ليني كينزلي ـ المتحدثة الرسمية باسم برنامج الغذاء العالمي

بورسودان : دبي : 15 ديسمبر 2023 : راديو دبنقا

سليمان سري

بدأت منظمات الأمم المتحدة ووكالاتها في السودان توجيه نداء للمانحين لتوفير الدعم اللازم، لمواجهة شبح المجاعة الذي يلوح في الأفق في كل ولايات السودان. وناشد اليونسيف للحصول على 840 مليون دولار لإنقاذ حياة 8 ملايين طفل في السودان خلال العام 2024..

بينما طلبت منظمة الأغذية والزراعة بشكل عاجل مبلغ 75,4 مليون دولار، من أجل تحسين الإنتاج الزراعي المحلي.

ووضعت الحرب في السودان المنظنمات الإنسانية أمام تحدٍ كبير مابين البحث عن توفير التمويل على المدى الطويل لسد العجز في الاحتياجات الإنسانية لمواجهة مجاعة وشيكة تهدد حياة أكثر من 18 مليون فرد، ومابين توصيل المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة في ظل عدم استجابة طرفي الحرب، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتنصلهما عن مسؤوليتهما في حماية المدنيين وتأمين عمال الإغاثة لتوصيل المساعدات، أو فتح مسارات آمنة تمكنهم من القيام بواجبهم.مع فشل كل الهدن الموقعة بين الطرفين خلال 8 أشهر مع عدم نية الطرفين أصلًا في الجلوس للتفاوض، ما يزيد المخاوف من استمرار القتال ومعاناة المدنيين العزَّل الذين يعيشون تحت الحصار، تستهدفهم قذائف قوات الدعم السريع والقصف الجوى المتواصل من قبل الجيش السوداني.


برنامج الغذاء العالمي يحذر:

حذر برنامج الغذاء العالمي من خطر كارثة المجاعة في السودان الذي يعاني من النزاع ، حال لم يتم توفير مساعدات غذائية طارئة. وعبرعن قلقه الشديد بسبب السرعة التي إنتشر بها الجوع في العام، مناشدًا طرفي النزاع بالسماح له بتوفير ممرات آمنة ومنحه أذونات لتوصيل المساعدات دون قيد أو شرط.
وقالت إنَّ هنالك أجزاء من مناطق الحرب في السودان مهددة بخطر المجاعة بصورة كبيرة في فترة الجفاف. إذا لم يتمكن البرنامج من توسيع عملياته لتوزيع الغذاء وتوفيره بصورة منتظمة للاشخاص.

وعبر البرنامج في بيان صادر، الخميس، عن استيائه من ما يشهده السودان الذي كان يوصف بانه سلة غذاء شرق افريقيا لكنه الآن يعاني من حالة مجاعة عميقة بسبب النزاع في البلاد والذي يقارب شهره الثامن.

ويشير برنامج الغذاء العالمي إلى دراسة تحليل الأمن الغذائي توضح بأن هناك درجة عالية من الجوع تم تسجيلها في فترة الحصاد بين اكتوبر وفبراير وهي فترة يتوفر فيها الغذاء في العادة.

ونبه إلى أنه إذا لم تتم زيادة كبيرة في توفير الغذاء في مناطق النزاع الساخنة “دارفور وكردفان والخرطوم” فإنها سوف تشهد مجاعة كارثية في فترة في فترة الجفاف في  مايو القادم وهو ما يعرف بالمرحلة الخامسة حسب التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.


مناشدة لمنح أذونات مرور:

وناشد برنامج الغذاء العالمي جميع أطراف النزاع لمنحه اذونات مرور لأهداف إنسانية والوصول بلا عوائق للمحتاجين، حتي يتم تفادي كارثة الجوع في الموسم القادم. وقال إنَّ الحياة تعتمد على ذلك. لكن هناك عدد كبير من الناس محتجزين في مناطق القتال ونحن نصلهم بصورة متقطعة، طبعا إذا تم ذلك.
وأكد البيان إن حوالي 18 مليون إنسان يواجهون خطر المجاعة الحادة في أنحاء السودان المختلفة، واعتبر أن هذا العدد هو أكثر من ضعف عدد الأشخاص في نفس هذا الوقت من العام الماضي.وأشار إلى أن هذا العدد هو أكبر من التقديرات التي تمت في شهر اغسطس الماضي وهي قرابة الـ 15 مليون شخص مما يعني تدهور وضع الأمن الغذائي بصورة سريعة.

من جهتها قالت المتحدثة الرسمية باسم برنامج الغذاء العالمي إنّ برنامج الغذاء العالمي يعبر عن قلقه من أن هناك 5 مليون شخص يواجهون حالات طارئة من انعدام الأمن الغذائي، وثلاثة ارباع هؤلاء الأشخاص محتجزين في مناطق تصلها الامدادات الإنسانية بصورة متقطعة وبعض المناطق مستحيل الوصول إليها بسبب القتال المتواصل.

