الفشقة : اشتباكات عنيفة وإغلاق معبر القلابات واستدعاء سفراء إثر مقتل مواطن وسبعة جنود سودانيين

شهدت الحدود السودانية الإثيوبية تطورات متسارعة إثر إعلان القوات المسلحة مقتل مواطن وسبع جنود سودانيين بواسطة الجيش الإثيوبي بعد أسرهم من منطقة الأسّرة في الفشقة الصغرى.

البرهان يزور الفشقة 27 يونيو 2022

شهدت الحدود السودانية الإثيوبية تطورات متسارعة إثر  إعلان القوات المسلحة مقتل مواطن وسبع جنود سودانيين بواسطة الجيش الإثيوبي بعد أسرهم من منطقة الأسّرة في الفشقة الصغرى.

وتزامنت زيارة رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش الفريق عبد الفتاح البرهان إلى منطقة الفشقة صباح الاثنين مع اشتباكات عنيفة بين القوات المسلحة والجيش الاثيوبي ،  حيث شنت القوات المسلحة هجوماً على مستوطنة للجيش الإثيوبي شرق قرية بركة نورين ، وسط أنباء عن استعادة معسكر قلع اللبان.

اغلاق معبر القلابات.

وكشف تجار من القلابات بولاية القضارف لراديو دبنقا إن السلطات السودانية اغلقت معبر القلابات الذي يربط بين مدينة القلابات في ولاية القضارف ومدينة المهمة الاثيوبية.

وقال الجمري الطاهر وهو تاجر من ولاية القضارف لراديو دبنقا إن الأجهزة الأمنية أمرت التجار الاثيوبيين بمغادرة القلابات، وأغلق المعبر أمام حركة الشاحنات ومختلف المركبات واوقفت حركة التجار والمواطنين بين المدينتين.  واشار إلى وجود كميات من البضائع المملوكة لتجار سودانيين عالقة لدى الطرف الاثيوبي.

استدعاء سفراء وشكوى إلى مجلس الأمن

وأعلنت وزارة الخارجية السودانية استدعاء السفير الاثيوبي وإبلاغه ادانتها الجريمة واحتفاظها بحق الرد .كما أعلنت استدعاء سفير السودان لدى اثيوبيا للتشاور ومن المقرر وصوله إلى الخرطوم يوم الأربعاء.

وقال الوزارة في بيان إنها شرعت في تقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة حول الجريمة .

وأوضحت إن حكومة السودان تحتفظ بكامل الحق الذي يكفله ميثاق الأمم المتحدة في الدفاع عن أراضيه.

ووصفت ما أقدم عليه الجيش الإثيوبي بأنه جريمة نكراء مشيرة إلى استضافة السودان أكثر من مليوني مواطن أثيوبي ينعمون بمعاملة كريمة .

البرهان :الرد سيكون واقعاً ملموساً

أكد رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، لدى تفقده القوات بموقعي الأسرة و ود كولي بالفشفة الصغرى بالحدود الشرقية يرافقه أعضاء من هيئة القيادة، ن  دماء  الشهداء لن تضيع سدى،  أن الرد سيكون واقعاً ملموساً على الأرض وأن ما جرى من أحداث خلال الأيام الماضية بمنطقة الأسرة لن يتكرر مرة أخرى، ووجه ، بحسب وكالة السودان للأنباء، بعدم السماح بأي تحركات أو تعديات جديدة على الأراضي السودانية والمواطنين حتى خط الحدود الدولية.

وكان الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة  اعتبر في بيان ما حدث تصرفاً يتنافي مع كل قوانين وأعراف الحرب والقانون الدولي الإنساني. واشار إلى قتل مواطن وسبعة جنود سودانيين بعد أسرهم وعرض جثامينهم على مواطنين اثيوبيين.

وأضاف البيان  إن هذا الموقف لن يمر بلا رد ، وسترد  القوات المسلحة على هذا التصرف الجبان بما يناسبه.

رد إثيوبي

من جانبها أعربت وزارة الخارجية الإثيوبية عن أسفها للخسائر في الأرواح نتيجة لما وصفته  بالمناوشات بين الجيش السوداني والمليشيا المحلية يوم 22 يونيو  ووعدت بإجراء تحقيق حول الحادث قريبا .

وأوضحت في بيان إن الحادثة وقعت داخل الأراضي الإثيوبية بعد توغل وحدة من الجيش السوداني بدعم من  عناصر الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الإثيوبية المعارضة.

واتهمت القوات المسلحة السودانية بتحريف الحقائق وإلقاء اللوم ظلماً على إثيوبيا موضحة إن وحدة من الجيش السوداني هي التي عبرت الحدود الإثيوبية بطريقة استفزازية.

وأعربت الحكومة الاثيوبية  عن أملها في امتناع الحكومة السودانية من أي تصعيد للحادث واتخاذ تدابير من شأنها التهدئة من تصعيد الموقف.

وقالت إنها تعتقد إن  الحادث تم اختلاقه عمدا لتقويض العلاقات العميقة الجذور بين الشعبيين الإثيوبي والسوداني.

