المشاركين في المؤتمر التأسيسي للشبكة الشبابية السودانية لانهاء الحرب والتأسيس للتحول المدني الديمقراطي ـ خاص دبنقا

انتيبي :الأربعاء : 6/مارس2024/: راديو دبنقا
تقرير: عبد المنعم مادبو

على مدى أربعة أيام من النقاش والمداولات الجادة والتي وصفت بالمثمرة، اختتم المؤتمر التأسيسي للشبكة الشبابية السودانية لإنهاء الحرب والتأسيس للتحول المدني الديمقراطي في السودان أعماله بمشاركة اكثر من 160 شاب وشابة سودانيين تجمعوا من دول “السودان، جنوب السودان، اوغندا، كينيا، اثيوبيا، تشاد ومصر”.

المؤتمر- الذي استضافته مدينة انتيبي الاوغندية- خرج بجملة من التوصيات ركزت على دعم جهود ايقاف الحرب، وايصال المساعدات الانسانية للمتضررين من الحرب في السودان، ومشاركة الشباب في اي جهود تفضي الى عملية سياسية مدنية في المرحلة المقبلة، اضافة الى كيفية ايجاد صيغة سودانية لتحقيق العدالة الانتقالية.

وأوضح عضو الشبكة محمد ابكر الدوم “سلطان” انه بعد المؤتمر ستكون هناك خطوات عملية لتكوين الشبكات واكمال هياكلها في الدول التي يوجد فيها الشباب السودانيون وفي المناطق داخل السودان، ليبدأ بعد ذلك الحراك لتنفيذ مخرجات المؤتمر.

وذكر ان الشبكة ستنخرط في أول خطوة مع كل الفاعلين في الداخل والخارج الذين يعملون الآن لوقف الحرب في السودان، وقال إنهم سيعملون مع الفاعلين في الداخل لأن التركيز على الحل الخارجي واغفال الحلول الداخلية واحدة من المشاكل دائماً ، واضاف: كذلك سنخرط مع الفاعلين في المجالات الانسانية في الداخل من مبادرات، وسنتواصل مع الشباب في مناطق سيطرة بعض الحركات المسلحة “جبل مرة، جنوب كردفان، شرق السودان” لإشراكهم في جهود الشباب لإيقاف الحرب.

واشار سلطان الى أن الشباب ناقشوا باستفاضة قضية مقابلة أطراف الحرب في السودان، والآن يجري التفاكر في كيفية الترتيب لمقابلتهم لأن الشباب يعتقدون ان الحل يكمن في الجلوس مع طرفي الحرب، وأنه كلما طال امد الحرب ستظهر اطراف أخرى وسيزداد الأمر تعقيداً، وتابع “نحن مستعدون للجلوس مع قائدي الجيش والدعم السريع لنضع أمامهم اجندة الشباب ونضغط عبر الشبكات الموجودة في الداخل وعبر المستوى الاقليمي والدولي وكذلك الاطراف التي تسعى لإحلال السلام في السودان وتلك التي تدعم احد طرفي الحرب او تتعاون معهم لأجل الوصول لوقف نهائي للحرب” .

فيما قال مقرر المؤتمر مهند عرابي إن أهم ما خرج به المؤتمر هو ما يتعلق بالعدالة الانتقالية، وشمول التمثيل في عملية صناعة الدستور والمشاركة في العملية السياسية بدءً بالتفاوض وانتهاء بالعملية السياسية التي تعقب عملية وقف إطلاق النار.

وذكر أنه من المهم ان تنتقل الشبكة الى مرحلة تنفيذ هذه المخرجات عبر انتهاج وسائل من بينها تنظيم حملات شعبية لإيصال صوت الشباب مدعومة بكافة فئات الشعب السوداني بأن الشباب ضد الحرب وضد من أشعلها وضد من يرغب في استمرارها.

وأشار إلى أن الشباب ستكون لهم مشاركة حقيقة وفاعلة وواسعة لإيقاف الحرب ومخاطبة كل الجهات الفاعلة المنخرطة في المشهد السياسي السوداني من قوة سياسية ومنظمات مجتمع مدني وحلفاء الشبكة من تجمعات ومبادرات وشبكات شبابية.

