اتفاقية الدوحة:(مختار المخاتير)..!!

نختم مؤقتاً حديثنا مع (سيد أمين) ولكن لن ينتهي حديثنا عن فساد الإنقاذ..وبصراحة (نحن لفي شك مريب) حول ما تم استنزافه من الخزينة العامة باسم (اتفاقية الدوحة) وقد كانت “هذه الحدوتة” لعبة كبيرة (وحصة وراها قصة) لا ندري ما دار فيها ولا ما انتهت إليه غير أنها كانت (رواحاً واسترواحاً)..وعطايا وإثابات..ورشاوى وحجوزات..و(فنادق وشاليهات)..وفواتير وتعيينات..وعلاجات وبدل سفريات..وتغيير نظارات و(تركيب عدسات)..وطلبات ورجاءات أنهكت المستضيفين..!

د. مرتضى الغالي

 

 

بقلم :  د. مرتضى الغالي

 

نختم مؤقتاً حديثنا مع (سيد أمين) ولكن لن ينتهي حديثنا عن فساد الإنقاذ..وبصراحة (نحن لفي شك مريب) حول ما تم استنزافه من الخزينة العامة باسم (اتفاقية الدوحة) وقد كانت “هذه الحدوتة” لعبة كبيرة (وحصة وراها قصة) لا ندري ما دار فيها ولا ما انتهت إليه غير أنها كانت (رواحاً واسترواحاً)..وعطايا وإثابات..ورشاوى وحجوزات..و(فنادق وشاليهات)..وفواتير وتعيينات..وعلاجات وبدل سفريات..وتغيير نظارات و(تركيب عدسات)..وطلبات ورجاءات أنهكت المستضيفين..!

وعلاوة على ذلك شهدت كواليس الدوحة تزكيات لمنتظرين وتهدئات لمتطلعين وقوائم لمحظيين…وإثراء وإغراء..وغدوات وروحات لم نرَ من حصيلتها إلا أن الغادين والرائحين (من الدوحة واليها) عادوا وشيدوا العمائر والفيللات واكتروا السيارات والعقارات وحصدوا الدراهم والدولارات..وكان التنافس يجري محموماً تحت عنوان (أنا عاوز أمشي الدوحة أوو أوو).. فمن يا ترى كان يأذن بالحضور والغياب..؟! ومن الذي يقرر النثريات..؟! ثم بماذا خرج القوم المنتدون المؤتمرون المتفاوضون بعد سنوات من هذه الإقامات الفندقية الفاخرة ..؟! ومن كان يحل مكانهم ووظائفهم في غيابهم..وهل تقوى بريطانيا وفرنسا أو (مجموعة الثمانية) من احتمال نفقات جولات تطول بالسنين وتتجاوز مفاوضات (وستفاليا) و(مؤتمري يالطا وبوتسدام) بعد الحرب الكونية..!!

للإنقاذيين مقدرة عجيبة في أن يجعلوا من كل حركة وسكنة أو أي أزمة أو مهمة مصدراً للفساد والثراء الشخصي… قضية دارفور..(أوكي ومالو)؟! المدينة الرياضية (ممتااااز)..! خط هيثرو (شِد وأركب)..! اتفاقية الدوحة (انعِم وأكرِم)..! ولا تقل لي إن الدولة المضيفة هي التي تكفلت بحجوزات الفنادق و(الطعام والمواصلات)..هذا تحريف وتجديف و(حسبة برمة) ..! فليست (المبالغ المجمّعة) هي المبالغ ولا (فروق العملة) هي الفروق..بل إن المصاريف الجانبية الذرائعية كما يقول العارفون كانت اكبر من كل حجوزات وموائد وفنادق وأعطيات الدولة المضيفة..!! ولا بد أن سيد أمين وقد كان قريباً من هذه الأجواء يعرف أكثر مما نعرف…لكن هل رفع احد القادة الإنقاذيين حساباً عن تكلفة اتفاقية الدوحة حتى يعلم الشعب ما تكلفته المهمة مقروءاً مع حساب العائد..؟! أم أن التصرّف في مال الدولة متروك للسادة الإنقاذيين أولياء الأمور ..ظل الله في أرضه.. بلا حسيب ولا رقيب…!! بل أن السادة القادة ومن بيدهم أوامر الصرف لم يطلعوا حتى (برلمانهم الكسيح) على إنفاق الدولة وما تم صرفه داخل قاعة المفاوضات وخارجها من شراء لبعض المنتسبين للحركات..أو لاستجلاب بعض الخبراء مثل السيد التيجاني السيسي..!!

أنت ابن الإنقاذ البار..ولا شك انك تعلم مَنْ كان (عرّاب مفاوضات الدوحة) الذي يصرف النثريات و(يختار المخاتير) ويستبدل اللاعبين من على الخط..! وحديثنا عن هذه المفاوضات حديث عابر وما جرى فيها (قطرة من بحر)..ذلك أن فساد الإنقاذ أكبر وأعمق من ذلك بفراسخ…ولكن المحيّر يا سيد أمين في مجمل فساد (أخيار الإنقاذ) (ودعك من مال التجنيب) أنهم بكل هذا الثراء الفاحش من مال الدولة وبكل هذه المليارات المنهوبة لم يفتح الله على واحد منهم (واحد فقط) بعمل خيري وااااحد (لا نقول بناء مستشفي أو مركز صحي) بل عمل ضئيل ثوابه جزيل.. مجرد التبرّع بإقامة (سبيل مويه) بثلاثة أزيار من الفخار (ولو مستعملة) وكوز واااحد من فوارغ المعلبات..!! 
معقولة..؟!