الخرطوم …تل أبيب

التغريدة المبكرة التي دفع بها أيدي كوهين الباحث المختص في شئون الشرق الأوسط ” ما يجري في السودان ليس إنقلابا تصحيح للثورة المباركة و التخلص أخيرًا من حزب البعث و الاحزاب القومية ” جعلتني احرص علي التاكد منها مراراً ، لأنها من محلل مختص و كونها جاءت في اليوم التالي للانقلاب لم تتمهل لتري ردة فعل الحالة السودانية التي لا تغيب علي أحد في ارتباط جذوتها بالثورة السودانية و شهدائها الذين لم يفتر الشارع في المطالبة بالمحاسبة العادلة ، هذا فضلا عن انها كشفت عن رهان إنقلابي قصير الجذور ، كادت أن تنفصل عن التربة حينما تم إطلاق سراح رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول و رجل داعش بالسودان وعدد من الأمنيين قبل إعادة اعتقالهم ، فالتحالف الإنقلابي بينهما ما يفرق أكثر ما يجمعهما و أن كان التطبيع مع إسرائيل ، الجهود التى بذلت للتطبيع في وقت سابق كانت تستهدف المكونيين معا المدني والعسكري و هو ما إصطدم بالواقع ليس في عمقه السياسي الغني بالتنوع في طبيعته كنتاج تاريخي للسبق السوداني في تكوينات الأحزاب والنقابات و الجمعيات مقارنة بحوله من محيط الأمر الذى كان يفرض واجب التحليل للمواقف و التعامل معها بعيداً غن الإنتزاع للعلاقات التي لا تحتمل فلسفتها ذلك ، خطوة الحكومة الإنتقالية باحالة التطبيع الي المجلس التشريعي المرتقب لم يخفي بعض الأصوات لفئة الشباب التي لم تكن تري في التطبيع من غضاضة إذا كان الأمر يرتبط بمصلحة الوطن ، لكن كل ذلك غاب عن النظر في الجانب الاَخر في بذل ما يجعل الصورة مقبولة علي المدي القريب فقد صارت مسالة تحسين الصورة ترتبط بطرق تنتهي و تبدأ في إرتباطها مع تطلعات الشعوب في المرتبطة بمناصرة حقوقها المدنية و غيرها ، التطبيع مع الخرطوم حالة نموذجية لكونها تسهل الطريق نحو مقديشو ونواكشط لتشابه الشروط الذاتية والموضوعية بينهما و لا سيما في صورتها المؤطرة بالثقافي ، لكن حركة التاريخ دوماً تدفع الي ان العقد الاجتماعي يجعل من الحكومات تعبر عن إرادة الشعوب و ليست طرفا أصيلًاً .

محمد بدوي

 

بقلم / محمد بدوي 

 

التغريدة المبكرة التي دفع بها أيدي كوهين الباحث المختص في شئون الشرق الأوسط  " ما يجري في السودان ليس إنقلابا تصحيح للثورة المباركة و التخلص أخيرًا من حزب البعث و الاحزاب القومية "  جعلتني احرص علي التاكد منها مراراً ، لأنها من محلل مختص و كونها جاءت في اليوم التالي للانقلاب لم تتمهل لتري ردة فعل الحالة السودانية التي لا تغيب علي أحد في ارتباط جذوتها بالثورة السودانية و شهدائها الذين لم يفتر الشارع في المطالبة بالمحاسبة العادلة ، هذا فضلا عن انها كشفت عن رهان إنقلابي قصير الجذور ، كادت أن تنفصل عن التربة حينما تم إطلاق سراح رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول و رجل داعش بالسودان وعدد من الأمنيين قبل إعادة اعتقالهم ، فالتحالف الإنقلابي بينهما ما يفرق أكثر ما يجمعهما و أن كان التطبيع مع إسرائيل ، الجهود التى بذلت للتطبيع في وقت سابق كانت تستهدف المكونيين معا المدني والعسكري و هو ما إصطدم بالواقع ليس في عمقه السياسي الغني بالتنوع في طبيعته كنتاج تاريخي للسبق السوداني في تكوينات الأحزاب والنقابات و الجمعيات مقارنة بحوله من محيط   الأمر الذى كان يفرض واجب التحليل للمواقف و التعامل معها بعيداً غن الإنتزاع للعلاقات التي لا تحتمل فلسفتها ذلك ،  خطوة الحكومة الإنتقالية باحالة التطبيع الي المجلس التشريعي المرتقب لم يخفي بعض الأصوات لفئة الشباب التي لم تكن تري في التطبيع من غضاضة إذا كان الأمر يرتبط بمصلحة الوطن ، لكن كل ذلك غاب عن النظر في الجانب الاَخر في بذل ما يجعل الصورة مقبولة علي المدي القريب فقد صارت مسالة تحسين الصورة ترتبط بطرق تنتهي و تبدأ في إرتباطها مع تطلعات الشعوب في المرتبطة بمناصرة حقوقها المدنية و غيرها ، التطبيع مع الخرطوم حالة نموذجية لكونها تسهل الطريق نحو مقديشو ونواكشط لتشابه الشروط الذاتية والموضوعية بينهما و لا سيما في صورتها المؤطرة بالثقافي ، لكن حركة التاريخ دوماً تدفع الي ان العقد الاجتماعي يجعل من الحكومات تعبر عن إرادة الشعوب و ليست طرفا أصيلًاً .
الرهان على الشارع دوما مربط الفرس سواء نحو صناديق الإقتراع أو القضايا القومية  فذات فئة الشباب التي. كانت مجموعات منه قد عبرت عن أرائها الدافعة نحو التطبيع هى من تقف خلف التروس وخطوط مقاومة الإنقلاب .