الكوليرا تقتحم الخرطوم ومستشفيات السلاح الطبي والأكاديمي وإبراهيم مالك وأم درمان تزدحم بالمرضى

انتقلت حالات الإصابة بالكوليرا التي تسميها الحكومة الإسهالات المائية الحادة… وقال الدكتور سيد قنات لـ”راديو دبنقا” دبنقا إنه بناء على المعلومات…

انتقلت حالات الإصابة بالكوليرا التي تسميها الحكومة الإسهالات المائية الحادة من ولاية النيل الأبيض الى العاصمة القومية الخرطوم. وقال الدكتور سيد قنات لـ"راديو دبنقا" دبنقا إنه بناء على المعلومات المتوفرة له من زملائه الأطباء فإن العديد من مستشفيات العاصمة تستقبل حالات إصابة بالإسهالات في السلاح الطبي والمستشفي الأكاديمي ومستشفى إبراهيم مالك وأم درمان. وأضاف قنات أنه يمكن التطعيم ضد الإسهالات ولكن ذلك يستوجب أن تعلن الحكومة بأن المرض دخل مرحلة الوباء رسميا. وأشار إلى خطورة عدم توفر كرنتينات لأن العزل في المدارس يشكل كارثة كبيرة وخطر على الجيران. ووجه دكتور قنات صوت لوم للمختصين في علم الوبائيات لعدم الوضوح حول طبيعة الإسهالات وهو أمر يمكن التأكد منه علميا بسهولة فيما إذا كان الأمر يتعلق بالكوليرا أم مجرد إسهالات مائية.

وحول ما هو مطلوب الآن دعا  قنات عبر راديو دبنقا الجهات المختصة بتكثيق التوعية الصحية وتوفير المياه الصالحة للشرب والمراحيض المناسبة كي لا تتوسع العدوى. وقال قنات إن دفع السلطات للاعتراف بالوباء يستلزم تكاتف المواطنين مشيرا إلى أن أهالي النيل الأبيض نفذوا وقفتين ولكن الأمر لم يجد الاهتمام الكافي على المستوى القومي بالتضامن مع أهالي النيل الأبيض في هذه الكارثة.

وفي ولاية النيل الأبيض ارتفعت حالات الإصابة بالكوليرا حيث سجلت مدينة ربك الأحد يوم الاحد (18) حالة إصابة قال عبد الرحمن الصديق رئيس منظمات المجتم المدني لـ"راديو دبنقا" أمس إن منطقة طيبة سجلت يوم الاثنين 5 حالات في بينما سجلت الجزيرة أبا (3) حالات إصابة بالكوليرا. وشكا عبدالرحمن من عدم اهتمام الحكومة بمسألة العزل وأنها تنقل المصابين من مناطق موبوءة إلى مناطق سليمة الأمر الذي يشكل خطورة على صحة المواطنين كما أنها لم تهتم بمعالجة تلوث المياه. وأضاف الصديق أن الدولة يمكنها أن تحاصر المرض لو وجهت إمكانياتها الحقيقية نحوه ولكن الإمكانيات تذهب لتمويل الحرب. وقال إن السلطات فتحت مراكز تبليغ عن الحالات الجديدة ولكن هذه المراكز لا تقدم معلومات موثوقة لأنها تتعمد تقليل أعداد المصابين ولا يمكن الاعتماد عليها.

 وفي مدينة كوستى قال الصحفي الطاهر الدومة لـ"راديو دبنقا" أمس إن الوضع في كوستي أصبح مستقرا من ناحية عدد الإصابات حيث بلغ عدد الحالات السريرية 22 حالة في مستشفى العيون بكوستي، أما في مركز العزل في الحارة 54 فترواحت أعداد المصابين المحتجزين بين 27 إلى 30 حالة وأنه لا توجد أي حالات وفاة. وأضاف الدومة لـ"راديو دبنقا" أن الأدوية تبدو متوفرة ولكن المشكلة هي استمرارية حدوث اصابات جديدة. وأوضح الدومة أن الأمطار التي هطلت مؤخرا أدت لانتشار الذباب ووجود برك مياه راكدة إضافة لمشكلة الأوساخ المزمنة في مدينة كوستي وهي عوامل تساعد على انتشار المرض إضافة لعدم توفر مياه الشرب النقية.