وأكد ان الشبكة على استعداد للتواصل مع كل هذه الجهات من أجل إيصال هذا الصوت الراغب في إيقاف الحرب ومعاناة الشعب السوداني، إضافة الى التواصل مع الجهات الاقليمية والدولية الفاعلة في الملف السوداني التي تعمل في تهيئة المناخ لوقف إطلاق النار، مشيراً الى انهم سيبدأون بالتواصل مع الفاعلين في منابر التفاوض مثل “الاتحاد الافريقي، هيئة ايقاد، ومنبر جدة، وكافة الفاعلين الذين يؤثرون في المشهد السياسي السوداني” لإيصال صوتهم وينخرطون معهم الى ان يصلوا لوقف إطلاق النار.

وقال نحن على استعداد كامل لمقابلة قيادتي طرفي الحرب لإيصال صوتنا الرافض للحرب وابلاغهم بأن ما يجري هو تدمير للبلد وعزلة للسودان على المستويين الاقليمي والدولي، اضافة الى الخسائر البشرية والشرخ الاجتماعي الذي حدث للمجتمع السوداني، الذي يمكن ان تمتد آثاره لعقود طويلة، وتابع: لذلك من المهم ان نلعب دوراً حقيقياً كشباب لايقاف الحرب في هذه المرحلة قبل ان تتفاقم وتصبح بين مكونات المجتمع السوداني وليس بين الجيش والدعم السريع.

دعم امريكي

حصل الشباب السودانيين على دعم أمريكي أعلنه المستشار السياسي للسفير الامريكي بالسودان محي الدين عمر الذي جدد التزام بلاده بدعم جهود احلال السلام، وعودة الحكم المدني الديمقراطي في السودان، وتدفق المساعدات الانسانية للمتضررين من الحرب، وقطع المستشار السياسي للسفير الامريكي- خلال مخاطبته ختام المؤتمر التأسيسي للشبكة الشبابية السودانية لانهاء الحرب والتأسيس للتحول المدني الديمقراطي- بأن البرهان وحميدتي غير مؤهلين لقيادة البلاد بعد الذي فعلوه في البلاد.
وقال إن امريكا ستضغط بأن تكون العملية السياسية متضمنة الشباب وأضاف: أي عملية لن تتضمن الشباب لن تكون سياسية ولن تدعمها الولايات المتحدة الامريكية، وتابع “في السنوات الاخيرة مهدنا الطريق للسودان وتم قطعه، لكن سيعود السودانيون للحرية والسلام والعدالة.

وذكر ان الولايات المتحدة بالسودان لا زالت مهتمة بملف السلام في السودان، وطالب الشباب بأن لا ينزعجوا من تغطية الاعلام التي تتناول اهتمام الادارة الامريكية بالوضع في فلسطين وتغفل عن ما تقوم به تجاه السودان، وأضاف: اعلموا ان الادارة امريكية ملتزمة بإحلال السلام في السودان بدليل انها عينت الاسبوع الماضي مبعوثاً خاصاً للسودان، لتأكيد حرصها على السلام في السودان.

وكشف عن جولة سيقوم بها المبعوث الامريكي للمنطقة خلال الايام المقبلة بشأن دفع جهود احلال السلام في السودان، وأشار الى ان هناك مجهودات كثيرة لإنهاء الحرب في السودان لكنها لم تكن مثمرة حتى الآن. وأضاف “نحن موجودون في المنطقة للدفع بالعملية السلمية والسياسية وسنستمر لتحقيق اهداف التحول المدني الديمقراطي، لكن ما في دولة بتحقق الديمقراطية للسودانيين سواهم وانما نحن ندعمهم في ذلك.

تفتيت ثورة ديسمبر

فيما دعا الاستاذ الجامعي دكتور هشام عمر النور الى ضرورة تطوير التوصيات التي خرج بها المؤتمر، وقال ان تجمع الشباب السودانيين في هذا المؤتمر لمناقشة قضايا الحرب والسلام في السودان دليل على ان مستقبل الشباب معلق في رقاب الشباب، وأنهم على قدر المسئولية، وأن هذا المؤتمر سيكون له ما بعده. وذكر إن هذه الحرب وضعت السودان أمام خيارين أما ان تعيد بناء نفسها على اسس جديدة او ان لا يكون هناك سودان.

