الفاشر: هجوم جديد ومقتل وإصابة 79 مدنيا

صورة توثق آثار القصف في الفاشر- وسائل التواصل
الفاشر: 28 أغسطس 2025 – راديو دبنقا
كشفت مصادر من الفاشر لراديو دبنقا عن تجدد هجمات قوات الدعم السريع على عدة محاور صباح اليوم. وقالت المصادر لراديو دبنقا إن الهجوم الأكبر جرى باتجاه المحور الشمالي الشرقي من المدينة.
من جهتها، قالت القوة المشتركة للحركات المسلحة إنها صدّت هجوماً على المحور الشمالي الشرقي صباح اليوم. فيما كشف مواطنون عن استمرار القصف المدفعي بالمدينة قبل أن تشهد هدوءاً بعد ظهر اليوم.
ونشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو يُظهر حجم الدمار في سوق المواشي بالاتجاه الجنوبي الغربي من المدينة، مؤكدة أنها أحكمت السيطرة عليه. بالمقابل، أعلنت القوة المشتركة أن الأوضاع في المدينة لا تزال تحت سيطرة الجيش والقوة المشتركة والقوات المساندة.
عشرات القتلى والجرحى
كشفت شبكة أطباء السودان عن مقتل 24 شخصاً وإصابة 55 آخرين، بينهم 5 نساء، جراء القصف المدفعي لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر أمس الأربعاء. وأوضحت أن القصف استهدف منطقة السوق المركزي وحي أولاد الريف بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
يونيسف: أوضاع كارثية
وصفت مديرة الإعلام والاتصال بمكتب الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في السودان، ميرا ناصر، الأوضاع الإنسانية في الفاشر – حاضرة ولاية شمال دارفور – بالكارثية.
وقالت ميرا لراديو دبنقا: “بعد 500 يوم من الحصار أصبحت الفاشر بؤرة لمعاناة الأطفال”. وأضافت أن هناك 260 ألف مدني، من بينهم 130 ألف طفل، ما زالوا محاصرين في أوضاع مأساوية دون وصول للمساعدات منذ أكثر من 16 شهراً.
وأشارت إلى نزوح ما يقارب 600 ألف شخص، نصفهم من الأطفال، من الفاشر والمخيمات المحيطة خلال الأشهر الأخيرة. وقالت إن العائلات المحاصرة تكافح للحصول على الغذاء، وسط انعدام شبه كامل للرعاية الصحية والمياه النظيفة والخدمات الأساسية.
كما أوضحت أن المرافق الصحية والمتنقلة لمعالجة سوء التغذية علّقت خدماتها بسبب نفاد الإمدادات، مشددة على أن الوضع مأساوي ويحتاج إلى وقفة عالمية لإنهاء الحصار ومساعدة الأطفال وأسرهم المحاصرين منذ أكثر من 16 شهراً، عبر إيصال الإمدادات المنقذة للحياة.
حراك حكومي
قال السفير حسين الأمين، وكيل وزارة الخارجية والتعاون الدولي، إن مدينة الفاشر قضت (501) يوم تحت الحصار المتواصل بواسطة مليشيا الدعم السريع، وإن نحو (600,000) مواطن شُرِّدوا من بيوتهم، فيما لا يزال (260,000) مواطن محاصرين داخل المدينة يعانون الجوع والمرض.
وعقدت مستشارية مجلس السيادة لشؤون المنظمات والعمل الإنساني اجتماعاً اليوم مع السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية بالبلاد، وقدمت لهم تنويراً حول الموقف الإنساني بمدينة الفاشر.
وأضاف أن نحو (35) مستشفى تم تدميرها بالكامل، إضافة إلى (6) مدارس تضررت جراء القصف المدفعي.
وجدد مطالبة السودان للمجتمع الدولي باتخاذ موقف واضح تجاه ما يعانيه المواطنون في الفاشر، والعمل على وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
دعوات لفك الحصار
عبّر السفير السعودي علي بن حسن جعفر عن أمل بلاده في أن تتحرر مدينة الفاشر من الحصار وأن تصل إليها المساعدات الإنسانية، مؤكداً موقف المملكة الثابت بالسعي الجاد – منذ إعلان جدة – لإيجاد سبل إيقاف الحرب وإعادة السودان موحداً وناهضاً.
وبحسب وكالة السودان للأنباء، قال السفير السعودي خلال لقاء تنويري حول الموقف الإنساني في الفاشر، نظمته مستشارية مجلس السيادة لشؤون المنظمات والعمل الإنساني في بورتسودان اليوم الخميس، إن المملكة تعمل منذ إعلان جدة من أجل إيقاف الحرب التي دمرت كل شيء، ولا تزال تسعى لإيجاد سبل لوقفها.
وأضاف أن المشاهد التي عُرضت في الفيلم القصير خلال الاجتماع مؤلمة جداً، رغم أنه لا يغطي كل الانتهاكات في الفاشر، خاصة مشهد قتل شخص أمام الكاميرا.
وطالب بفك الحصار عن الفاشر وبقية المدن المحاصرة، داعياً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى العمل بجدية لتحقيق ذلك.
وأكد استعداد المملكة لتقديم المساعدات الإنسانية للفاشر وغيرها من المناطق، مشيراً إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لن يقف مكتوف الأيدي، بل سيعمل على إيصال المساعدات للمستحقين.