السليك: “الدعم السريع” حققت انتصارات على الجيش لكنها انهزمت سياسيًا ومعنويًا

الصحفي والمحلل السياسي فايز الشيخ - المصدر صفحته على الفيسبوك

الخرطوم، 25 ديسمبر 2023: راديو دبنقا

حذر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي فائز السليك من أن تقود الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، إلى حرب أهلية شاملة في ظل الدعوات بتسليح المدنيين، وتدخل دولي في ذات الوقت بعد أن عجز طرفي الصراع عن حماية المدنيين، ووصف الأحداث التي تشهدها ولاية الجزيرة بالمؤسفة واعتبرها نتيجة لـ”الحرب العبثية”، التي استهدفت المواطن.  

وحذر السليك من مغبة استمرار مثل هذه الانتهاكات وبهذه الطريقة من أن تقود لحرب أهلية، في ظل التعبئة والعنصرية وانتشار خطاب الكراهية مشيرًا إلى إمكانية يمكن استثمار تلك العوامل في مثل هذه الأجواء، مؤكدًا أن الوضع سينفجر لأخطر مما هو عليه الآن.

نصح قوات الدعم السريع الاحتكام لصوت العقل واهتمام قيادتها بالمواطن وضبط قواتها بشكل حاسم ومسائلات فورية لهذه الانتهاكات من سرقة عربات أو مواجهات مسلحة مع بعض القرى، وقال إنَّ هذه الانتهاكات مرفوضة ويجب إدانتها من الجميع.

وتوقع الكاتب الصحفي فائز السليك أن تقود مثل هذه الانتهاكات لتدخل دولي لحماية المدنيين طالما فشلت قوات الدعم السريع في حمايتهم وفشل الجيش من الأول في القيام بدوره، وقال يبقى الحل الأخير لمواجهة هذا السيناريو هو حماية دولية للمدنيين في مناطق النزاعات المسلحة أو حتى المناطق الأخرى.

وفي السياق رد السليك على تصريحات سابقة للمستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع يوسف عزت، التي نفى فيها تورط قواته في الانتهاكات التي حدثت في عدد من قرى الجزيرة.

 وقال السليك أن عزت يتحدث عن أن تلك الجرائم ليست من أفعال قواتهم وحملها لمنفلتين، وقال بأنها هاجمت واد مدني من الضفة الغربية للنيل الأزرق، ووصفه حديثه بأنه يعكس مأساة حقيقة تتعلق بعدم قدرة القيادة في السيطرة على قواتها خاصة في مثل هذه الحرب تصبح أزمة كبيرة، مشيرًا إلى أن هذه القوات واجهت مشاكل في الخرطوم ودارفور.

 واعاد التذكير بالتاريخ القديم في دارفور المرتبط بسمعة الجنجويد بالتورط في جرائم الحرب والابادة الجماعية التطهير العرقي طالما أنها لازالت في ذاكرة المواطنين، فالأولى الاستفادة من الأخطاء التي وقعت فيها من قبل.

واعتبر أن قوات الدعم السريع حققت انتصارًا كبيرًا على الجيش السوداني كانت مفاجأة لكثيرين، وعزا ذلك الانتصار لخلل هيكلي يعاني منه الجيش، لكن، برأيه فإن قوات الدعم السريع انهزمت سياسيًا ومعنويًا لأنها منذ البداية رفعت شعارات بأنها تحارب في جهة محددة، في إشارة إلى فلول النظام السابق، كما يرددون، وقال كان من الأولى أن ينصب تركيزها في مواجهة تلك الجهة بدلًا من الانصراف عنها لاستهداف المواطن البريء.

ونصح الصحفي السليك قيادة قوات الدعم السريع إن كانت تريد أن تصبح نموذج لقيادة سياسية وعسكرية وتبني مستقبلًا فإن الأولى لقيادة لها ضبط القوات وعدم تجنيد أي منفلت أو مجرم واعتبر أن الأزمة الحقيقية التي تواجه قوات الدعم السريع هي سمعتها في تعزيز ثقافة التغنيم المعروفة بها بغض النظر عن أنها ممنهجة أو غير ذلك.

ودعا لاتخاذ اجراءات فورية لإثبات حسن النوايا بسحب القوات العسكرية من القرى والمدن الآمنة وضرب مثلًا بالحصاحيصا ورفاعة والكاملين كمناطق آمنة، وقال إنَّ كلها لا توجد بها قوات عسكرية من الجيش أو الأمن ورأي بأنه لا داعي لنشر قوات وارتكازات داخل هذه المناطق، وقال “لا أود أن أكون حالمًا واطالب بسحب القوات في مثل هذه الظروف”، وشدد بقوله لكن هذه القوات يجب أن تكون خارج المدن لجنيب السكان أي خسائر في الأرواح والممتلكات، خاصة متوقع أن تحدث هجمات مرتدة أو قصف طيران.

وأوصى بنشر قوات من الشرطة والنيابات وقال أن الشرطة يجب أن تعود إلى دورها بغض النظر عن موقف قوات الدعم السريع منها سواء كانت تتبع للفلول أو خلافه، داعيًا قوات الدعم السريع بتشكيل وحدات شرطة عسكرية كوحدة إشرافية أعلى من القوات الموجودة، إضافة إلى تمكين النيابات من استئناف عملها حتى تعود ساحات العدالة من القيام بواجبها في الفصل في المنازعات المدنية.

وطالب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي فائز السليك المجتمع المدني بالتواصل مع المجتمع الدولي لحثه بالاهتمام بهذه الكارثة، وبمطالبته بأن يتجه لبناء مراكز إيواء كبيرة مع وجود حماية للسكان، مع توفير الاحتياجات الأولية والأساسية من صحة وغذا ومسكن مع فصل الشتاء الحالي، ودعا لإقامة مناطق عازلة للمدنيين وترك الممرات الآمنة لمن يريد أن يتحرك مع تأكيد حرية الحركة والمرور والسفر.

ورأي بضرورة الدعوة إلى حوار مجتمعي يضم منظمات المجتمع المدني وقيادات الإدارة الأهلية والطرق الصوفية وقال يجب أن يتم فورًا قبل أن تنفجر الأوضاع، بدلًا من الاتجاه نحو الدعوات لتسليح المدنيين والتعبئة مع الحرب والمواجهات الدموية والعبثية التي لانهاية لها “على حد تعبيره”، ودعا بأن يتم التركيز على السلام الاجتماعي وتعزيز الثقة والحوار الذي يقود لبداية سلام قبل التوصل لوقف النار في كل السودان وهذا ينطبق على كل السودان وليس الجزيرة فقط.