السيادي السوداني … بعيداً عن هموم الناس قريبا من السنغال !!

يبدو أن مجلس السيادة قد نفض يديه تماما عن الأزمة الدائرة بين مزارعي القمح في السودان ووزارة المالية، فقد أعلن أنه فشل في إقناع وزارة المالية والبنك المركزي بشراء القمح من المزارعين وبالسعر التركيزي الذي أعلنته وتعهدت به وزارة المالية سابقا والذي يبلغ 43الف جنيه للجوال ولكن ذلك التعهد ذهب ادراج الرياح وليتراجع السعر الي 30ألف جنيه للجوال مما يكبد المزارع خسائر تقارب ال13الف جنيه للجوال الواحد ، وذلك ما سيهدد إستقرار العملية الزاراعية وسيجد آلاف المزارعين أنفسهم إمام بوابات السجن وسط ذلك الفقر والإفلاس الذي يضرب طبقات عريضة من الناس وسط تنامي الازمات السياسية والاقتصادية التي تضرب البلاد و مع إنعدام أي رؤية حكومية للموسم القادم والبحث عن حلول جذرية تتعلق بمدخلات الانتاج أو الأسمدة الزراعية والتي تهدد العالم أجمع في ظل الأزمة الروسية الاوكرانية .

محمد موسى حريكة

 

 

 بقلم : محمد موسى حريكة

 

يبدو أن مجلس السيادة قد نفض يديه تماما عن الأزمة الدائرة بين مزارعي القمح في السودان ووزارة المالية، فقد أعلن أنه فشل في إقناع وزارة المالية والبنك المركزي بشراء القمح من المزارعين وبالسعر التركيزي الذي أعلنته وتعهدت به وزارة المالية سابقا والذي يبلغ 43الف جنيه للجوال ولكن ذلك التعهد ذهب ادراج الرياح وليتراجع السعر الي 30ألف جنيه للجوال مما يكبد المزارع خسائر تقارب ال13الف جنيه للجوال الواحد ، وذلك ما سيهدد إستقرار العملية الزاراعية وسيجد آلاف المزارعين أنفسهم إمام بوابات السجن وسط ذلك الفقر والإفلاس الذي يضرب طبقات عريضة من الناس وسط تنامي الازمات السياسية والاقتصادية التي تضرب البلاد و مع إنعدام أي رؤية حكومية للموسم القادم والبحث عن حلول جذرية تتعلق بمدخلات الانتاج أو الأسمدة الزراعية والتي تهدد العالم أجمع في ظل الأزمة الروسية الاوكرانية .

بمعني آخر فإن السيادي لا يملك حلا للحاضر وسنكون حالمين جدا إذا ساورنا مجرد التفكير بإن يمتد أفق السيادي نحو الغد والتنبؤ بالكوارث والأزمات .

في ظل هذه الأزمات لم يجد مجلس السيادة حلا غير الانهماك في (حضرة )روحية خاصة به ، فقد شهدت منصته الإعلامية هذا الأسبوع نشاطاً محموما وانبرت د.سلمي الناطق الإعلامي للمجلس لتعلن عن إكتمال كافة الاستعدادات لاستقبال الشيخ الكولخي شيخ الطريقة التيجانية السنغالية في زيارته للبلاد .

والمعروف أن التصوف في السنغال لم يعد بذلك النقاء ( الأزلي )الصوفي ، فقد اندمج باكرا في اللعبة السياسية وأنغمس في الشأن السياسي وأصبحت توجيهات زعمائه ذات تأثير واضح في العمليات الانتخابية في السنغال .هذا عدا النشاط الاقتصادي الهائل في تمليك الأراضي الزراعية والاستثمار حيث ينتشر اتباعه الذين يتجاوز تعدادهم الخمسة ملايين علي طول الشواطئ السنغالية يمتهنون الصيد البدائي للأسماك ،أو زراعة الفول السوداني في حواكير صغيرة في فقر مدقع وظروف معيشية بعيدا عن متطلبات العصر وحاجاته ، ويلبون النداء الجماعي السياسي لشيوخ الطريقة التيجانية فيما يتعلق بالتوجهات السياسية .

في حين أن العديد من الطرق الصوفية في القارة الافريقية تنأى بنفسها كثيرا عن العمل السياسي إلا أن جماعات الاسلام السياسي تعمل جاهدة بالدفع بالطرق الصوفية نحو المحرقة السياسية خدمة لأهدافها السياسية وشهوة الحكم والمال .

في فبراير 2022 نقل إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة الذي وصل الي السنغال معزيا في وفاة الشيخ الكولخي الزعيم الأسبق للطريقة التيجانية نقل تعازي البرهان وقدم دعوة للشيخ محمد الماحي إنياس شيخ الطريقة التيجانية لزيارة السودان، ولا يمكن النظر لهذه الأنشطة والدعوات التي يقودها ابراهيم جابر بمعزل عن رغائب الاسلام السياسي في السودان خاصة أن الطريقة التيجانية لديها اتباع منتشرين في أنحاء متعددة في البلاد ويشكلون رقما انتخابيا لا يستهان به.

ومع إنعدام البراءة كليا في سكنات وحركات العسكر وبلادنا تمر بهذا المنعطف الحاد ، كان الاجدي بمجلس السيادة الوقوف علي مسافة واحدة من كل الطرق الصوفية النشطة في السودان .

والأهم من كل ذلك الوقوف علي مسافة قريبة من مزارعي القمح و كلات الموانئ ، والغبش الذين يعانون في طول البلاد وعرضها ، وعلي أعضاء المجلس الذين تم إختيارهم بعناية و بطريقة (برهانية) أن يعلموا أننا لسنا في حاجة لانقسام صوفي قادم لا محالة في ظل (الحضرة) التيجانية التي يعيشونها .