وذكر دكتور هشام- في كلمته في ختام المؤتمر- ان حرب 15 ابريل هي محاولة لجر الشعب السوداني لبيت الطاعة من جديد وتفتيت ثورة ديسمبر والانتهاء منها بواسطة النظام السابق، واضاف “لأن هذه الثورة عظيمة فإن افشالها لا يمكن ان يتم الا بحدث عظيم كهذه الحرب وهذا غير ممكن”.

نقطة تحول

واعتبر الدكتور هشام عمر النور حرب 15 ابريل نقطة تحول يجب أن لا تعود البلاد بعدها كما كانت قبلها، وأضاف: لابد ان تكون هذه الحرب نقطة تحول بحيث يكون لنا القدرة على الابصار على نحو جديد وننظر لمشاكلنا بزاوية مختلفة، وقال ان أكثر شريحة مؤهلة للقيام بهذا الدور هي شريحة الشباب، والدليل ان الشباب استطاعوا تنظيم هذا المؤتمر الذي عجز عنه الكبار، كونهم جمعوا الشباب السودانيين من عدة دول وعدد من مناطق السودان ومن مواقف وخلفيات سياسية مختلفة واستطاعوا ان يؤسسوا هذه الشبكة الشبابية التي تمثل حدث هام في التاريخ السياسي السودان ولها ما بعدها.

ودعا دكتور هشام إلى أهمية ان تظل التضحيات العظيمة التي قدمها الشعب السوداني حاضرة في ذاكرة الشباب باستمرار لأنها تعين الشباب على يفعلوا كل ما في وسعهم لتحقيق الاهداف العظيمة للشعب السوداني التي دفع فيها اثمان غالية جداً .

جواب القوة القديمة على الثورة

وذكر هشام إن ثورة ديسمبر حدث هام ليس بالنسبة للتاريخ السوداني فقط وانما للمنطقة كلها، لأنها لا تشبه الربيع العربي الذي أتى بالإسلام السياسي الى السلطة بينما الثورة السودانية قامت ضد الاسلام السياسي، لذلك وصفها دكتور هشام بالثورة المفارقة وأهم ميزاتها التنوير، لذلك انها تعد اكمال لمشروع التنوير الذي بدأ مع الثورة الفرنسية.

واضاف ثورة ديسمبر هي مشروع التنوير لعالم جنوب الكرة الارضية كله، لكنها مختلفة عن الثورة الفرنسية بالتعدد والاختلاف، وذكر ان ثورة بهذه الميزات لابد من اطفائها بأي طريقة لأنها حملت شعار يعبر عن عالم الجنوب تماماً “حرية سلام وعدالة” وأردف: لذلك ثورة عظيمة بهذا القدر لا يمكن افشالها الا بحدث فائقة العظمة من حيث التخريب.

وقطع بان هذه الحرب هي جواب القوة القديمة على ثورة ديسمبر، لذلك لابد ان ينتصر الشباب للثورة السودانية لأنها ستحدث تحول ليس في السودان فحسب وانما في المنطقة بأجمعها، وقال ثورة ديسمبر نور جديد لعالم الجنوب كله، ودعا الشباب الى ضرورة التخلي عن طرائق التفكير القديمة والتحول الى طرائق تفكير جديدة تجعلنا ننظر للمشاكل جديدة، طرق التفكير القديمة هي عبارة عن تكرار للفر السياسي من الاربعينيات الى الآن واضاف لابد من تبني طرق جديدة للتفكير في مشاكل السودان والشباب مؤهلين لذلك.

وناقش المؤتمر في أيامه الأربعة أوراق تناولت دور الشباب وتعزيز مشاركتهم السياسية، وكيفية الاستفادة من التجارب السياسية السابقة لإنهاء الحرب في السودان، واستمع الى تجارب الشباب في دول كينيا وجنوب السودان وامريكا اللاتينية في بناء السلام والتغلب على تحديات الانقسامات الاجتماعية والسياسية. اضافة الى سبل استعادة مسار الانتقال الديمقراطي بالسودان، كما أجاز النظام الاساسي واللوائح المنظمة لعمل الشبكة.