الكوليرا تتفشى في أربع ولايات ومطالبات بإعلان الطوارئ الصحية

الخرطوم:26 مايو 2025:راديو دبنقا
يتواصل تفشي الكوليرا على نطاق واسع في أمدرمان وجبل أولياء، وولايتي الجزيرة وسنار ومناطق في شمال كردفان. فيما طالبت جهات عديدة بإعلان الطوارئ الصحية.

في الأثناء، قال رئيس الوزراء السابق ورئيس التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” الدكتور عبدالله حمدوك إنه أجرى اليوم اتصالات بالعديد من الجهات الاقليمية والدولية المعنية العاملة فى المجال الصحى والانسانى وأطلعهم على الأوضاع الصحية الكارثية فى السودان.

وأوضح حمدوك، في منشور على حسابه في فيسبوك، أنه أطلع الجهات على تفشى الكوليرا وأوبئة أخرى فى العاصمة الخرطوم وبعض الولايات حيث تحصد هذه الاوبئة مئات الأرواح يوميا فى ظل نظام صحى منهار تماما.

ودعا كافة الجهات والمنظمات الإنسانية إلى التدخل العاجل  لإنقاذ السودانيين وبذل كلما يمكن لاحتواء هذه الكارثة الصحية.

تردٍ مريع

نشر ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر تردي الأوضاع في مراكز العزل بأمدرمان حيث يفترش عدد كبير من المرضى الأرض. ورصد متطوعون وفاة 40 طفلاً بالكوليرا في أمدرمان خلال الأيام القليلة الماضية. فيما طالب ناشطون بالإسراع في اغلاق المدارس والأسواق وإعلان الطوارئ الصحية.
وأكد متطوعون إن السلطات نقلت المرضى الذين كانوا يفترشون الأرض أمام مستشفى النو اليوم إلى مستشفى أمبدة النموذجي.

وفيات في جبل أولياء

في محلية جبل أولياء، كشف متطوعون عن تسجيل 3 حالات وفاة جديدة بمرض الكوليرا اليوم في دار السلام مشيرين إلى ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات.

وانتقد متطوعون ضعف تدخلات السلطات الصحية ووجهوا لها اتهامات صريحة بعرقلة الأعمال الطوعية وعمل المنظمات.

إصابات في سنار

وفي ولاية سنار كشفت وزارة الصحة عن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا إلى 51 حالة تراكميًا، بينها 5 وفيات،بينما لا تزال 31 حالة تتلقى العلاج بمراكز العزل.

وقال الدكتور ابراهيم العوض احمد وزير الصحة والتنمية الاجتماعية المكلف بولاية سنار أنه تم تجهيز مركز العزل لأي طارى خاصة بعد دخول حاله اشتباه من محلية الدندر.
  وأشارت الوزارة إلى انتشار المرض في عدد من أحياء مدينة سنار.

وأعلنت السلطات سحب كل الطلمبات العاملة في الترع باعتبارها مصادر غير امنه للشرب .

كوليرا في شمال كردفان

في شمال كردفان، تفشت الكوليرا على نطاق واسع في منطقة الرهد وقرى ومجاورة، حيث سجلت الرهد 20 حالة وفاة بينما بلغت عدد حالات الإصابة في قرية أبو سعد شرق الرهد 40 حالة إصابة و5 حالات وفاة.

من جانبها، قالت لجان مقاومة مدني في بيان اطلع عليه راديو دبنقا إن ولاية الجزيرة تشهد تفش لمرض الكوليرا وحمى الضنك في أغلب المناطق، وسط شح شديد في الأدوية والمستلزمات الضرورية.

وأوضحت أن الولاية تعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية بالمستشفيات في جميع محليات الولاية.

ونوهت إلى تجاوزات خطيرة داخل أروقة وزارة الصحة بولاية الجزيرة، وسط غياب تام لأي رقابة من الأجهزة الأمنية، مما أفسح المجال لمافيا الدواء للتحكم في أسعار العلاج، فبلغت مبالغ خرافية يعجز المواطن عن دفعها.

وأشارت أيضا إلى تجاوزات موثقة داخل مستشفى ود مدني التعليمي مبينة إن أدوية الملاريا، التي تم توزيعها مجانًا للمراكز الصحية، تباع للمواطنين داخل تلك المراكز بأسعار عالية.

وحمّلت وزارة الصحة المسؤولية الكاملة عما يجري.

طوارئ صحية

من جانبهم طالب محامو الطوارئ لاتخاذ إجراءات فورية ومنسقة للحد من انتشار الكوليرا.

طالب محامو الطوارئ في بيان اطلع عليه راديو دبنقا القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، كلٌّ في مناطق سيطرته، بإعلان حالة الطوارئ الصحية في المناطق المتأثرة، وتعزيز أنظمة الرصد والتبليغ، وتحديث البيانات الصحية بشكل يومي لضمان استجابة طبية فعالة. كما طالبهم ببذل مجهود أكبر في توفير المياه النظيفة ومواد التعقيم، والعمل على إصلاح شبكات الصرف الصحي بشكل عاجل.

ودعا البيان إلى إنشاء مراكز علاج ميدانية متخصصة بالكوليرا، وتزويدها بالأدوية، والمحاليل الوريدية، والمستلزمات الطبية اللازمة.

وشدد محامو الطوارئ على أهمية تنظيم حملات توعية جماهيرية لنشر المعلومات حول طرق الوقاية والعلاج، خاصة في مناطق النزوح والمجتمعات الريفية.

وأكد محامو الطوارئ على ضرورة إزالة جميع العوائق أمام وصول المساعدات الإنسانية، وضمان حرية حركة المنظمات الإنسانية داخل السودان، دون تدخلات سياسية أو أمنية تعرقل جهود الاستجابة.