وقفة احتجاجية سابقة للمعلمين بنيالا جنوب دارفور - المصدر الفيسبوك

نيالا، القضارف، 9 ديسمبر 2023: راديو دبنقا

تقرير: محمد سليمان

يعيش العاملون بولاية جنوب دارفور أوضاعاً مأساوية لعدم صرف مرتباتهم لثمانية أشهر منذ إندلاع حرب الخامس عشر من أبريل 2023. وتفاقمت معاناة المعلمين ومختلف فئات العاملين بالدولة في معظم الولايات جراء عدم صرف المرتبات للشهر الثامن.

وقال المعلم بالمرحلة الثانوية حافظ إسحق في مقابلة مع راديو دبنقا أنهم يعيشون في حالة مأساوية نتيجة لعدم صرف مرتباتهم بجانب عدم وجود أي برنامج للخدمة المدنية في الولاية.

وأكد أنهم حتي الآن لم يجدوا دعماً من أي جهة، سواء ان كانت جهات رسمية أو منظمات إنسانية، مما دفع الكثير من المعلمين والعاملين بالدولة لمغادرة المدينة، مشيراً إلى أن هناك الكثير من المعلمين يعيشون في معسكرات اللأجئين وبعضهم غادروا إلى الولايات والمدن المستقرة.

وقال ان وزارة التربية والتعليم بالولاية اتصلت بالمعلمين قبل أكثر من أسبوعين لحصرهم داخل عاصمة ولاية جنوب دارفور ومحلياتها لصرف المرتبات لهم عن طريق تطبيق بنكك، مبيناً أنهم لا زالوا في إنتظار المرتبات.

واوضح ان الحرب دمرت البنية التحية لمدينة نيالا وافقرها، وحول وسطها لمسرح اشباح وتحتاج  لمجهودات كبيرة حتي تنهض مرة أخري.

وزارة المالية الأولوية دفع مرتبات العاملين

وكانت وزارة المالية في السودان قد أكدت أن اهم أولوياتها في الوقت الراهن هو الإيفاء بدفع مرتبات العاملين بالدولة

وكشفت عن توجيه لكلٍّ من وزارة المالية وبنك السودان بالتعاون مع وزارة الطاقة والتي ستقوم بإيداع إيرادات من عدة جهات تابعه لها لصالح بنك السودان لتغذية حسابات الوحدات الحكومية لصرف رواتب العاملين.

وقال الأستاذ حافظ إسحق إن بعض المعلمين قد غادروا السودان نحو ليبيا وتشاد بعد ان ضاقت عليهم سبل الحياة في مدينة نيالا بسبب المعارك التي شهدتها بين الجيش وقوات الدعم السريع، فقد أصبحت المدينة تفنقر لابسط مقومات الحياة، ولا يوجد أي طريقة لامتهان أي مهنة أخري لان المدينة تدمرت، وتقطعت كل الأوصال التي كان يعتمد عليها الناس في معاشهم. وتابع أصبحنا مكتوفي الأيدي بعد عن فقدنا المأوي وكل ما نملك. نقترش الأرض ونلتحف السماء.

ظروف قاسية

اما محمد فتح الرحمن وهو معلم بالقضارف فقال لراديو دبنقا في مقابلة سابقة إن المعلمين يعيشون ظروف قاسية بسبب عدم صرف المرتبات منذ خمسة أشهر. وإن معظمهم لا يملكون مصادر دخل بديلة ووقعوا تحت طائلة الديون المتراكمة.

وقلًل من شأن السلال الغذائية التي وزعتها حكومة الولاية وقيمتها 47 الفاً والتي قال إنها تحوي مواد محدودة لا تكفي حاجة الأسرة لأكثر من أسبوع.

خطوات تصعيدية

ومن جهة أخري أعلنت لجنة المعلمين عزمها اتخاذ خطوات تصعيدية بخصوص قضية تأخير رواتب المعلمين، مؤكدة إن عددا من القطاعات صرفت رواتب منسوبيها مصحوبة بالمنح .

وقالت اللجنة في بيان إن وزارة المالية لم تصرف المرتبات للمعلمين في الخرطوم التزاماً بقرار وزير رئاسة مجلس الوزراء المكلف الذي صدر قبل 20 يوماً. وأوضحت إن الوزارة لم تنفذ سوى الشق الخاص بالصرف على الحكومة الاتحادية.

وأكدت إن عدم صرف المرتبات أضر بالمعلمين ضرراً بالغاً لا يقل عن الضرر الذي أحدثته الحرب سيما وإن أعداد مقدرة منهم من الذين يعانون من الأمراض المزمنة يحتاجون للمال للعلاج فضلا عن الطعام والشراب الذي تضاعفت كلفته جراء الحرب.

حياة لا تطاق

وأعتبر الأستاذ حافظ إسحق أنه في السابق بالرغم من قلة مرتبات المعلمين التي لا تكفي إلا أنها كانت تحل بعض المشاكل وتلبي بعض مستلزمات الحياة اليومية، مبيناً ان توقفها بسبب الحرب جعلت حياتهم لا تطاق.

ودعا الي وقف الحرب والجنوح الي السلام والوصول إلى توافق لفتح الطرق حتي يتمكن المواطنون من التحرك بحرية نحو مصالحهم وقضاء حوائجهم، حتي تصل المساعدات الإنسانية لسكان إقليم دارفور وخاصة مدينة نيالا التي لم تصلها المساعدات حتي الآن.

وحول سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة نيالا وقدرتها على تسير المدينة، أكد الأستاذ حافظ إسحق أن تسيير العمل يتم بمواصلة ظ العاملين لاعمالهم بجانب فتح الأسواق والمرافق والمستشفيات، وفتح الطرق والعمل الإنساني وغيرها وهذا غير موجود في ظل هذا الوضع الراهن.

ودعا الي وقف الحرب في دارفور، وأعتبر ان الحرب في دارفور هو إنتهاك لحقوق إنسان دارفور الذي يعاني من ولايات الحرب لعقدين من الزمان ومازالت أثارة باقية.

قضية المرتبات وعدم تمكن الدولة من صرفها للعاملين القت بظلالها السالبة على حياة العمال والموظفين وحولت حياتهم الي حياة بؤس وتشرد.