الفاشر: القوات المسلحة تعلن صد هجوم جديد على المحور الشمالي

الفاشر – 2 سبتمبر 2026 – راديو دبنقا
أعلنت الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر أن قواتها تمكنت، اليوم الثلاثاء، من صدّ الهجوم رقم (236) الذي شنّته قوات الدعم السريع على المدينة من المحور الشمالي الغربي.
وقالت الفرقة السادسة، في بيان عسكري، إن قوات الدعم السريع نفّذت هجومها بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف، مدعوم بمسيّرات انتحارية قتالية واستطلاعية، مؤكدة أن القوات المسلحة والقوة المشتركة والقوات المساندة تصدّت للهجوم وكبّدت القوة المهاجمة خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وأضافت أن القوات المسلحة والقوات المساندة لها تمكنت من الاستيلاء على ثلاث مركبات قتالية للعدو بكامل عتادها وبحالة ممتازة.
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت، أمس، إحكام سيطرتها على أحياء ديم سلك والزيادية، ووصولها إلى موقف مليط في الاتجاه الشمالي للمدينة، بينما أكدت القوة المشتركة أنها تمكنت من إبعاد القوات إلى خارج معسكر نيفاشا.
قتلى وجرحى في قصف مدفعي
أعلنت غرفة طوارئ أبو شوك، في بيان أمس، أن أربعة أشخاص قُتلوا وأصيب ثلاثة آخرون جراء القصف المدفعي.
بدورها، ذكرت شبكة أطباء السودان، في بيان، أن 18 شخصًا قُتلوا وأصيب أكثر من 100 آخرين، بينهم نساء وأطفال، جراء القصف المدفعي الذي شنّته قوات الدعم السريع على أحياء الفاشر، أمس الإثنين.
وكان العقيد أحمد حسين مصطفى قد صرّح بأن قوات الدعم السريع تشنّ يوميًا قصفًا مدفعيًا وهجمات بالطائرات المسيّرة على الفاشر، يتراوح بين 300 وألف قذيفة.
وأوضح أن القصف يستهدف التجمعات السكانية في الأحياء، ومراكز الإيواء، ومعسكرات النازحين بمدينة الفاشر، فضلًا عن استهداف المرافق والمؤسسات الصحية التي تقدم الخدمات للمرضى، نافيًا أن يكون القصف قد استهدف مواقع عسكرية.
واتهمت وزارة الصحة بولاية شمال دارفور قوات الدعم السريع بالاعتداء على مركز صحي تمباسي، في الاتجاه الجنوبي من المدينة.
وفي المقابل، تنفي قوات الدعم السريع استهدافها للمدنيين في الفاشر.
جثث على الطريق
واتهم العقيد أحمد حسين مصطفى قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة على الطريق الرابط بين الفاشر ومحلية طويلة، مشيرًا إلى وجود أكثر من 130 جثة ما زالت ملقاة على الأرض في ذلك الطريق، مبينًا أن القتل الذي تقوم به قوات الدعم السريع على أساس عرقي شمل جميع الفئات العمرية، من دون استثناء، بمن فيهم الأطفال والنساء.
كما نبّه إلى وجود 30 جثة أخرى لشباب تم اغتيالهم في مكان واحد بعد تقييدهم من الأيدي والأرجل.
واتهم كذلك قوات الدعم السريع باقتياد ثماني نساء عُزّل وطفلتين إلى جهات غير معلومة، فضلًا عن فقدان أكثر من 20 شخصًا من داخل مخيم أبو شوك وحده خلال الأسبوعين الماضيين.
ولكن قوات الدعم السريع ظلت تنفي اختطاف وقتل المواطنين على طريق الفاشر -طويلة.
أوضاع إنسانية قاسية
وصف مواطنون الوضع المعيشي والإنساني بأنه يتدهور بسرعة، في ظل انعدام السلع الأساسية وارتفاع أسعارها، وعدم القدرة على جلب المياه من أماكن بعيدة بسبب القصف المدفعي.
وأشاروا إلى تحسّن نسبي في الأوضاع المتعلقة بالمياه مع هطول الأمطار الغزيرة خلال الأيام الماضية.
كما أدى إنتاج الخضروات مثل البامية، والتمليكة، والملوخية، والعجور، إلى تنويع في الوجبات بدلًا من الاقتصار على تناول الأمباز، فيما نبّهت غرفة طوارئ أبو شوك إلى أن المواطنين أصبحوا يكتفون بشرب “ملاح الخضرة” (حساء الملوخية).
وأشاروا إلى أن جوال الدخن بلغ أربعة ملايين وخمسمائة ألف جنيه نقدًا، و8 – 10 ملايين جنيه عبر التطبيقات البنكية، مع انعدام القمح، بينما وصل سعر جوال الذرة إلى أربعة ملايين جنيه، وجوال الدقيق (25 كيلو) إلى مليوني جنيه نقدًا، في حين بلغ سعر “ملوة الأمباز” 14 ألف جنيه نقدًا.
وأكد المواطنون أن حصار المدينة هو السبب في ارتفاع الأسعار وانعدام السلع، مطالبين بالإسراع في رفع الحصار.
مسح تغذوي
تواصل منظمة تباشير للعون والتنمية، بالتعاون مع وزارة الصحة بولاية شمال دارفور، تنفيذ حملة المسح التغذوي وجرعات فيتامين “أ” للأطفال دون سن الخامسة، إلى جانب إعطاء جرعات من الحبوب الطاردة للديدان.
وأكد مدير منظمة تباشير، أيوب عربي، أن الحملة تستهدف خمسة آلاف طفل وطفلة، من منزل إلى منزل، ولمدة أربعة أيام.