العب أب نخرين

عنوان المقال “العب أب نخرين”، ليس من عندي – هذه العبارة العنصرية البغيضة التي تدل علي إمتلاء صاحبها ليس بالجهل والتخلف فحسب، بل بالعجرفة والغرور والإستعلاء! هذه العبارة نطق بها رجلٌ محسوب علي القانونيين! ولم يقلها في بارٍ أو مقهيً بل في دارٍ من دور العدالة وساحة من سوح القضاء والحقوق!

لقمان احمد المدير العام للهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون المقال

 

العب أب نخرين 

 

 بقلم: محمد الربيع

 

أحب مكارم الأخلاق جهدي – وأكره أن أعيب وأن أُعابا
وأصفح عن سباب الناس حلماً – وشرّ الناس من يهوي السبابا
من هاب الرجال تهيّبوه – ومن حقر الرجال فان يُهابا
،،، الإمام الشافعي ،،،،

عنوان المقال “العب أب نخرين”، ليس من عندي – هذه العبارة العنصرية البغيضة التي تدل علي إمتلاء صاحبها ليس بالجهل والتخلف فحسب، بل بالعجرفة والغرور والإستعلاء! هذه العبارة نطق بها رجلٌ محسوب علي القانونيين! ولم يقلها في بارٍ أو مقهيً بل في دارٍ من دور العدالة وساحة من سوح القضاء والحقوق!

أما قائلها فهو المحامي العنصري المغرور – محمد شوكت – محامي الدفاع عن عبدالرحيم محمد حسين المتهم في جريمة أنقلاب الثلاثين من يونيو. ٨٩ ، قالها بحق الإعلامي الكبير الأستاذ لقمان أحمد – المدير السابق للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، أما المكان: فهو قاعة المحكمة بالخرطوم ! وأما الشهود : فأولهم القاضي ووكلاء النيابة والسادة المحامين منهم المحامي أبو بكر عبدالرازق القيادي بحزب المؤتمر الشعبي والذي كان يتحدث إليه العنصري صاحب العبارة البغيضة في معرض الحديث عن نقل التلفزيون لمليونية السادس من أبريل ٢٠٢٢ الجاري. ودليل الجريمة فهو المايكرفون الذي كان مفتوحاً ونقل الحوار بين المحامين والذي سمعه كل مَن بالقاعة حضوراً.

لقد كنا نظن “وإن بعض الظن إثمٌ”، بأن ثورة ديسمبر المجيدة جبّت ما قبلها من ظواهر التمييز العنصري والتمايز القبلي والجهوي وكل “المسكوت عنه” والذي بسببه تأخر الوطن وتخلّف إنسانه وذهب الجنوب سديً رغم التضحيات الجسام والدماء التي سالت والأرواح التي أُهدِرَت من أجل الوحدة ولقد كان هتاف “يا عنصري يا مغرور كل البلد دارفور” أكثر هتاف سالت بسببه دموع الرجال قبل النساء لأنه حدد بكل جرأة أُسّ الأزمة المسكوت عنه في أجهزة الإعلام وخاصة كتّاب الزيف والنفاق وتغبيش الوعي.

إن الإعلامي القدير الأستاذ لقمان أحمد والذي عمل لمدة ثلاثين عاماً في أكبر المؤسسات الإعلامية الدولية بين لندن وواشنطن كان وحهاً سودانياً مشرفاً إمتاز بالكفاءة والمهنية والصدقية العالية مع مؤسسات لا يمكن أن تمنح الفرصة إلا لذوي الكفاءة والأهلية غض النظر عن العرق أو اللون أو الدين! حيث كان لقمان أستاذاً و مثالاً بمعني الكلمة للإعلاميين الشباب خاصة بني وطنه وشرّف السودان في أخطر عاصمتين للأعلام في كوكب الأرض (لندن-واشنطن) !

رجل بهذه الخلفية المهنية من الواضح لم يتم إبعاده عن أدارة التلفزيون لسببٍ مهني إنما لأنه حسب خيال الهاربين من ذواتهم إنه (عب أب نخرين) وبهذا التمييز فإن فصل الجنوب تم ليس لأنه مسيحي (فهناك مسيحيين أقباط)،، بل لأن الجنوبي عب أب نخرين!! وإبادة أهل دارفور تم ليس بسبب إختلاف ديني أو أيدلوجي بل يجب أبادتهم لأنهم عبيد ونساءهم (خدم وإغتصابهن شرف لهنّ كما قال المخلوع) وكل الجرائم التي أُرتكبت بحق الأهل في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق تمت علي أساس أنهم (عبيد أباء نخرين) حسب وصف من يتوهم بأنه من سلالة العباس القرشي!!!

 

دعونا نضع الكورة في الواطة، ونسألكم يا مدعي العروبة والهوية الزائفة ما الفرق والإختلاف بين محمد شوكت ولقمان ؟ أو بين علي كرتي وجبريل؟ او بين نافع واردول؟ وبين عوض الجاز وسلفاكير؟ وبين علي عثمان ولام أكول وبين بكري وعقار؟؟ ياخي إختشوا علي دمكم!!! هل تعلم يا محمد شوكت بأن أفضل الإعلاميين في العالم وفي أمريكا هم من أصحاب البشرة السوداء – أوبرا، نوح وأستيف هارفي …….الخ؟!!
قبل الختام ،، إذا أريد لهذا البلد التعافي والتقدم فعلي نقابة المحامين أن توقف هذا العنصري المدعو محمد شوكت وتصادر بطاقته المهنية وتحيله إلي النيابة فوراً لأنه خطر علي السلم الإجتماعي والتماسك الوطني (المهلهل أصلاً) ، فلا يمكن أن يكون مثل هذا الزق المنتفخ من المدافعين عن العدالة ونبذ العنصرية والذي يجسده هو شخصياً بسلوكه الدنيء وعلي كل النقابات أن تقول رأيها بوضوح في هذه الواقعة التي سوف يكون له ما بعده خاصة في موضوع الهوية والتبعية لجامعة الدول العربية فقد إنتهي عهد (الغتغتة والدسديس) ولا يوجد ما هو مسكوت عنه والذي حاول معالجته فطاحلة السودان مثل الدكتور منصور خالد ورفيقه الدكتور فرانسيس دينق. وسوف يكون لنا كشعب معركة ضارية من أجل تحديد هويتنا ومن نحن؟!