوني والإنساني بهدف تعطيل الخدمات الإنسانية وكسر المجتمع المدني.
كما شهدت عدة ولايات حملات اعتقال جماعية طالت متطوعين وأطباء وصحفيين وحقوقيين، دون أوامر قضائية، واحتُجز العديد منهم في أماكن غير معلومة، وأُخضع بعضهم للتعذيب النفسي والجسدي، وأُجبروا على الإدلاء باعترافات ملفقة.
وشملت الممارسات ضد النشطاء المراقبة المستمرة، التهديد بالقتل، التشهير عبر الإعلام ومواقع التواصل، واقتحام مقار عمل إنساني، ما أجبر العديد على وقف أو إخفاء أنشطتهم.
كما تعرّضت نساء ناشطات للعنف الجنسي، التهديد بالسجن، الابتزاز، ومحاولات إسكاتهن عبر الملاحقة القانونية والإعلامية، فضلاً عن فقدان الأمان الشخصي، مما أدى إلى تهجير بعضهن قسريًا خارج البلاد.
وأشار التقرير إلى رفع قضايا ملفقة ذات طابع سياسي،ضد العديد من المدافعين وتم احتجازهم لفترات طويلة دون محاكمة، في مخالفة صريحة للمواثيق الدولية المتعلقة بالمحاكمة العادلة.
وأوضح إن الاستهداف الممنهج أدى إلى إرهاق نفسي واسع، تشتت أسر، توقف أعمال إنسانية، وفقدان مصادر دخل خاصة للمتطوعين في القطاع الصحي والحقوقي.
شهادات
ناشط من الجزيرة: “هددنا أحد الضباط بأننا إذا نشرنا أي معلومة سنختفي ولن نرى عائلاتنا مجددًا، ما أجبرنا على العمل بسرية تامة.”
محامية: “تعرضت لبلاغات كيدية، وتهديد عبر الإنتربول بهدف إسكات صوتي بعد توثيق جرائم بحق المدنيين.”
ناشطة من الخرطوم: “اقتحمت قوات الدعم السريع منزلي واعتدت عليّ لفظيًا وجسديًا أمام أطفالي، ما دفعني للهروب خارج السودان.”
توصيات
أوصى التقرير بالتوقف الفوري عن استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان، وضمان حمايتهم وتيسير وصولهم الآمن لمناطق عملهم.
كما دعا المنظمات بتوفير الدعم النفسي والمادي للمدافعين المهددين، وتعزيز آليات الرصد والتوثيق، وتقديم التدريب في الأمن الرقمي والسلامة الشخصية.
كما دعا المجتمع الدولي للضغط على الأطراف المتحاربة لاحترام القانون الدولي الإنساني، وإدراج أوضاع المدافعين ضمن التقارير والقرارات الأممية ذات الصلة.