الكوليرا في شرق السودان

في ظاهرة ايجابية وصلت من بورتسودان فان جماهير بورتسودان خرجت صباح 4 فبراير 2017 في مظاهرة تحمل شعارات تطالب بمحاسبة السلطات الصحية في تفشي مرض الكوليرا في الايام الماضية والتي تفتك بالعشرات بالمدينة.

 

بقلم / د. ابو محمد ابوآمنة

 

 

في ظاهرة ايجابية وصلت من بورتسودان فان جماهير بورتسودان خرجت صباح 4 فبراير 2017 في مظاهرة تحمل شعارات تطالب بمحاسبة السلطات الصحية في تفشي مرض الكوليرا في الايام الماضية والتي تفتك بالعشرات بالمدينة.

وعبر المحتجون عن غضبهم وسخطهم من جراء تفشي المرض وحصده ارواح العديد من الضحايا في فتره زمنية وجيزة وحذر المحتجون من خطورة تزايد المرض وبالذات في الاحياء الطرفيه التي تعاني من تدهور مريع في صحة البيئة.

الكوليرا لا زالت تنتشر منذ عدة اسابيع في كثير من مدن البحر الاحمر كجبيت وسواكن وطوكر مخلفة وراءها المئات من الضحايا.

ومن المعروف عن الكوليرا انتشارها بكثافة في الاحياء الشعبية وفي العشوائي حيث لا خدمات صحية.

علي السلطات الصحية ان تتعامل بمسئولية مع الاسواق ومحلات بيع الطعام والمياه, فبدلا من التقفيل واستعمال القانون والبهدلة يجب فرض الرقابة عليها واضافة الكلورين علي احواض المياه وعلي مصادر المياه في خور اربعات واينما كانت.

علي السلطات الصحية تقع مسئولية نشر الحقائق عن الداء, كيفية الوقاية منه والعلاج. عليها القيام بحملة توعية اعلامية ضخمة في التلفاز والراديو والاندية والمدارس وطبع النشرات والملصقات, عليها العناية بصحة البيئة والسعي لابادة الذباب, وابعاد النفايات اولا باول, ودفن البراز, عليها حث المواطنين لغسل الايدي بعد التبرز.

يجب ان يعلم المواطن أن

  • الكوليرا تدخل جسم الانسان عن طريق الماء اوالاكل الملوث.

  • الكوليرا لا تصيب الانسان الذي يستعمل الاكل الطازج الساخن والمياه المغلية او المطهرة بالكلورين اواشعة الشمس.

  • الكوليرا لا تقتل عندما يتناول المريض املاح التروية بكميات مناسبة وفي الوقت المناسب.

علي السلطات الصحية:-

  • توفير ظروف املاح التروية في كل الاحياء والمراكز الصحية والصيدليات.

في حالة عدم توافرها يمكن ان يحضر محلول محاربة فقدان السوائل في اي منزل بخلط 6 ملاعق صغيرة من السكر مع نصف ملعقة صغيرة من ملح طعام في لتر ماء مغلي, يعطي المحلول بشكل متواصل حتي يتم الشفاء. يمكن تناول ماء البطيخ والشمام وشوربة الارز والفواكهة لتعويض السوائل والاملاح

  • للوقاية من الداء يجب استعمال الماء بعد غليه او ماء تم تطهيره بالكلورين او اشعة الشمس وتناول الطعام الطازج وهو ساخن وبعد غسل اليدين. يجب تفادي المطاعم التي لا تخضع للرقابة الصحية.

هذه المعلومة يجب ان تتوفر للمواطن بدل نشر الهلع والخوف ودس الحقائق.

عليها توعية المواطن بضرورة غسل الايدي بعد التبرز.

عليها فرض رقابة علي المطاعم والمياه واضافة الكلورين عليها.

عليها اشراك طلاب كلية الطب, بل كل طلاب جامعة البحر الاحمر والمثقفين المتطوعين والجمعيات الخيرية في محاربة الوباء عن طريق نشر الوعي, وكيفية الوقاية, والعلاج المبكر باستعمال السوائل, والتخلص من النفايات.

كان علي كلية الطب بجامعة البحر الاحمر ان تبادر وتنزل الي الميدان, وتشهر سلاحها ضد المرض الفتاك, وكل ما يحتاج اليه المواطن هو بسيط من الوعي. فهل تقبل الكلية التحدي؟!

في بادرة تستحق الاشادة في هذا السياق سبق ان سيرت جمعية عبد الله شنقراي للتنمية – وهي جمعية خيرية بالبحر الاحمر- قافلة صحية الي منطقة جبيت, بالتنسيق مع أبناء المنطقة، لتعمل على برامج متعددة لتوحيد الجهود الرسمية والشعبية, وحملت الادوية, وادوات تنظيف, ومبيدات حشرية, ونشرات توعية .ومكث اعضاؤها وسط المرضي بالمدينة عدة ايام, يعملون كخلية النحل, ينشرون الوعي, ينظفون, يساهرون, يوزعون املاح التروية, ويسقون المرضي, مما ترك اثرا طيبا عند المواطنين, وانقذ ارواح المرضي.

فبدلا من الترحيب والتنسيق والاشادة بهذا الدور الرائد, طلبت المعتمدية من الجمعية مغادرة المستشفي واخذ معداتهم معهم!! يا للهول وعدم المسئولية!!.

علي ما ذا يدل هذا؟؟ اليس هذا استهتار بارواح المواطنين؟ اليس هذا تبخيس بمجهودات المنظمات المدنية كجمعية عبد الله شنقراي للتنمية؟ وبمبادرات ابناء جبيت والذين لولا مجهوداتهم لفتكت الكوليرا باعداد معهولة؟

يجب علي المعتمدية ان تتعلم كيف تحشد الجهد الشعبي وتستقطب المنظمات الخيرية عندما تحل الكوارث بدل الطرد والبشتنة والتقليل من الشأن.

تعقيم المياه باستخدام الطاقة الشمسية