تضامن مصري

أعرب الرئيس  المصري عبدالفتاح السيسي عن خالص تعازيه وصادق مواساته للفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، ولحكومة جمهورية السودان وشعبها الشقيق، في وفاة شهداء الواجب من الجنود السودانيين، داعيا المولى عز وجل أن يسكنهم فسيح جناته جزاء لما قدموه لوطنهم، كما أعرب السيد الرئيس عن صادق مواساته لأسرهم الكريمة.

إدانة سودانية واسعة

أدانت مختلف القوى السياسية والمهنية وحركات الكفاح المسلح مقتل مواطن وسبعة جنود واعتبرته منافياً قوانين وأعراف الحرب والقانون الدولي الإنساني.

وأكدت مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي  إن الشعب السوداني يدعم جيشه الوطني ويقف خلفه في قيامه بواجبه الدستوري في حماية حدود وسيادة أرض الوطن وأمن مواطنيه.

ودعت القوات النظامية بفض المواجهة مع شعبها والعمل على حماية الوطن من التعدي، ورفع يدها عن المواكب السلمية كما دعت لجعل يوم 30 يونيو يوماً للفلاح والنجاح الوطني بالتعاهد على إقامة الحكم المدني الديمقراطي

من جانبه  وصف عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني  مقتل الجنود والمواطن السوداني بواسطة الجيش الإثيوبي بأنه خبر صادم ومؤلم .

وطالب الحكومة الإثيوبية بتوضيح ملابسات هذه الجريمة البشعة، كما دعا الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي التحقيق والمحاسبة.

وفي ذات السياق أدان تجمع المهنيين السودانيين ( الحرية والتغيير ) إعدام الأسرى من جنود  قوات الشعب المسلحة ومواطن مدني واعتبرها  جريمة مخالفة للأعراف و القوانين الدولية.

ودعا في تصريح صحفي القوات المسلحة للقيام بالدور المُناط بها في حماية البلاد ومواطنيها والتصدي للعدوان الخارجي.

ودعا الجيش للقيام بعمل كثيف لإصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية وأن تخرج من السياسة  من أجل تجاوز القطيعة التي أحدثها انقلاب 25 أكتوبر .

مواكب احتجاجية

وفي ولاية القضارف نظمت تنسيقيات لجان مقاومة بلدية القضارف، يوم الاثنين ، موكباً ووقفة احتجاجية أمام مباني القنصلية الاثيوبية في القضارف تنديداً بقتل مواطن و7 جنود سودانيين .

وحمل المشاركون في الوقفة لافتات تدين مقتل المواطن والجنود ، وأوضحت التنسيقية في بيان وقوفها  في خندق واحد مع صغار الجنود وكل الشرفاء بالقوات المسلحة لاسترداد الكرامة والسيادة الوطنية. واتهمت جنرالات الجيش بالإنصراف عن مهامهم الحربية الدفاعية وانشغالهم بتسييس المؤسسة العسكرية والتنكيل بالمواطنين .

كما اتهمتهم بالزج بالجنود الصغار في صفوف الحرب والدفاع، في غياب تام للتخطيط و الدراسة والدراية باستراتيجيات الحرب وطبيعة المناطق الحدودية، مما يجعل منهم لقمة سائغة لأعداء الوطن.

وفي الخرطوم يعتزم صحفيون وناشطون تنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة الإثيوبية تنديداً بمقتل مواطن وسبع جنود سودانيين بعد أسرهم .

جدل في وسائل التواصل الاجتماعي

احتدم الجدل في وسائل التواصل الاجتماعي حول ما جرى في الفشقة، حيث أعلن عدد كبير من الفاعلين في وسائل التواصل الاجتماعي تضامنهم مع القوات المسلحة، وبالمقابل ذكّر ناشطون القوات المسلحة بمجزرة القيادة العامة التي وقعت عام 2019 والتي راح ضحيتها العشرات ، وأشاروا إلى انشغال قادة الجيش بالسياسة بدلاً عن الاهتمام بتطوير الجيش وحماية الحدود ، كما تساءل آخرون عن أسباب تأجيل الإعلان عن مقتل الجنود على الرغم من وقوع الحادث بتاريخ 22 يونيو واعتبروها محاولة للتأثير على مليونية 30 يونيو .

وتزامنت أحداث الفشقة مع صعوبة الوصول  إلى صفحة مجلس السيادة على منصة فيسبوك  مما أثار التساؤلات  

سد النهضة دعوة للتفاهم

دعت اللجنة العليا لمتابعة ملف سد النهضة إلى ضرورة الوصول إلى تفاهمات مشتركة بين ( السودان ،اثيوبيا ،مصر) تراعي المصالح الاستراتيجية العليا بينها.

واستمعت اللجنة  في اجتماع  ترأس وزير شؤون مجلس الوزراء المكلف عثمان حسين عثمان يوم الاثنين  بالأمانة العامة لمجلس الوزراء إلى تنوير قدمه وزير الري والموارد المائية المكلف مهندس ضو البيت عبدالرحمن منصور حول جولة المفاوضات الثانية التي تمت بدولة الإمارات العربية المتحدة.