السفير الصادق المقلي لـ (راديو دبنقا): البيان الختامي للإيقاد سحب البساط من تحت اقدام الخارجية السودانية

السفير الصادق المقلي ـ المصدر ـ فيسبوك

.

مقاطعة السودان لقمة الإيقاد الاستثنائية بيوغندا أثارت جدلاً واسعاً خاصة وأن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حضر قمة عنتيبي والتقى الرؤساء الأفارقة والمبعوثين الدوليين، وفيما لم تهتم القمة بمقاطعة السودان طالبت (البرهان- حميدتي) الجلوس لحل الأزمة خلال أسبوعين ، اعتبر مراقبون أن ذلك يمثل تحديا جديداً للدبلوماسية السودانية …(راديو دبنقا) ناقش السفير الصادق المقلي حول مقاطعة السودان لقمة الايقد ودلالاتها.

الخرطوم : أديس أبابا : راديو دبنقا

*كيف تنظر بصفتك دبلوماسي لقرار وزارة الخارجية الأخير القاضي بمقاطعة قمة الإيقاد في عنتيبي بيوغندا؟

  • الخارجية السودانية وفقاً لبيانها الأخير قطعت شعرة معاوية في علاقات السودان الإقليمية والدولية… وذلك بتعليقها للتعاون مع الايقاد فيما يتعلق بملف الأزمة الراهنة في السودان…نعم هي لم تصل بعد.. إلى درجة تجميد العضوية في هذه المنطقة الإقليمية التي نحن من الاعضاء المؤسسين لها.
    *مادام أنها لم تصل إلى درجة تجميد العضوية ما الذي يثير الغرابة في بيانها؟
  • ما يثير الغرابة ويدعو إلى الدهشة ، أن وزارة الخارجية أعلنت في بيانها ، مقاطعة قمة عنيتبي بحجة أن دعوتها لحميدتي فيها مساس بسيادة الدولة…في وقت وافقت فيه الخارجية نفسها على المشاركه في قمة جيبوتي التي دعت هي أيضاً حميدتي للمشاركة فيها لكي يلتقي الرجلان هناك.. وبعد ذلك حدث ما حدث..نفس القمة ، نفس المنظمة و نفس الشخص…فما الذي جد في يوغندا لكي يقاطع السودان القمة ؟
    *في تقديرك كيف تعامل الإيقاد مع بيان الخارجية؟
  • لقد سحب البيان الختامي للإيقاد البساط من تحت اقدام الخارجية، فهي لم تشر الى بيان الخارجية الذي علق التعامل معها في ملف الحرب ، كما أنه لم يشر من قريب أو بعيد الي حضور حميدتي، فضلاً عن أنه لم يغلق الباب أمام جهود لاحقة للمنظمة في سبيل أن يتم لقاء مباشر بين الفرقاء، كما أمنت على دور الاتحاد الافريقي المتمثل في تشكيل لجنة ذات مستوى رفيع عن السودان..…وأمنت القمة على ضرورة وقف فوري و غير مشروط لإطلاق النار.
    *إذا حسب رأيك قرار السودان غير مؤثر وغير موفق؟
  • هذه القرار بوقف التعامل مع الايقاد بالتأكيد غير موفق ، لأن ليس للقمة في الوقت الحاضر من اهتمام غير الحرب الدائرة في السودان….وهي لم تدفع بمبادرة كي يتم التدارس حولها في حضور الرجلين …فدورها ولحين اشعار آخر لا يتعدى دور الوسيط أو المسهل. لاي مسعى من شأنه أن ينهي هذه الحرب العبثية…كما وصفها البرهان نفسه .. و يضع حدا لهذه الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في تاريخ السودان الحديث…وربما رأت الايقاد ان مثل هكذا لقاء من شأنه أن يحرك الرمال الساكنة ويفك الجمود في الجهود السلمية الرامية الى نزع فتيل الأزمة و بصفة خاصة من خلال منبر جده الذي انفض سامره و لحين اشعار اخر .