وقالت: ليني كينزلي في حديث مقتضب لـ”راديو دبنقا” إن القلق يتزايد بسبب السرعة التي إنتشر بها الجوع في العام الماضي. وأضافت: إنَّ عدد كبير من الناس يكافحون من أجل الحصول على وجبة واحدة رئيسية في اليوم وإذا لم تتغير الأوضاع فلن يتمكنوا من القيام بذلك.
مساعدات لـ25 مليون مواطن:
من جهتها قالت منسقية الامم المتحدة للشوون الانسانية في السودان (اوشا) ان نحو (25) مليون مواطن بما يمثل نصف سكان السودان في حاجة ملحة اليوم للمساعدة الانسانية ووصفت المتحدثة باسم المنسقية (اوشا) صوفيا كارلوسنفي في مقابلة مع “راديو دبنقا” أوضاع النازحين الذين فروا من منازلهم بسبب الحرب والمقيمين بمعسكرات دارفور بأنها مزرية وقاسية جدًا.

 وقالت ان هنالك ما بين 15 و 20 مليون مواطن يواجهون شبح الجوع في وقت تتصاعد هذه الارقام باضطراد. وأشارت في ذات السياق إلى أرقام أخرى بانها تثير القلق من حالات سوء التغذية في البلاد وتابعت قائلة ( خلال هذا العام تمكنَّا من تقديم مساعدات غذائية لـ 4.7 مليون مواطنًا سودانيًا، لكن هذا الرقم يمثل جزءًا يسيرًا من 25 مليون سودانيا يحتاجون لهذه المساعدات).


وباء الكوليرا:

وحول الوضع الصحي بالبلاد وصقت المتحدثة باسم (اوشا) صوفيا كارلوسنفي الوضع الصحي في السودان بالمتدهور وأعلنت في هذا الخصوص عن أن أكثر من خمسة آلاف حالة إصابة بوباء الكوليرا في البلاد ، وأشارت إلى خروج 70% من المرافق الصحية في مناطق الصراع من الخدمة، وأوضحت أن ثلثي سكان السودان اليوم يعانون من عدم القدرة على الوصول والحصول على الخدمات الصحية في البلاد وتابعت (نحن نساعد المواطنين السودانيين عبر برنامج الغذاء العالمي والمنظمة الدولية للزراعة والاغذية واليونسيف والشركاء من منظمات الغوث الانساني، حيث نقدم العون الغذائي، والتقاوي للزراعة ودعم الذين يعانون من سوء التغذية، لكن هذا لا يكفي”.

وحول خطة المنظمة الدولية للمساعدات في السودان قالت صوفيا كارلوسنفي (خطتنا هذا العام هي أن نقدم العون 18مليون سودانيًا، لكننا نواجه ثلاثة تحديات رئيسية ) وأوضحت أن التحدي الأول يتمثل في القدرة على الوصول للمحتاجين خاصة في الخرطوم ودارفور ، وكردفان حيث يستعر القتال وتتفاقم الاحتياجات الإنسانية، ويعود ذلك لسببين هما تدهور الأوضاع الأمنية والمعوقات البيروقراطية التي تواجهها المنظمات الإنسانية.وأشارت إلى التحدي الثاني وقالت إنَّه يتمثل في نقص التمويل حيث (حصلنا على 40 % فقط من التمويل الذي طالبنا به ونحتاج للمزيد من الموارد لتغطية الاحتياجات المتزايدة). وأوضحت أن التحدي الثالث يتمثل في قلة الاهتمام بالأوضاع في السودان في وقت يشهد العالم فيه الكثير من النزاعات، ولا يحظى حجم ومدى ما يحدث في السودان بالاهتمام اللازم ولابد ان نلفت انتباه المجتمع الدولي للسودان.

كارثة إنسانية وشيكة:

وعلى ذات الصعيد حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في بيان آخر من “تصاعد أزمة الغذاء في السودان”، وطلبت تمويلًا مقداره أكثر من 75 مليون دولار بشكل عاجل لمواجهة الأزمة الغذائية في البلاد، حيث يعاني أكثر من 17 مليون نسمة انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي.

وحذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في بيان، من “تصاعد أزمة الغذاء في السودان”، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات فورية وجماعية لتجنب كارثة إنسانية وشيكة.

ووفقا للتوقعات، يواجه 17,7 مليون شخص، أو 37 % من السكان، مستوىً مرتفعًا من انعدام الأمن الغذائي بين أكتوبر 2023 وفبراير 2024

وأشارت منظمة “فاو” في بيانها إلى أن “النزاع وتصاعد العنف يؤججان الأزمة الإنسانية، ويؤديان إلى تدهور الأمن الغذائي للسكان في العديد من المناطق الحضرية وشبه الحضرية والريفية”، موضحة أن المناطق الأكثر تضررًا كانت دارفور وكردفان والخرطوم..

وقال ممثل وكالة الأمم المتحدة في السودان هونغ جي يانغ، “إن الحاجة الملحة واضحة، والتزامنا لا يتزعزع، لكن المستقبل يتطلب المزيد من التمويل حتى نتمكن من مواصلة دعمنا الحيوي”.

لذلك، تطلب منظمة الأغذية والزراعة بشكل عاجل مبلغ 75,4 مليون دولار، خصوصا من أجل تحسين الإنتاج الزراعي المحلي.

وبين يوليو وسبتمبر 2023، ساعدت المنظمة أكثر من مليون أسرة زراعية (أو خمسة ملايين شخص)، لا سيما من خلال توزيع بذور، وفقا للبيان.