الفاشر: وفد أممي يزور كورما مع استمرار الإدانات الدولية

الفاشر – 6 نوفمبر 2025 – راديو دبنقا

أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في كورما، التابع لحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، عن زيارة وفد من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى وحدة كورما الإدارية بمحلية الفاشر، شمال دارفور، التي تبعد نحو 80 كيلومترًا شمال غرب مدينة الفاشر، اليوم الخميس.

وتؤوي منطقة كورما عددًا كبيرًا من النازحين الفارين من الفاشر، وتسيطر عليها حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي المتحالفة مع قوات الدعم السريع ضمن تحالف السودان التأسيسي.

وأوضح المكتب في بيان أن الوفد جاء برئاسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، وضم منظمات اليونيسف، المجلس النرويجي للاجئين، أطباء بلا حدود، أنقذوا الأطفال، لجنة الإنقاذ الدولية، منظمة المثلث، منظمة إنترسوس الإيطالية، إلى جانب منظمات أخرى.

وأشار البيان إلى عقد اجتماع مشترك بمكتب التنسيق الإنساني في كورما برئاسة الأستاذ يوسف أحمد عيسى أبكر والعقيد يوسف آدم أبكر، بحضور ممثلي المنظمات المحلية والإدارة الأهلية، حيث استعرض المكتب الأوضاع الإنسانية والاحتياجات العاجلة للنازحين القادمين من مدينة الفاشر ومعسكراتها.

كما زار الوفد مستشفى كورما الريفي ومعسكر سلك للنازحين للوقوف على الأوضاع الصحية والمعيشية وتقييم الاحتياجات الضرورية.

وتشكو عدة منظمات دولية من عدم السماح لها بالوصول إلى الفاشر، بينما تقول قوات الدعم السريع إنها تعمل على نزع الألغام وتهيئة المدينة لعودة سكانها.

تردي أوضاع النازحين في طُرَة

من جانبهم، كشف نازحون إلى منطقة طُرَة، التي تبعد 7 كيلومترات شمال الفاشر، لراديو دبنقا عن تدهورٍ مريع في الأوضاع الإنسانية بالمنطقة، مشيرين إلى توقف “التكية” التي كانت تعمل خلال الأيام الماضية، ونبّهوا إلى عدم وصول أي مساعدات إنسانية.
كما أشاروا إلى أن قوات الدعم السريع تحتجز عددًا من أسرى الجيش في مراكز داخل المدينة.

ارتفاع عدد النازحين في الدبة

أعلنت السلطات في الولاية الشمالية عن ارتفاع عدد النازحين من الفاشر إليها إلى أكثر من 10 آلاف شخص، فيما أشار متطوعون إلى أن العدد الذي وصل إلى الدبة والمناطق المجاورة يفوق خمسة آلاف نازح.

وقال أحد المتطوعين لراديو دبنقا إن عدد النازحين في تزايد مستمر، مشيرًا إلى أنهم وصلوا في أوضاع مزرية، موضحًا أن المبادرات الطوعية تنشط في مساندة النازحين في مختلف الجوانب الإنسانية.

تدفق مستمر نحو الطينة

كشف متطوعون عن نزوحٍ يوميٍّ يتراوح بين 50 إلى 70 أسرة إلى مدينة الطينة بعد فرارهم سابقًا من الفاشر، مشيرين إلى أن النازحين بحاجة ماسة إلى المياه والغذاء والإيواء، كما تحتاج النساء الحوامل إلى خدمات الصحة الإنجابية والتغذية.

وضع إنساني حرج

حذّرت منظمة اليونيسف من أن الوضع الغذائي بين النازحين من الفاشر لا يزال حرجًا للغاية، إذ أظهرت الفحوصات الأخيرة أن 14.6% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو الشكل الأكثر فتكًا، فيما تبلغ نسبة المصابين بسوء التغذية الحاد 45%.

ودعا مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) مجددًا إلى وقفٍ فوريٍّ للأعمال العدائية، وحماية المدنيين، وضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية.

قتل من منزلٍ إلى منزل

اتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع بشن “عمليات قتل من منزلٍ إلى منزل”، إلى جانب “هجمات وحشية أخرى تستهدف المدنيين بلا تمييز”، واعتبرت ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.

ودعت العفو الدولية المجتمع الدولي إلى تحرّكٍ فوريٍّ وحاسم، معتبرةً أن الصمت والتقاعس يُمكّنان مرتكبي الفظائع من الإفلات من العقاب.

موقف أوكراني

قالت وزارة الخارجية الأوكرانية إنه وفقًا للمعلومات المتداولة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فقد فرضت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، حيث ترتكب أعمال عنف مروعة ضد المدنيين قد تُعد جرائم حرب.

ودعت أوكرانيا جميع أطراف النزاع المسلح في السودان، وكذلك المجتمع الدولي، إلى اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لوقف إراقة الدماء وأعمال العنف، وتقديم المسؤولين عن الجرائم إلى العدالة، ومنع تفاقم الوضع الإنساني الكارثي.

وأكدت أوكرانيا معارضتها الشديدة لأي محاولات تهدف إلى تفتيت السودان أو مؤسساته الحكومية، مشددةً على أن للشعب السوداني حقًا أصيلًا في العيش بسلامٍ وأمانٍ واستقرار.

كما جدّدت موقفها الثابت الداعم لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، ولجهوده الرامية إلى بناء مجتمعٍ ديمقراطيٍ مزدهر، مؤكدةً أن تحقيق ذلك لا يخدم فقط مصالح الشعب السوداني، بل يساهم أيضًا في تعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.