    *هل ما حدث يكشف تضارب التعاطي الرسمي مع الجهد الخارجي لحل الأزمة؟
  • نعم هناك ملاحظة واضحة تتمثل في تضارب التعاطي الرسمي مع الجهد الخارجي لحل الأزمة ما بين شارع القصر و شارع الجامعة…فلم يجف بعد تصريح الرئاسة المؤيد لكل المبادرات الرامية الى السلام ،حتى فاجأت الخارجية العالم ببيانها الرافض لقمة الايغاد في يوغندا…نفس هذه التقاطعات وضحت جلية في قمة جيبوتي السابقة ، اذ قبل أن تهبط بعد الطائرة المقلة للبرهان في مطار الخرطوم في طريق العودة حيث ترأس وفد السودان لتلك القمة ..حتي فاجاءتنا الخارجية ببيانها الذي أوضحت فيه أن مخرجات تلك القمة الرئاسية لا تعنيهم في شيء .هذا لعمري غياب التناغم في التعاطي الرسمي للدولة مع المحافل الإقليمية المهتمة بالشأن السوداني.
    *لكن نائب رئيس المجلس السيادي مالك عقار قال : إن الإيقاد ارتكبت خطأ بدعوتها لحميدتي وأن ذلك قدحا في سيادة الدولة؟
  • لماذا لم نسمع بهذه الملاحظات و التبريرات عندما تمت دعوة حميدتي لنفس قمة الايقاد في جيبوتي…فما هو الجديد في الأمر !؟؟ ..عقار قال: إن القصف الجوي يحدث ليس فقط في السودان ، وإنما في ارقي الدول ..قالها بالانجليزية sophisticated… ومصادر سيادية اخرى تحدثت عن تحريف حديث عقار للجزيرة مباشر. في اعتقادي أن هذه الخطوة قد جانبها التوفيق وفي هذا التوقيت بالتحديد حيث تشهد..البلاد حالة اللادولة لعل الكل يبحث عن مخرج من هذه الأزمة الإنسانية الكارثية…. التي ظل الوطن والمواطن السوداني يدفع فاتورتها منذ الخامس عشر من ابريل الماضي…دون أن تضع الحكومة حدا لهذه الحرب التي قضت على الأخضر واليابس، والحرث والنسل ، والشجر والحجر.
    كان الأحرى لوزارة الخارجية التي من ابجديات مهامها تجسير العلاقات الخارجية واصلاح ما تفسده السياسة على صعيد هذه العلاقات، والعمل على فك طوق هذه العزلة الدولية والإقليمية التي ظل يعاني منها السودان منذ انقلاب الخامس و العشرين من اكتوبر، ،2021 .. الايقاد هي شعرة معاوية في علاقاتنا الأفريقية ..سيما و أن السودان ما برحت عضويته مجمدة في الاتحاد الافريقي وهو من المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية ..والسودان أحوج ما يكون للمجتمع الدولي لإعمار ما خربته هذه الحرب اللعينة التي خربت الاقتصاد وافقرت الدولة …ولا يمكن على الاطلاق أن تنهض البلاد عندما تضع هذه الحرب أوزارها بإذن الله…بمعزل عن العالم الخارجي….فلولا خارطة مارشال الأمريكية لما نهضت اوروبا التي خربت اقتصادها و دمرت بنيتها التحتية الحرب العالمية الثانية.
    *ماذا كان يضير الحكومة السودانية إن حضرت القمة و أسمعت العالم صوتها ورؤيتها تجاه وقف الحرب و إحلال السلام في السودان ؟
    -الدولة ذات سيادة وليس بمقدور أحد أن يلوي ذراعها …بدلا من المقاطعة التي لا شك ضررها أكثر من نفعها ….ولا شك أن استمرار هذه الحرب وهذه الأزمة في البلاد و مخاطر تهديدها السلم والأمن الدولي ، سوف يجعل الباب مواربا أمام احتمالات التدخل الأجنبي وهذا ما لا يرغبه احد ولا تحمد عقباه …وعلى الكل أن يحتكم لصوت العقل لإنهاء معاناة الوطن والمواطنين.