الدعم السريع تعلن السيطرة على منطقة “المثلث” الاستراتيجية والجيش يعلن إخلاء المنطقة

المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر-خرائط قوقل
بورتسودان:11 يونيو 2025: راديو دبنقا
أعلنت القوات المسلحة السودانية صباح اليوم الأربعاء إخلاء منطقة المثلث المطلة على الحدود بين السودان ومصر وليبيا. وذلك في إطار ما أسمته ترتيبات دفاعية لصد العدوان.
من جانبها، قالت قوات الدعم السريع إنها تمكّنت ، صباح اليوم الأربعاء، من السيطرة على منطقة “المثلث” الاستراتيجية، التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر. واعتبرت ذلك في بيان اطلع عليه راديو دبنقا ” خطوة نوعية سيكون لها ما بعدها على امتداد عدة محاور قتالية، لا سيما في الصحراء الشمالية، كما يُسهم هذا الانتصار في مكافحة “الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر على الحدود السودانية.
وأشارت إلى الموقع الجغرافي الحيوي لمنطقة “المثلث”، التي تُعد معبراً حدودياً اقتصادياً واستراتيجياً بين ثلاث دول، ومركز محوري للتجارة والنقل بين شمال وشرق إفريقيا، كما تحتوي المنطقة على موارد طبيعية غنية بالنفط والغاز والمعادن، إلى جانب كونها فضاءً يعكس التنوع الثقافي والتداخل الاجتماعي بين شعوب المنطقة.
واعتبرت انفتاح قواتها على محور الصحراء الشمالي تحوّلاً استراتيجياً في تأمين الحدود وحماية البلاد، خاصة بعد تكرار تعديات الحركات المسلحة.
وقالت إن مواطني منطقة المثلث خرجوا في احتفالات جماهيرية عفوية، ترحيبا بقواتها.
اتهامات بدعم ليبي
بالمقابل قالت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية إن قوات الدعم السريع مسنودة بما اسمته بقوات خليفة حفتر الليبية ( كتيبة السلفية) النقاط الحدودية في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا بغرض الاستيلاء على المنطقة.
وقالت القوات المسلحة إن التدخل المباشر لقوات “خليفة حفتر” إلى جانب قوات الدعم السريع في هذه الحرب يعتبر تعدياً سافراً على السودان. كما اعتبرته امتداداً لما وصفته بالمؤامرة الدولية والإقليمية. ووصفت ما جرى بأنه عدوان مدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة ومليشياتها بالمنطقة.
منطقة استراتيجية
وقال اللواء م الدكتور محمد خليل الصائم في حديث لراديو دبنقا إن منطقة المثلث الحدودي حاكمة استراتيجية وتجمع بين ثلاثة دول وهي السودان وليبيا ومصر، كما ترتبط المنطقة بالأمن القومي في الدول الثلاثة. وأكد أن المنطقة غنية. واستبعد أن تتخذ قوات الدعم السريع المنطقة منطلقا نحو بقية مدن الشمالية وصف ما يتردد حول هذا الشأن بأنه يندرج تحت الحرب النفسية.
وقال إن اخلاء القوات المسلحة للمنطقة ربما يأتي على خلفية معلومات حصلت عليها وتوقع أن الإخلاء أتى في إطار إعادة التموضع.
مطالبات للمجتمع الدولي
من جانبها طالبت وزارة الخارجية السودانية المجتمع الدولي والإقليمي بإدانة الهجوم على المنطقة الحدودية مع ليبيا. وشددت على ضرورة التعامل بجدية وحزم مع هذا التهديد الخطير لسيادة ووحدة السودان والأمن والاستقرار الإقليميين، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتصدي له وردع المعتدين. وأعلنت احتفاظ السودان بحقه المشروع كاملا في القيام بما يتطلبه الدفاع عن سيادته وحدوده وأمنه و سلامة مواطني.
وقالت في بيان اطلع عليه “راديو دبنقا” إن حدود السودان مع ليبيا ظلت معبرا رئيسيا للأسلحة والمرتزقة لدعم قوات الدعم السريع، وجددت اتهامها للإمارات بالتمويل والتنسيق مع قوات حفتر والجماعات التابعة لها. واتهمت تلك القوات بالتدخل مباشرة في القتال، في انتهاك سافر للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وكل الأعراف والمعاهدات الدولية.
القوات المسلحة الليبية تنفي
بدورها وصفت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية اتهامات القوات المسلحة لقواتها بالتدخل في مناطق حدودية سودانية . بأنها “مزاعم باطلة”
وأضافت في بيان اطلع عليه “راديو دبنقا” إن مزاعم الاستيلاء على الاراضي السودانية و الإنحياز لأحد أطراف النزاع رواية مكررة لا تمتّ للواقع بأي صلة. واعتبرت الاتهامات محاولة مفضوحة لتصدير الأزمة الداخلية السودانية وخلق عدو خارجي افتراضي.
وأضافت:” لم نكن يوماً مصدر تهديد للجيران بل نحرص على استقرار وضبط الحدود ومكافحة الإرهاب والهجرة بتنسيق أمني صارم ومحكم مع الجوار” .
واتهمت القوات السودانية بتكرار اعتداءاتها مؤخرا على الحدود الليبية مشيرة إلى وقوع اعتداء جديد أمس على دوريات عسكرية تتبع لها أثناء ممارستها واجبها في تأمين الجانب الليبي من الحدود.
وأعلنت رفضها القاطع الزج باسمها في الصراع مع هذا الطرف أو ذاك سواء كان سودانيًا أو إقليميًا. معتبرة ذلك أسلوب مكشوف لإثارة الفتنة الإقليمية وتصفية الحسابات الداخلية في السودان وأكدت في الوقت نفسه أنها لن تتهاون في حماية كل شبر من ليبيا من أي اعتداء أو أي تهديد كان على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.

صور أقمار اصطناعية
رصد المحلل الاستراتيجي “ريتش تيد ” زيادة ملحوظة رحلات طائرات الشحن الجوي المغادرة من الإمارات العربية المتحدة إلى مطار الكفرة، الواقع بالقرب من المثلث الحدودي. وتؤكد صور الأقمار الصناعية وجود حوالي ثلاث طائرات شحن جوي من طراز IL-76TD في المطار يومي 21 و31 مايو.
ووفقا لريتش فقد أظهرت صور الأقمار الصناعية الملتقطة أمس ما لا يقل عن خمس طائرات في مطار الكفرة جنوب شرق ليبيا، بالقرب من منطقة الحدود الثلاثية مع السودان ومصر. من بينها ثلاث طائرات شحن من طراز IL-76TD.
وكانت منطقة العوينات في مثلث الحدود السودانية الليبية شهدت اشتباكات بين القوة المشتركة للحركات المسلحة وقوة ليبية يوم الجمعة ما أدى لسقوط قتلى وجرحى وأسرى وسط الطرفين.
وأوضحت المصادر إن الاشتباكات وقعت بين القوة المشتركة وكتيبة “سبل السلام” السلفية التابعة لرئاسة أركان القوات البرية بالجيش الليبي، والموالية لخليفة حفتر.
وقال الشيخ عبد الرحمن هاشم” قائد كتيبة السلام التابعة للرئاسة أركان القوات البرية بالقيادة العامة إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل اثنين من القوة السودانية وأسر عدد من جنودها كما جرى أسر ثلاثة جنود من كتيبة سبل السلام.